أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945:















المزيد.....

عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945:


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 17:12
المحور: الادب والفن
    


عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945:
بدأت علاقة روسيليني مع السينما عندما افتتح والده اول سينما في روما (Barberini)،وعندما توفي والده ،عمل كمعد للصوت للأفلام التي تعرضها هذه السينما وتطور الأمر ليصبح مشرفا على كل الاعمال الثانوية الخاصة بصناعة وعرض هذه الافلام في هذه السينما...
حياة روسيليني الخاصة كانت مقصدا مهما لصانعي الفضائح وهو أمر لانستطيع الانكار بان روسيليني كان مسؤولا عنه،فبعد ان ارتبط بعارضة الأزياء (Mercella Dermarchis) لم يلبث ان لاحقا لرتبط بعلاقة حب مع الممثلة (انجريد بيرغمان) وهو الأمر الذي ادى بالتأكيد الى طلاقه من عارضة الازياء على ان الصداقة والتعاون ظل قائما بينهما،وعلاقة الحب المذكورة مع بيرغمان اعتبرت من اشهر علاقات الحب الفنية وادت الى كثير من الفضائح خاصة ان كلاهما كان متزوجا،وشكلت هذه الفضيحة ذروتها عندما حبلت ب(روبرتو) وبعد ذلك ب(ايزابيلا روسيليني)،ولكنهما انفصلا لاحقا بعد ارتباط روسيلني بكاتبة نصوص هندية،وهو الأمر الذي جعل من (جلال لا نهرو) يطلب منه مغادرة الهند.
بعض النقاد يصفون مسيرة روسيليني المبكرة بالثلاثيات،حيث اعتبر فيلمه الأول(السفينة البيضاء 1941) ومن ثم(عودة الطيار1942) و(رجل مع الصليب 1943) ثلاثية عن الفاشية،ويجب ان لايخفى علينا أن روسيليني سبق له وان اخرج افلاما وثائقية عن الفاشية قبل ان يصبح معاديا لها.
انهار النظام الفاشي عام 1943 بعد شهرين فقط من تحرير روما،كان روسيليني يعمل على التحضير لفيلمه الأبرز والاهم والاكبر المعادي للنازية (روما مدينة مفتوحة)،وهذه الفترة شملت توطد علاقته مع فليني،حيث ساعد فليني على تحقيق سيناريو روما مدينة مفتوحة،وهو سيسير على نفس الشاكلة حيث سيتبع فيلمه هذا بفيلمين في ثلاثية سوف تدعى لاحقا بثلاثية الواقعية الجديدة،والجدير بالذكر ان مايميز روما مدينة مفتوحة هو اقتناصه للأسلوب الفني الذي سوف يدعى لاحقا بالواقعية الايطالية الجديدة،الذي مع بزوغه سوف تبدأ السينما الايطالية تعيش عصرها الذهبي،وليس من الضير الذكر ان كل عمالقة الاخراج الايطالي بلا استثناء سوف يتربوا على يد هذه الموجة حتى لو اختلفت وجهاتم لاحقا،وكلهم ايضا بلا استثناء سوف يحقق فيلما واقعيا أو محاكيا لهذا التيار هذا الموضوع الأول.
اما الموضوع الثاني والابرز وان كان يقل اهمية عن الموضوع الأول،ان روسيليني مع زملائه الآخرين من مخرجي السينما الواقعية الجديدة تمسكوا بموقف اخلاقي أكثر من تمسكهم بالاسلوب الفني،حيث كانت السينما بالنسبة لهم اداة لعكس الواقع اكثر من كونها فنا قائما بذاته...
روما مدينة مفتوحة 1945:في ايطاليا حيث كل الآمال محطمة
المهندس(جورجيو مانفريتي) شيوعي قائد للجنة الحرير الوطني يقود حركة مقاومة سرية ضد الألمان الذين يعملون على تقسيم روما الى اربعة عشر منطقة بغرض البحث عن المقاومة فبالنسبة اليهم روما مدينة مفتوحة.
قصة الفيلم بسيطة جدا وتعبق احيانا بالميلودراما حيث يصف احد النقاد الفيلم بانه(عالق بين الحقيقة والميلودراما) والسرد فيه يسير بشكل منطقي نحو مقصود ووجهة نظر المخرج بالضبط في هذا السيناريو المبنية احداثه على قصة حقيقية ساهم في كتابتها كما قلنا(فليني) وحصل على ترشيح اوسكار لافضل سيناريو.
الحكاية بتفصيلاتها بالتأكيد ليست هي سبب شهرة الفيلم،ولكن بالتأكيد ايضا ان شهرة الفيلم هي بزوغ الواقعية الايطالية الى حيز الطبيق،اي العصر الذهبي للسينما الايطالية،فبالتأكيد هنا كحالة استثنائية وخاصة كواليس الفيلم هي اهم من الفيلم نفسه،ومع روما مدينة مفتوحة سيصبح روسيليني اب الواقعية رغم انفه كما عبر هو نفسه.
مانفريني ان كان هو محرك الفيلم برمته وكل الشخصيات مرتبطة به،فهذا يؤكد ان للفيلم حبكة مركزية،ولكنها في نفس الوقت تفتقد الى البطل المركزي الأوحد وهذا نابع من شدة ارتباطها وتعبيرها عن الواقع،فروسيليني يريد ان يعكس الواقع السياسي بدون ان يجمل الحقائق او يضفي على المقاومة التي هي بالنسبة اليه السبب الأول لصناعة هذا الفيلم،أي نوعا من انواع البطولة،وهذا يدفعنا الى القول وفقا الى وجهة نظر نقدية ليست خاصة ابدا بان هناك شقين للفيلم:
الواقع السياسي والواقع الاجتماعي وكلاهما مرتبطان مع بعضهما اشد الارتباط
هناك بيرغمان رائد الماني هادئ وشرس وبارد جدا اتجاه العنف يقود منظومة خارقة لتعذيب المعتقلين الايطاليين،واذا قلنا بدون تردد ان الفيلم يعكس الواقع الزمني لتلك الفترة،فهذا لايعتبر اصطناعا ولايشكل اي حقد شخصي من قبل المخرج،خاصة ايضا ان المؤامرة ستحاك ضد مانفريني من قبل صديقته (مارينا ماري)،التي صعدت على مايبدو من خلال النازية بعد ان امتهنت العهر..هذا الواقع يشير الى واقع اخر معاصر لتلك الفترة ألا وهو (ليلي مارلين)،ومن ثم الواقع الاجتماعي مع ايطاليا الغارقة بالبؤس والجوع.
آنا ماغناني بدور بينا-صنف دورها القصير في الفيلم على قائمة اجمل الأدوار التي قدمتها للسينما-أرملة حامل وعلى وشك الزواج في اليوم التالي من جارها الطيب فرانشيسكو.
الميلودراما تسير مع خط واحد مع الواقعية...روسيليني ومعه فليني يرسمان اقدارهما بدقة
ومن ثم يدخل دور رجل الدين بيدرو الداعم للمقاومة السرية
المقاومة واحدة،فاتحاد رجل دين مع رجل شيوعي واطفال ايضا ترسخت في اذهانهم فكرة المقاومة ورفض الواقع،فروسيليني يعمل على صهر كل الطبقات ويلغي الطبقية من هذا الواقع حتى الثقافية منها،وهذا الاتحاد يضم ايضا لورا اخت بينينا التي سيقودها الفقر ورفض الواقع الى امتهان العهر،او حتى الصاعدة مارينا الذي كان صعودها في اساسه عبارة عن رفض،والراعي لهذه الوحدة الطبقية من كل الاطياف هو العلم النازي..
هذا الذي سيؤدي بمارتشيلو الى القول:يجب ان نقف صفا واحدا ضد العدو.
الواقع يفرض نفسه برغم كل شيء،والواقع يجب ان يعكس الحب ايضا
موقف مصطنع جعل من مانفريني يقع في غرام مارينا،ومن ثم زواج من ارملة وخيانة ايضا من ناحية اخرى،فكل شيء يجب ان يكون مألوفا في الواقع ولو لم يكن مألوفا لما كان واقعيا اصلا حتى لو اعتبرنا مثلا ان مارينا عبارة عن واقع مزركش (تكرار- مارينا عبارة عن واقع مزركش( والجامع هو الحقد على الألمان
لنتفق مبدأيا على هذا الأمر:
سارق الدراجة (فيتوريو دي سيكا)
الأرض تتهتز(لوكينو فيسكونتي)
روما مدينة مفتوحة (روبرتو روسيليني)
ابرز ثلاثة افلام خلقتها هذه الموجة،ومع مقارنة بسيطة مع الحس الوثائقي البارز والعالي عند فيسكونتي في الارض تهتز،واذا كان فيتوريو دي سيكا (سارق الدراجة) متعلق بجزئية مهمة في الواقع هي الفقر،نرى فيلم روسيليني هذا يعكس الواقع كله...
لذلك نرى مفقين مع الأغلبية النقدية ان افتتاحية الواقعية هي افضلها على الاطلاق وبذلك يكون روسيليني هو ابوالواقعية رغم انفه،والموضوع لايتعلق ابدا بان روما مدينة مفتوحة كان الفاتحة بل الموضوع متعلق بالاصالة.
روبرتو روسيليني اراد ان يعكس البساطة نفسها..بساطة مجتمع يرزخ تحت وطأة حرب لاترحم ابدا اي بساطة الواقع كما هو...الواقع الاجتماعي غير النخبوي
بساطة قصة حب تبدو احيانا مألوفة وتبدو في احيان اخرى مصطنعة ولكنها في المحصلة لن تقود الى تفاصيل سعيدة ابدا،ففي يوم الزفاف يعتقل فرانشيسكو وتقتل بينينا برصاص الاحتلال النازي،وهو المشهد الذي صنف بانه من اهم مشاهد الفيلم.
هل روسيليني يرسم واقعا مرا لشخصياته؟!
بالتأكيد لا...روسيليني لايحمل اي وجهة نظر شخصية،وان كان المشهد المشار اليه ميلودراميا واضحا،ولكنه يرسم المسار الواقعي الصحيح الذي يخطه روسيليني منذ البداية..
روسيليني ليس متشائما ابدا،بل اراد ان يقول ان الحياة تعاش كذلك في ايطاليا حيث كل الآمال محطمة،فالقصة ليست مركزية محورها المقاومة والمقاومين،بل القصة هي قصة المجتمع باكلمه...
الواشي هو الصاعد الذي يأمن رعاته ويسلم حبيبه اليهم،وسيموت مانفريني تحت وطأة تعذيب قاسي بينما سيعدم بيدرو على وقع نشيد النصر من قبل الصبية...هذه النهاية ليست مجانية ولامتشائمة على الاطلاق...هي نهاية تقول بوضوح ان روما لن تظل مدينة مفتوحة بالنسبة للايطاليين حتى لو اعتقد النازيين ذلك.
بلال سمير الصدّر
25/5/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية
- لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألما ...
- فيرونيكا فوس 1982 (راينر فاينر فاسبندر):انهيار وتداعي لأحلام ...
- زواج ماريا براون 1979(راينر فاينر فاسبندر):ميلودراما محرمة ع ...
- الجيل الثالث (راينر فاينر فاسبندر) 1979:عن شوبنهور واندفاعات ...
- في عام الثلاثة عشر قمرا 1978 راينر فاينر فاسبندر:آخر خمسة اي ...
- يائس 1978(راينر فاينر فاسبندر):مؤشرات رجل يائس على وشك الجنو ...
- الروليت الصينية 1976(راينر فاينر فاسبندر):انكشاف الاقنعة
- شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون
- الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر ...
- كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
- دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي ...
- تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتم ...
- احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ ...
- Kalzelmacher1969(ليس من اجل لاشيء) راينر فاينر فاسبندر :فضح ...
- الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد ا ...
- عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
- تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
- امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا ...


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945: