أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - رويدة-2-














المزيد.....

رويدة-2-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 16:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أرى أبي وأميّ ، هما أيضاً لا يراني
أتوق إلى حضور أمّ أو أب .
تقول فاطمة هذا لطفليها التوأم وهي تحاول أن تسكتهما عن الصّراخ.
فاطمة ذات السّبعة عشر ربيعاً زوجة أبو محمود الثانية لا تعرف كيف تدير حياتها.
قالت لي في إحدى المرّات: "لو بقينا في القرية، وعملنا بالأرض لما أصبحت حالنا هكذا. لم أكن في القرية تعيسة. كنت أساعد أهلي في الحقل، وتمضي الأيام إلا أن أتينا إلى المدينة، وغير أبي لباسه التّقليدي، ليلبس لباساً آخر لا أعرف من أين أتى به.
لاوجود للحياة في منزلنا . أميّ وأبي لا يتحدّثان مع بعضهما، وإخوتي كلّ منهم له حياته . تمنيّت أن تجلس معي أمّي تحدّثني عن الحياة، أو يقول أبي لي: يا ابنتيّ .
اسمه في الحي الفقير، أو البسيط، أو هو على البركة!
نصحه إمام جامع الرّحمن بالزّواج مني كي أنجب له الأطفال، رفضت الأمر، وأرغمت على الزّواج والدي بسيط إلا في إرغامي على الزّواج "
قالت لي هذا الكلام بعد طلاقها من أبو محمود بعدّة سنوات.
كانت البداية صعبة، فكلما ذهب أبو محود إلى زوجته فاطمة تأتي الإسعاف لتنقل الزوجة الأولى إلى المستشفى، هي تستوعب كلام أبو محمود حول الذّريّة، ولا حول تعدّد الزوجات، ولا ترغب بسماع كلمات الشّيخ الشّرعية لإقناعها. ترغب أن يكون لها بيتها الخاص، وأبو محمودها معه.
في تلك الليلة التي أدّب فيها أبو محمود فاطمة ، أغمي عليها عندما ضرب رأسها بالحائط عدّة ضربات . تركت أولادها وذهبت إلى عند أمّها. أعادها أبوها إلى منزل زوجها.
أتت فاطمة إلى مكتبي في عام 2000 مع خالتها التي تبرّعت أن تأتي معها.
لم أر منظراً مرعباً مثل منظرها. هالات زرقاء حول عينيها ، تهدّل في أحد كتفيها.
ما مشكلتك يا فاطمة؟
-لا أعرف
-لماذا أتيت إلى هنا؟
-لا أعرف.
أجابت خالتها: أنا جلبتها. انظري ما جرى لها. هذه آثار الضرب على جسدها. كشفت عن ظهرها فإذ به مخطّط بالزّرقة.
-أرجو أن تجلبي لي تقريراً من الطبيب قبل أن تزول آثار النّدب على جسدك.
لا تقبل فاطمة الذّهاب إلى الطبيب ، تخاف أن يطلّقها أبو محمود.
تعاطفتُ معها. رغبت في دعمها ولو قليلاً ، رأيت نفسي أمام جدار أصمّ.
أخيراً قالت لي: أخاف منه عندما يعاشرني أمام ضرّتي.
لم أكن يومها أعرف أن مشكلة الجنس والجنس الجماعي أصبحت من ضمن مفاهيم المجتمع إلا بعد أن شرحت لي فاطمة عن الأفلام التي يجلبها أبو محمود، وعندما تحضّر الزّوجة الأولى العشاء لأنّها ماهرة حسب رأي الزوج. يجلس الجميع ليتمتّعوا بالفيلم الذي جلبه، بعدها يكون أبو محمود حرّاً في معاشرة من يرغب بوجود الأخرى.
في البدء كنت أعتقد أنّني أسمع قصّة خياليّة ، فقد قضيت عمري في الدّراسة والعمل، وعندما ينتهي اليوم أكون منهكة وأرحل إلى النّوم.
ماذا تفعل لو كنت مكاني؟
بقيت صامتة لأكثر من عشرة دقائق، ربما أنا صامتة حتى اليوم لا أستوعب الموضوع.
أردت أن تنصرفا، فليس هناك وسيلة تفاهم، ولا وسيلة دعم، ولا أعتقد أن الموضوع جدّي عند أيّ منهما.
-وماذا تريدان الآن؟
أجابت الخالة: نرغب أن يطلّق زوجته الأولى ، ثم أخرجت من حقيبتها " حجاباً"
-أبو محمود رجل متدّين لا يخطئ ، لكنّ ضرّتها تكتب لها من أجل أن يكرهها زوجها، وجدت هذا تحت وسادة زوجها. هل يمكن أن تفكي رموز الكلمات.
- لا . لا أفهم في تلك السّخافات. عودا من حيث أتيتما.
مرّت الأيّام والتقيت بفاطمة في عام 2004
أتت إلى منزلي . لم أعرفها. وقفت أمام شابة في مقتبل العمر تبتسم .
-طلّقني أبو محمود، لجأت إلى عائلة من عشيرتنا أعيش بينهم ، أساعدهم في العمل، ولا يتجرأ أهلي على أذيتي لأنّني احتميت بكبير العشيرة.
-وأولادك؟
-ليس عندي أولاد. هم مسجلون باسم ضرتي ، ولا حق لي فيهم.
-هل أنت حزينة ؟
-لا أعرف إن كنت حزينة أم لا. فقط أشعر بأنّه لا ضرورة لحياتي.
ليت أبو محمود لم يطلّقني .
-لماذا يا فاطمة؟
-هذا العالم كلّه أبو محمود . لا أستطيع أن أحدّثك عن معاناتي الجديدة، لكنّني لم آت من أجل هذا. أتيت لأشكرك، وأطلب منك مساعدتي بشكل شخصي، وليس كمحام .
أرغب أن أحصل على جواز سفر بالسّر وأذهب إلى الإمارات. سوف أعمل أيّ عمل . المهم أن أهرب من هنا.
بعد أن أصبح لدى فاطمة جواز سفر لم أسمع أخبارها، فقد كنت مشغولة بظروف صعبة ألمّت بنا، كنت أنا نفسي أحاول الخروج من سورية، فقد كانت في تلك الفترة مكاناً غير صالح للعيش . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رويدة -1-
- وهمٌ حولَ الحبّ
- زهر اللّوز -20- النّهاية
- زهر اللّوز -19-
- زهر اللّوز -18-
- زهر اللّوز -17-
- زهر اللّوز -16-
- زهر اللّوز -15-
- زهر اللّوز -14-
- زهر اللّوز -13-
- زهر اللّوز -12-
- زهر اللّوز -11-
- زهر اللّوز -10-
- زهر اللّوز -9-
- زهر اللّوز -8-
- زهر اللّوز -7-
- زهر اللّوز -6-
- زهر اللّوز -5-
- زهر اللّوز -4-
- زهر اللّوز -3-


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - رويدة-2-