أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير الخويلدي - منطق المقدس في العقلانية الدينية














المزيد.....


منطق المقدس في العقلانية الدينية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 02:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد أقامت التجربة الدينية منذ البدء علاقة مع أفكار المنح والتلقي والإرسال والاصطفاء والانتقاء والقبول والاختيار من جهة أولى ومتنت صلة شخصية بين الإنسان والله تتصف بالإلزام والخضوع من جهة ثانية.
لقد شهد المعطى الديني تاريخا متقلبا تميز بالمراوحة بين السقوط في الانحراف والهرطقات عن طريق الخروج والإلحاد والتمرد والعزم على التصحيح واستعادة الجوهر المكنون بالعودة إلى الطبيعة أو الوحي.
لقد جمع الديني بين الابتكار والكذب وبين تحقيق الوعي وتمثل الوهم وبين درك الواقع وإنتاج الاغتراب. ولقد ظل الديني حاضرا بشكل مستمر وكوني في الحياة الإنسانية وذلك لما يقوم به من وظائف حيوية للمجموعات البشرية ولما يوفره من حماية للأشكال الاجتماعية التي ظهرت في الحالة الطبيعية ، والتي تميزت بالنزاع والتناحر والدخول في حالة الحرب من أجل المحافظة على البقاء وخشية الموت العنيف.
إذا كان الصراع القاتل بين أعضاء المجموعة يهدد وجودها بالفناء ويترتب عن النزاع الداخلي الهلاك الحتمي فإن الاحتكام إلى منطق المقدس والإيمان بوجود قوة خارقة وجعلها موضوع للقداسة قد يمثل انفراجا ويضع حدا للعنف ويوقف النزاع ويساهم في تنظيم العلاقات بين الأفراد ويوطد السلم الأهلي.
لقد تم تثبيت المؤسسة الدينية في الحياة الإنسانية بطريقة بطيئة ومعقدة وتم تنزيل نصوصها التأسيسية بصورة لا تقبل التراجع والمقاومة. ولقد أشار الباحثون إلى البعد المزدوج للديني من حيث هو أساس جوهري وليس مجرد صفة محمولة وكذلك من جهة إشارته إلى حقيقة واقعية وليس مجرد أسلوب وجود.
بيد أن الظاهرة الدينية تسببت في التفرقة بين أعضاء المجتمع البشري من خلال تعدد القناعات وتكاثر المذاهب وصراع التأويلات وتمسك كل فرقة بالاعتقاد في امتلاك الحقيقة المطلقة والطريق القويم للمطلق.
بهذا المعنى أصبح الدين جزء من المسار العام للثقافة والاجتماع وحاول في العديد من المرات الانفصال عن السياسة والتربية والقانون والاقتصاد والعلم واقتصر على التجلي في نسق من الاعتقادات والشعائر.
لقد أدى التمييز بين الدين والسياسة إلى تشكل الإطار النظري والسياق المعرفي لظهور الدراسات المقارنة بين المعتقدات والأديان والبحث في أوجه التقارب وأسباب التباعد ونقاط الاتفاق ومجال التنازع والفروق.
لقد ترتب عن ذلك مواجهة العلوم الإنسانية للعديد من الصعوبات عند محاولتها ضبط جملة من المقولات التي تخص وقائع الدين وتجارب الإيمان ونصوص الحياة وتتردد بين مناهج التفسير ومطالب التأويل.
على هذا الأساس حري بنا أن نتدبر السؤال الذي يخصنا والذي يطرح وفق الصيغة التالية: هل يجوز بدء هرمينوطيقا العلمنة في حضارة إقرأ؟ وبماذا تتميز هرمينوطيقا العلمنة حول الإسلام بماهو دين مدني؟
تؤدي القراءة الهرمينوطيقية للتجربة التأسيسية الكبرى للدين الإسلامي من خلال التأليف النقدي بين رواية الوحي والحديث إلى ضبط جملة من المباني الأصولية والكلامية والفلسفية لحدث النداء وأفق الاستجابة وتجربة تقبل الرسالة وواقع انتشار الوحي حفظا وترتيلا وتدبرا في الزمان التاريخي ويرنو الى الأزل وذلك بعرض الموازنة التطبيقية التي تشتغل على تطوير جملة من المفاهيم ضمن الحقول البحثية التالية:
- عقلنة الوعي بالذات في سردية الإسلام
- تاريخية الوجود المكتوب بلغة الضاد
- أنطولوجيا الأثر الفني في القرآن
- دنيوية الإيمان الديني عند المسلمين
- أنثربولوجيا الأبعاد المدنية في الإسلام

أن يكون الهرمينوطيقي على يسار الإسلام حقيقة لا مجازا، بالجوهر وليس بالعرض، هو أن يفجر فكره ثورة على الماضي الشمولي ويقوم بخلخلة منطق القداسة الدنيوية ويجمع في علمنته بين الواقعي والراهن والافتراضي ويجعل من لغة الضاد الجوهر الخلاق في التمثيل الذاتي التاريخي خارج حدود الحداثة الكولونيالية.
أن تلتزم الذات المتحدية بآداب المقاومة وتنشط الذاكرة الخصبة من التاريخ الإبداعي للفكر الذي يخصها يعني أن تواجه الكولونيالية بفكر لاكولونيالي وتعمل على إعادة بناء الشخصية النقدية ومدارها الحضاري.
فهل بمقدور المغلوب أن يتكلم؟ هل يستطيع المؤمن التفكير بحرية؟ وهل بإمكان المتكلم أن يؤول عالمه وأن ينتصر في كل منازلة هرمينوطيقية على متحديه؟ هل تتطلب هرمينوطيقا العلمنة في الإسلام السردي تضحية بالذات من أجل إنقاذ المقدس من دنيوته المحتومة أم تضحية بالمقدس من أجل العناية بالذات؟

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات المعرفة الفلسفية
- دور النقابات في زمن الاضطراب
- الخيال الإبداعي والمخيال الاجتماعي
- فلسفة الأمر ومنطق السلطة عند ناصيف نصار
- حينما ينقذنا الفن من الرداءة
- من حد التأويل إلى مفهوم الهرمينوطيقا
- في سبيل أنسنة المسألة النسوية
- خيارات التغلب على أشكال اللاّمساواة
- ممكنات التدخل الفلسفي في الحاضر
- استخدام الفيزياء الرياضية في السياسية الحديثة
- كارل يسبرس والسير في طريق التفلسف
- الهرمينوطيقا ، المصادر والتحولات
- وظيفة النخبة وتنوير الجمهور
- إلى أي حد يتمتع الإنسان بالحرية؟
- وجوه فلسفية عن الطبيعة
- الدور العمومي لادوارد سعيد في رحاب الأنسنة الثقافية
- عن أي حداثة خاصة يتحدث بول ريكور؟
- أنثربولوجيا المقدس ومحاكاة العنف عند روني جيرار
- البؤس الميتافيزيقي للوضع الإنساني عند فلاديمير يانكلفيتش
- الحاجة إلى المواطنة ضمن المنظور الفلسفي العالمي


المزيد.....




- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير الخويلدي - منطق المقدس في العقلانية الدينية