احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)
الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 23:52
المحور:
الادب والفن
(تذكرت حينا)
فِي هَذهِ اللَّيلة
صّادفتُ هَواءاً مُتذمراً
يَتلَّوى على نَسيمهِ الصَّاعد
مِن السَّماء الدَّنيا
نَحو الأرض العُليا
وَهو يَقول :
عِندما يَصبحُ الدِّين هُزوا
وَيَختلطُ الحَابلُ بِالنَّابل
فَما على جَهنم
إلا أن تَكونَ مَرمى بِلا حَارس
وَيصيرُ العَالم كُرةً
حتَّى يَكشفُ الله عَن سَاقٍ
فَيركلُه....
الشَّواخصُ كثيرةٌ جداً
لايَسعني مَسكهن
كَونهن سُراب
يَرتدي مُعطفَ حَقيقةٍ بَالية
يَخدعن النَّاظرَ في المِرآة
وَيَرهبن القَابعَ بَينَ أحلامهِ
وَيسكبن مَاتبقى مِن غَيظ
وَمن ثُمَّ يُثيرن لَعنَ الذِّكريات
بِاسمِ الحَياة الأخرى
(مَن يَستطيعُ تَجنبُ المَاضي
مَا لَم يَحملْ على كَتِفيِهِ
جَبلاً مِن الأوجَاع)
هَذا آخرُ مَا سَمعتُه
مِن تِلكَ العَجوز التِّي كانتْ
تَجرُها عَربةُ العَيشِ المُرّ
وَقد وَزعتْ ظلَّها مُسبقاً
على أولادِها
الذين فَظلوا المَنامَ مَوتاً
تَحتَ أشعةِ الرِّصاص
تَذكرتُ الآن
إني صَادفتُ المَوتَ أيضا
وَهو يَتمايل
فِي أزقةِ مَدينتي
بَعدما شَربَ الدِّماء
بِشراهةِ طِفل
رَاودهُ الجَوعُ عَن نَفسه
فَانحنى كَعجوزِ مُتعب
لِكثرةِ الأرواحِ المُحمَلةِ
على ظَهره
بِنيةِ القَضاءِ وَالقَدر
ضَحايا المُستقبل
مُتعجبونَ لِدرجةِ الإغماء
بِتناثرِ ضَحايا اليَوم
وَهُم مُوزعونَ بَينَ رَصيفٍ وَآخر
لِذا هُم يَعدونَ العِدَّة
لِهّكذا دَور
فِي إنفجارٍ لاحِق.
#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)
Ahmed_Abo_Magen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟