أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها













المزيد.....

الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 10:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ا

قراءة انثروبولوجية :

لايكتمل الحب الا بالجنس

عند تداولنا للمصطلحات , وهذه ظاهرة عامة , لاننتبه الى مضمون المصطلحات وتحديد معانيها , بل ان اغلب الناس , وعموم المثقفين , وما اصطلح على تسميتهم ب ( النخبة) ,يقومون بعملية ازاحة او تغيير لمعاني المصطلحات عبر السنين . ولنطرح بعض التساؤلات :

- مامعنى اليسار ؟ وما الفرق بين اليسار واليساروية؟
- هل العملية السياسية القائمة على مفهوم (المكونات)تنتمي الى عالم الديمقراطية بشيء , ام انها عودة الى مرحلة ماقبل الدولة القائمة على القبيلة والعرق والدين والطائفة؟
نشهد في حياتنا اليومية الكثير من اللامعقول في التسميات مثل وجود مطعم في بغداد تحت تسمية ( مطعم ابو الطيب المتنبي).
ما علاقة المتنبي بالكباب او بالشاورمة او بالبرياني ؟
يكتب الشاعروالناقد والصديق العزيز جمال جاسم امين في كتابه المتميز معرفيا وفكريا وثقافيا (مقهى سقراط :مراحل تدمير المعنى:نقد السوسيو ثقافي في التجربةالعراقية )- الناشر :سطور – شارع المتنبي – بغداد,عن (كوميديا المعنى).

ففي احد الاحياء الشعبية في مدينة العمارة الجنوبية التي عاش فيها جمال جاسم امين طفولته , لفت انتباهه مقهى صغير اسمه :
( مقهى سقراط)مخصص لمربي الطيور ,والذين نطلق عليهم باللهجة المحكية في العراق تسمية(مطيرجية ).ماعلاقة سقراط بالمطيرجية؟.

في كتابه المعنون ( الجنس في القران ) – ط1 – 2016 – رؤية للنشروالتوزيع – القاهرة , يتحدث الباحث والكاتب ابراهيم محمود عن هذه الظاهرة , ظاهرة تدمير المعنى .
يكتب ابراهيم محمود قائلا:
(فالجنس هو الحاضر الغائب , او هو خطاب الاخر , حيث لايذكر اسمه , وهو خطاب الاخر , حيث يصعب تحديده لانه يتجاوز في مفهومه كل محاولة تحديد له).
هنالك محاولات مستمرة من قبل الحكومات والمراكز الثقافية والتعليمية ومن قبل عموم المجتمع بالتعتيم والامتناع عن الحكي عن الجنس ودوره في المجتمع .

هنالك كتب من التراث العربي تركز على الجنس ,يتم تصنيفها في الوقت الحاضر بالادب الاباحي . وهي كتب تراثية مؤلفوها شيوخ يعتد بهم . ويمكن اعتبارهم من مؤسسي علم الجنس عند العرب والمسلمين , اي انهم انطلقوا من داخل القران نفسه , مثل كتاب :
( تحفة العروس ومتعة النفوس )لمؤلفه محمد بن احمد التيجاني .

كلمة جنس وجذورها :

يقول الباحث ابراهيم محمود انه لايوجد مفردة جنس في القران .
هنالك من يعتبر كلمة جنس من اصول لاتينية Genius ومنها اشتق الجن والجنون .
يرى الباحث الدكتور علي الشوك ان العفريت او الجني يدعى باللاتينية Genius وتعني ( عبقري ).وهنالك اجتهادات اخرى حول اصل كلمة ( جنس ) لامجال لسردها في هذا المقال ,وربما سنعود اليها لاحقا .

الجنس والنكاح في القران

( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) سورة البقرة – 221
ان الايات التي تتحدث عن النكاح تحض على الزواج . والزواج هو عقد شرعي , حيث يكون النكاح والذي يمثل عملية الادخال, حقيقته .
يقول الباحث ابراهيم محمود في تعريفه للجنس :
( فالجنس هو الضرب من الشيء , وهو اعم من النوع ... ).ان كلمة ( جنس )لها مدلولات ومعاني مختلفة , فكيف يمكن التعامل مع هذه الكلمة؟ ان الجنس كلي الحضور في القران , من الناحية الانثروبولوجية رغم غياب كلمة ( جنس نفسها ).

في دراسة للدكتور اغناطيوس الصيصي , يقدم تفسيره لكلمة جنس في العربية وفي القران , حيث يرى ان هنالك معنيين لها :
1- الولادة ومرادفاتها .
2- المعرفة ومرادفاتها.
فالولادة هي نتيجة تزاوج بين الرجل والمراة ( الحديث هنا عن العلاقة الشرعية)ومن ثم ولادة الطفل .وفي المعرفة يحدث نفس الشيء.فالمعرفة نتاج تزاوج بين الموجودات عن طريق الحواس ودماغ الانسان , فتولد الافكار.والافكار تتناسل فكريا وليس جنسيا .

ففي الحديث عن مفهوم الجنس في الولادة نقرا عبارة مريم للملاك في القران عندما بشرها بغلام وهو المسيح عيسى ابن مريم , فقالت (انى يكون هذا ولا اعرف رجلا؟ ).فهي تعني عدم الاتصال الجنسي .

ثم يرى ان كلمة jin الكردية تعني المراة , اي المولدة.اما في العربية فكلمة ( جن ) تعني : جنه الليل , اي ستره . وبه سمي الجن لاستتارهم عن الابصار .

علاقة الجنس بالنكاح

ذكرت كلمة النكاح (23) مرة في القران . وردت غالبيتها في صيغة افعال ( ولاتنكحوا مانكح اباؤكم من النساء الا ماقد سلف )سورة النساء – 22
( ولا تنكخوا المشركات حتى يؤمن )سورة البقرة – 221 .
هنالك تمييز واضح بين النكاح الشرعي والنكاح المرفوض . حيث يتاسس النكاح الشرعي على عقد وموافقة الطرفين . فيما يشكل النكاح اللاشرعي اختراقا لاخلاق الاسلام .

علاقة الجنس بالفرج

يشير الفرج الى عضو الانوثة في المراة, كما هو شائع حاليا في الفهم الاسلامي ,لكنه بحسب القران يشير الى عورة الرجل والمراة معا .
( والذين هم لفروجهم حافظون ) سورة المؤمنون – 5

( والتي احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا )سورة الانبياء – 91.

ان الفرج بحسب القران هو عورة الرجل والمراة معا . ويجب المحافظة عليه واخفاؤه حتى لايقع النظر عليه ولا تستثار الشهوة الجنسية عن طريقه.
ان ( حفظ الفرج ) يشير الى طهارته ونقاءه وعفته .ان ( الراسمال القيمي ) كما يسميه ابراهيم محمود والذي يخص فرج المراة له حضور كبير , لانه يكتسب قيمة رمزية اكبر لدى الرجل مادامت المراة هي ( عورة )الرجل ( اي فرجه الاخلاقي ). لذا يقوم الرجل بتحصين فرج المراة والدفاع عنه .

ويبدو ان كلمة (فرج )التي توضع مقابلها احيانا كلمة( عورة)متحركة في معناها.فالكلمة من ناحية انثروبولوجية تتفاعل مع المتغيرات الاجتماعية والتحولات في القيم الاخلاقية. وتظهر كلمة ( عورة ) كتعبير لاحق على (الفرج ).فالفرج عورة والعورة كلمة مرفوضةاجتماعيا , فلابد من تغطيتها.

واذا كان الفرج لايقدر بثمن , والشيء الذي يتخوف منه باستمراروالفراغ الرهيب . لذا نجده مقابلا لكلمةChast بالفرنسية والتي تعني (عفيف – طاهر).

ان المقدس والمدنس في تراث الشعوب واساطيرها لايمكن الاقتراب منهما ولمسهما .لذا يجب اخفاء المقدس والمدنس وتغطيتهما . هكذا قام العرب بتغطية الكعبة (بيت الله) المقدس . ولكن تقبيل الحجر الاسود قد يشير الى طقوس موغلة في القدم تختص بطقوس الخصب في شبه الجزيرة العربية. وسنعود الى هذه الموضوع في مقال قادم .
اما تغطية شعر المراة المسلمة بالحجاب فيعني انثروبولوجيا انه عورة ويجب تغطيته . والعورة يعني انه مدنس . ولكن بحسب ايات القران لاوجود للحجاب اطلاقا في القران.

مقالتنا (حجاب المراة في الاسلام )والمنشورة على الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=271086






مقالتنا ( جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم ) والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258097



يؤكد الباحث ( فتحي بن سلامة )في دراسته ( الجنس المطلق )ان ( فرج )في القواميس العربية – الفرنسية تشير الى عضو المراة الجنسي فقط .وليس هنالك اشارة الى ان ادم امراة او بانه رجل بعضو جنسي مؤنث . ويؤكد ان كلمة(فرج )في القران تعني عضو المراة الجنسي , كما تعني عضو الرجل الجنسي .

ويذكر ان الترجمات الفرنسية اعتبرت (فرج ) عضو المراة الجنسي فقط , ووضعته مقابل chaste غالبا . اما فتحي سلامة فوضعه مقابل Sexe .
يؤكد فتحي بن سلامة انه كان لدى العرب مفهوم مجرد للجنس , وما زالوا يمتلكونه في اساطيرهم , وفي القران , لكنهم فقدوه في لغتهم .حيث يدل حصرا اليوم على عضو المراة الجنسي . وسبب ذلك اللغة ذاتها , حيث اصبح الرجل مطرودا خارج الفرج , فلغة المعرفة , اي العربية , ولا سيما القران ,ظلت حتى وقتنا الحاضر في يد الرجل وحده .

يؤكد الباحث الاستاذ فتحي بن سلامة ان ترجمة المترجمين لكلمة فرج الى الفرنسية chaste قد تمت ترجمتها ترجمة مسيحية . حيث ان الطهارة والعفة في المسيحية تذكرنا بفرج مريم ابنة عمران ( والتي احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا)سورة التحريم -14 , والروح بدورها طاهرة .

اما فرج حواء فليس طاهرا , حيث اتصل بها آدم . ان الشيطان يتنقل من ثقب الى آ خر , بحسب الاساطير , لذا يكون ( الفرج)هو الثقب الاكبر الذي سكنه الشيطان , او الاصح هو الثقب الاسود .
وهذا يعني انه لم يعد عفيفا وطاهرا ونقيا. وقد انكشف هذا الفرج فاصبح عورة وعارا , لان الجسد قد تعرى امام اغراء الشيطان فكان لابد من تصويره ملعونا .

وهكذا يدشن تاريخ البشرية بتثبيت اللعنة على الجنس , على ذلك الثغر الذي ولدت منه البشرية .
ان التقليد الذكوري المتصلب واتساع الامبراطورية العباسية , واتساع ظاهرة الاماء والجواري والجنس جعل الفقيه الاسلامي , وهو فقه ذكوري ,يتصلب امام فكرة الفرج .

الامام والفقيه الغزالي المعروف بتشدده يتحدث عن (آداب المعاشرة)فيقول :
( وان ارد ان يجامع ثانيا بعد اخرى فليغسل فرجه اولا , وان احتلم فلا يجامع حتى يغسل فرجها او يبول )( ابو حامد الغزالي : احياء علوم الدين ).فالاشارة الى الفرج واضحة باعتباره عضو الذكورة وليس الانوثة .

مسك الختام :

كم من الجرائم ترتكب باسم فرج المراة , بينما كان القران يطلق كلمة فرج على الاطلاق ,على الجهاز التناسلي للرجل والمراة معا !








#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحداثة وقيم المجتمعات القديمة
- انتهاك حقوق المواطنة والانسان :جزء من سيرتي الذاتية
- مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ
- الفتنة تجدد نفسها
- الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر
- بيئة مكة والمدينة والمطر
- بدايات المسيحية في فلسطين وخارجها
- تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس
- صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 2
- طائفة قمران : قراءة اضافية
- النسخة البولسية من المسيحية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج1
- ظهور الاكليروس في الكنيسة المسيحية
- البحث في الحيز الجماعي
- الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية
- الراسخون في الابتذال!
- تشابه القيم والتشريعات في الحيز الدائري


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها