قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5179 - 2016 / 5 / 31 - 19:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
-
ما حدث في ليلة 28 /29 في مدينة هيت من قيام تنظيم داعش بالهجوم على مركز المدينة والسيطرة على بعض أحيائها أمر متوقع وليس غريبا، لأن الحرب صولات وجولات ولأن داعش تنظيم أرهابي يريد أن يثبت وجوده كلما خسر معركة، فضلا عن أن عدم تحرير ناحية الفرات وحي البكر وجميع القرى الواقعة في منطقة الجزيرة من زوية البونمر حتى بروانه سهل مهمة الدواعش للهجوم على المدينة.
-
لم يكن أبناء مدينة هيت ممن يعنيهم الأمر غافلين عما جرى؛ فقد حذروا على صفحاتهم من وجود تجمعات للدواعش في الضفة الأخرى لنهر الفرات، وأن هناك خلايا نائمة داخل المدينة يقودها ويوجهها اشخاص موالون لداعش عادوا الى المدينة مع العوائل التي عادت اليها بعد التحرير على اعتبار انهم ليسوا دواعش ولا علاقة لهم بالتنظيم هذا بحجة كونه مصدرا للمعلومات، وذاك بحجة براءته، والآخر دخلها بالمحسوبية والمنسوبية، ومنهم من دفع ودخل. وكان على المعنين بأمر حماية المدينة أن يضعوا هذه التحذيرات والمناشدات على محمل الجد وألا يستصغروا شأن من أوردها وألا يتغاضوا عنها.
-
لقد وقع المحظور، وحصل ما حصل ودفع بعض الغيارى من أبطال القوات الأمنية والحشد العشائري أرواحهم ثمنا لذلك.
-
ما نريده اليوم من القائم مقام كونه رأس السلطة التنفيذية في القضاء، ومن المجلس المحلي للقضاء، ومن قادة الحشدين الأول والثاني في هيت، ومن قادة فوج الطوارئ (18) أن يتحلوا بالشجاعة، وأن يقولوا لنا وللقوات الأمنية التي أعادت تحرير المدينة وبصراحة الرجال حقيقة ما حصل، لنكون على بينة من الأمر ومن أجل وضع الحلول اللازمة لعدم تكراره، وأن يتركوا القاء التهم بعضهم على بعض في وقت أحوج ما نكون فيه الى وحدة الصف لمواجهة عدو إرهابي.
-
وعلى الجميع ألا ينسى بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة، وأن على من لا يقدر على حماية أرضه وعرضه أن يترك القيادة لغيره، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه. وعلى كل من يعرف فردا من المتورطين بالهجوم، أو ممن يقود أو ينتمي الى الخلايا النائمة أن يتحلى بالشجاعة وأن يفضحهم وأن يخبر عنهم القوات الأمنية المتواجدة حاليا في هيت. وعلى الجميع أن يسعوا الى كشف المستور عما جرى في عملية تدقيق أسماء الدواعش في الحاسبات وعلى كل من ثبت أو يثبت تقصيره في أداء واجبه من أجل محاسبتهم وعزل من لا يصلح منهم.
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟