زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 5179 - 2016 / 5 / 31 - 14:46
المحور:
الادب والفن
( على لسان الرجل الألماني مارتن الذي وجد الطفل الصغير المهاجر قبل يومين قبالة السواحل الليبيّة ، بعد ان غرق القارب فماتَ ومات معه العشرات )
تحرَّكْ يا صغيري ، تملمَلْ
تنفَّسْ ، ابكِ
أريدُ أن أسمع مناغاتكَ
وأطرب لبكائِكَ
وأتمتّع بدفء جلدك الحنون
فسكوتك – لو تعلم - يؤلمني ، يؤرّقني
يزرعُ نفسي عوسجًا وشوكًا
ويقذفني بعيدًا خلفَ الجُدران ..
خلف التّاريخ ..
الى هولاكو ونيرون
تململْ يا صغيري
ناغني باللغة التي تعرفها
أرجوك ... لا تهاجر
فأقدامك الصغيرة لم تطأ بعد ثرى الوجود
ونظرك الهائم لم يرَ بعد الظلال
وأذناك الصغيرتان لم تسمعا بعد
زقزقة العنادل ووشوشة النجوم
قُمْ يا صغيري
فالحياة تناديك
فهي لم تشبعْ منك
قمْ لترسمَ على خدِّها الجميلِ بسمةَ البراءة
وقصيدةً عفويةً
تتضوّعُ شذىً وأحلامًا
أرجوكَ لا تهاجر
فالهجرة مُرّةٌ كما العلقم
والبحرُ غضوبٌ
والانسانُ أضحى ذئبًا لا يعرفُ الرّحمة
قمْ يا صغيري واصرخ في وجه الظالمين :
دمي عليكم وعلى أولادكم
دمي عليكم وعلى أولادكم
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟