فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 18:39
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ءمقامات الحب والسفر الى الله ..
أولها ان تسافر حبا اليه وتسافر من عوالم الكثرة والأهواء " ألهاكم التكاثر " الى عالم الوحده ومقام الهو " المعية في الذات الإنسانية " وهو معكم " " يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه " " إنا لله وأناإليه رجعوان " وهو السفر من الخلق الى الحق " ويسمى بجهاد النفس وتزكيتها وقد عبر عنه بالحديث " موتوا قبل أن تموتوا وهو الموت الإختياري للشهوات وليس الموت الإضطراري " ..
وهو أول الاسفار للمتصوفة والعارفين وهو أخطر الأسفار اذا لم تكتمل مقدماته الروحية لانه مع نقص المقدمات تحدث الشطحات لدى المتصوفة فلا يرى ذاته بل يشعر بشدة الحضور الالهي فيظن بأنه هو هو نتيجة الإندكاك في الحب الالهي كما حدث للحلاج وغيره فلا يرى في الدار ديارا غيره فيشطح بقول الحلول فيه أو الاتحاد معه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وثانيهما السفر في صفاته وجماله وجلاله حتى تفنى عن ذاتك فلا ترى في الوجود الا هو " السفر من الحق الى الحق بالحق " .
وهنا لا وجود للأنا الانسانية لشدة الشروق والحضور الالهي في النفس كما قال يوسف عليه السلام حين راودته زليخة عن نفسه بقوله " معاذ الله "ولم يقل إني أعوذ بالرحمن منك " فهو غير ملتفت الى أناه مطلقا وروحه كلها حضور الهي مشرق فلا وجود لظلمة الخطيىة في نفسه .
والثالث سفر الانارة والبصر وهو ان ترى العالم بعينين " عين ناظرة للبشر والتكاثر الوجودي" مال وابناء ونساء وجاه وسلطان " وعين ناظرة بنور الحق فلا ترى في الوجود إلا الله وحده فيكون الانسان ذو عينين عين تنظر لخلق الله وعين البصيرة مشبعة بنور الله فتنعدم الخطيئة وظلماتها في النفس الانسانية لشدة الاشراق والحضور الالهي في النفس الانسانية وهو مقام الانبياء والاولياء والعرفاء ويعبر عنه " السفر من الحق الى الخلق بالحق " .
والرابع سفر من الخلق الى الخلق بالحق وهو مقام الحب والعطاء والانسانية وتبليغ الرسالات والنبوءات بمختلف اشكالها وهو مقام الإنسان الكامل ومقام الخلافة الالهية " إني جاعل في الأرض خليفة "..
فهي خلافة الحب " يحبهم ويحبونه " .
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟