أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السخط في ديوان - الساعة الناقصة- فايز مقدسي














المزيد.....

السخط في ديوان - الساعة الناقصة- فايز مقدسي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 23:52
المحور: الادب والفن
    


السخط في ديوان
" الساعة الناقصة"
فايز مقدسي
الغضب، الغربة، السخط، القرف، عدم الانسجام مع الواقع سمه شبه عام تلازم العديد من الشعراء والادباء، فنحن في المنطقة العربية منذ العهد التركي إلى غالية هذه الساعة نمر بواقع مزري، ونتقهقر إلى الرواء باستمرار، ولا نكاد نلتقط انفاسنا حتى نجد أنفسنا نتراجع من جديد، هذا الواقع لا بد أن يكون مرفوض من قبل نبلاء الشعراء والادباء خاصة، فهم لا يستطيعون الانسجام إلا مع أفكارهم، معتقدهم، اخلاقهم، ولا يمكن لأيا كان أن يشتريهم، يغويهم، يحرفهم، فهم محصنون بالنبل، بكلمة "لا" التي نحتاجها دائما لنقولها لواقعنا، لأنفسنا، للآخر الذي يسعى لترويضنا.
"فايز مقدسي" يقدم لنا شكل جديد لهذا السخط، القرف، الغضب الذي يجتاحه، يقدم لنا قصائد تجمع ما بين اللغة الفصيحة واللغة المحكية معا، يستخدم الفاظ أدبية وأخرى شعبية عامية، مستخدما معرفته وقدرته الشعرية على أحداث فروق/تباين/هوة بين اللغتين، فالمتلقي يجد الشاعر يتمتع بمعرفة كبيرة ومتميزة بعالم الشعر والشعراء، ورغم هذه المعرفة التي من المفترض أن تجعله متزن ومسيطر على مشاعره وقصائده، نجده يكفر بها، يتخلى عنها، يتركها خلفه، ويقدم لنا شيء جديد، وكأنه يقول لنا بهذا: "شكل القصائد المضطرب والمتناقض والمهزوز يتماثل مع واقع/نا، وبهذا هو يعري/نا واقع/نا في ذات الوقت، فليس من المستصاغ، القبول أن يكون هناك شاعر بهذه المعرفة والموهبة والقدرة على التلاعب باللغة، ويكتب لنا قصائد بهذه الطريقة المختلطة والمتشابكة والمضطربة.
من اشكال هذه الثنائية المتناقضة في القصائد:
"ترانا نسلم الروح في نظام
كما في /أوروبا
صفا مترادفا كعسكر!؟
أم سوف "نفر ونكر ونقبل وندبر معا"
..أو أمام مدخل سينما /روكسي/:
"أنا الأول
لا أنا
لا أنت كنت الأخير
لا أنا كنت قبلك
أتركوا الحريم تمر
نسوان خدوا طريق" ص39، بهذا التناقض بين الحدثين/اللغتين يتبين لنا حجم المساحة التي تفصلنا عن الغير/الآخر الذي نعيبه ونصفه بكل أوصاف الكفر والفسق.
ولا يكتفي الشاعر بهذه الشكل من مكاشفته للواقع وتعريته له ولنا معا، بل نحده يستخدم شكل السخرية فيقول:
"يا للشماته!!
ويا لهذا /ا ل ش رق/ بأبي هو وأمي
كيف طاوعني قلبي أن أتركه!!؟
لا يزال صوته يون في أذني
و "الركب مرتحل"
وكأني /هريرة/ وكأنه /الأعشى/:
رن ... رن .. رن ..
مزقت بعضي وأنا أنتزع نفسي منه
صائحا بها وكأنني /طرفة/:
"لا تهلكي أسى وتجلدي" ص40، بهذا الشكل يجمع لنا الشاعر اسلوبين في رفضه للواقع، شكل السخرية، والتناقض في شكل/اسلوب الكتابة، فيتأكد للمتلقي بأنه أمام نابغة شعرية، لكنه يستخدم هذا الشكل البائس، الغاضب، المحتقن.
يتعمد الشاعر اظهار عبقريته، وفي ذات الوقت سخطه، فيقول:
"أو "ليالي الأنس في /فينا
كما قالت /اسمهان/
في جمهورية عز نظيرها
لا يتوجع الجائع فيها جوعا بل لجزمه أن الجوع موجع!
"مبدأ فلسفي جديد"
يسوسها جهابذة أهل النظر الذين يقسون في
ثيابهم
ولا يأكلون سوى الموز أبو نقطة" ص47و48، رفض للواقع وللمتنفذين فيه، والقابلين به والراضين فيه، وكل هذ يطع وضع محفز للمتلقي لكي ينحاز إلى صف الشاعر من خلال الحكمة التي قالها عن الجوع.
وكما هو حال العديد من الأدباء والشعراء الذين يستخدمون الحيوانات والحشرات كتعبير عن غضبهم واشمئزازهم من الواقع يستخدم "فايز مقدسي" هذه الطريقة في التعبير عما يحمله من غضب فيول:
" دجاجة هوجاء ظلماء دهماء قوقاء
عظمها لا تفصفص
تأخذ المقبل بالمدبر
والمقيم بالطاعن
وهي تقافي!!" 57،
يؤكد لنا الشاعر ضرورة استخدام الشكل السابق كتعبير عن غصبه عندما قال:
"في تلك الممالك المدلهمة
والأقاليم القائمة
حيث كنت
وحيث رأيت
أشباه الأشباح وأطياف الأرواح
وقد نخرت كتفاحة دب فيها العفن
ينهشها الدود
وتعصف فيها الرياح!
وحيث كان القمل
ويكدح كبغل نغل
والنحل
وحية التبن
والبق والناموس والعلق
وغائط البشر
وروث البهائم
والقروح والدمامل والبثور
ودماء الطمث
وصنة النساء
وفساء الحيزبزن" ص11، استخدام هذه الكمية والنوعية من الحشرات يشير المسافة الهائلة التي تفصل بين الواقع الذي يطمح إليه الشاعر والواقع المعاش، وكأنه بهذا الشكل يريدنا أن نعرف حقيقة واقعنا، مهما حاول المتنفذون تجميله لنا، فهو واقع بائس، قاتم، مؤلم، لا يمكن لأي إنسان أن يحتمله، أن يرضى به، فهو بدعونا إلى تغيره، أو أبداء غضبنا/مشاعرنا عليه، حد أدنى لجعنا نقبل/نحترم أنفسنا.
الديوان من منشورات دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، عام 2007.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والرجل في رواية -امرأة للفصول الخمسة- ليلى الأطرش
- الارهاب والفساد في رواية -ذاكرة الماء- واسيني الأعرج
- انتصار المرأة في رواية -الحضارة أمي- إدريس الشرايبي
- التجربة في رواية -المرآة مسيرة شمس- هديل الحساوي
- تعدد القراءات في ديوان -عشق- حمودة الشايجي
- السيرة المحفزة للمعرفة -رام الله التي هناك- محمود شقير
- الكويت تنقذ جمهور القراء
- -في اللغة والأدب وعلاقتهما بالقومية- ساطع الحصري
- المعرفة بالشعر في ديوان -وسائد حجرية- مازن دويكات
- البداية المتسرعة في مجموعة -خارج الصورة- محمد المقادمة
- العنوان مفتاح المضمون في ديوان -ضجر الذئب- يوسف أبو لوز
- تأثير النت
- التراث الديني والشعبي في رواية -ملاك القرصة الأخيرة- سعيد نو ...
- توضيح حول كتاب -الحرب الأهلية في صدر الإسلام- عمر أبو النصر
- فرح
- تجاوز المألوف في ديوان -أحلام السنونوة- علاء الدين كاتبة
- عبث الفعل في ديوان -مقفى بالرماة- محمد لافي
- لعادية في ديوان -أوراق من ذاكرة المسفر- أمجد محمد سعيد
- نقد النقد في كتاب -ملامح السرد المعاصر- فراس حج محمد
- نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السخط في ديوان - الساعة الناقصة- فايز مقدسي