فؤاد وجاني
الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 04:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد تسريب فضائح تهريب الأموال إلى باناما والجزر الخضراء، يأتي وثائقي التلفاز الفرنسي للكشف عما يعرفه كل المغاربة، شريفهم قبل مرتزقتهم مِن مائدة المخزن. لكن الوثائقي يبقى بالغ الأهمية لمشروع البوح المرئي أمام الملأين الفرنسي والمغربي، أولا لأن الناس لا يقرأون وتلك حقيقة كارثية لكنها غير صادمة، فكم تعداد الذين قرأوا كتابيْ الملك المفترس وصديقي الملك رغم توفرهما بالمجان في العصر الرقمي ورغم أنف الحظر والرقابة المخزنيين. كم شخصا يعكف مثلا على قراءة المقالات في شأن الملك والتقارير الصادرة عن حقوق الإنسان واستمرار مسلسل نهب ثروات المغاربة. لقد أنار الوثائقي الرسمي ما أخفته كهوف الظلام، وفضح للعلن ما يروج سرا. وحدهم الأحرار ممن حباهم الله بالشجاعة وصحوة الضمير في هذي البلاد كانوا يصرخون في الشوارع قبل كل قناة، وبعضهم كانوا يكتبون دون وجل أو ينشرون أشرطة دون خجل، بضعهم لاقى ما لاقاه في السجون بعد أحكام جائرة من قضاة يأتمرون بهواتف القصر ويتقيدون بتعليماته المستبدة. ما هانت عليهم ملامح الفاقة والقهر في ضيعة ملك المفقرين، فسلكوا دربا شاقا رغم تخاذل الآخرين الذين دفنوا رؤوسهم في التراب مؤثرين العبودية والذل على الحرية والكرامة.
ثانيا، لقد فرقت قناة فرنسا مستعمرة الأمس صيت محمد السادس بين القبائل كما كان يفرق الدم في الجاهلية ، فلا يجرؤ عبيد المخزن على الانتقام، وانكشف غطاء القِدْر الساخن، وبدا جلالته وضيعا وهو يمتص دماء شعبه كي تنتفخ هوادجه ويزداد غنى على غنى وسؤددا على سؤدد فيما يزداد الشعب فقرا على فقر وبؤسا على بؤس.
فماذا ستعني عاش الملك بعد كل هذا الكشف، ستعني عاش النهب، وستعني عاش الاستبداد، وعاش الاستغلال، وعاش الاستعباد، وعاشت المذلة، وستعني عاش الكفر بعد الإيمان.
لقد استنفد الملك وكُتّابه الحديثَ عن المؤامرة، وماذا يريدون مني؟ وحديث الاستغباء أيضا: أين الثروة؟
موسم الحج المقبل، ترقبوه وهو يزور الكعبة محرما في ثياب بيضاء، مهرولا بين الصفا والمروة ليطمر ما أحدثه، ويطهر ما أنجسه، رغم أن الحج وجه شؤم على الملوك، فلم يعد من الملوك ، على الأقل في نظر المبصرين، والذين أزيحت عن أبصارهم الغشاوة..
لقد أُغلق باب التوبة لجلالة المفترس يوم صُنع دستور الوهم ووُئد طموح الشعب في الحياة. قد يكتنز المال والخسة معه أيضا، لكن الأحرار يكنزون كلمة الحق والشجاعة أو ما يعتبره العاقلون تعبيرا طبيعيا عن الحق ، المجد في الأفق ينتظرهم، وفي الأفق أيضا خسرانكم المبين.
#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟