|
تنويعات عمارة ما بعد الحداثة
خالد السلطاني
الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 12:43
المحور:
الادب والفن
لم تعد المارسة المعمارية في سنوات السبعينات وفي الاخص في نهاية العقد منها ، مهتمة كثيرا في جدوى النقاشات الصاخبة والمريرة التى شهدها الخطاب المعماري في الستينات ، اثر ظهورارهاصات النزعات الجديدة في المشهد المعماري ، وما رافق ذلك من تخلٍ سريع لمفاهيم وافكار تلك العمارة التى نشأت في العشرينات ، وتبلورت مفاهيمها في الثلاثينات ، لتصل الى قمة ازدهارها وبلوغ اوج انتشارها في الخمسينات ، ومن ثم تقبلها من قبل اوساط معمارية مختلفة الامكنة والثقافات . فالحدث الذي بشرّ به " روبرت فنتوري " في كتابه الذائع الصيت ، ما لبث ان اضفى عليه الناقد المعماري " جارلس جينكز " مفهوما محددا ، اختزله بمصطلح " عمارة ما بعد الحداثة " – ذلك المفهوم الذي يؤسس لنفسه منطلقات واسس خاصة بعيدة عن طروحات " العمارة الحديثة " وتصوراتها ؛ بل وقد بدت تلك المنطلقات وكأنها بديلا مباشرا لتلك الطروحات ، وفي احيان عديدة نقيضا ً صريحا لها . ومهما يكن ، فان العقد السبعيني وما تلاه افرز ، بما لا يدع للشك ، عمارة انطوت مرجعيتها على فكر مغاير ، فكر متأسس على خلاصات النجاحات المرموقة في مجال الثورة العلمية التكنولوجية ، وما اعقبها من انعطافات جذرية في صميم مجالات المعرفة وعلم الجمال وطرائق النقد والتلقي ، تلك المجالات التى اعتمدت على مرجعيات فلسفية جديدة وعلى تقدم غير مسبوق في العلوم الانثروبلوجية والسوسيولوجية . وما ريناه من ظهور لشواهد بنائية كثيرة تطلعت بمقارباتها الى تكريس مفاهيم تصميمية جديدة في الممارسة المعمارية الحديثة ، لهو خير دليل على ان التغيير الذي حصل في مجال التصميم ، لم يكن محض نزوة عابرة ، كما لم يكن حدثا ً مؤقتا ، وانما كمن كنه ذلك التغيير في كشوفات حقيقية لمفاهيم معمارية مغايرة ، سعى المعماريون الحداثيون الى تكريسها في المشهد المعماري وحرصوا على تبيان لغتها التصميمية المعبّرة . وليس ببعيد عن تلك الاجواء عمارة مبنى " البنك المركزي العراقي " في بغداد بالعراق ، والمصمم من قبل مكتب " ديسين و ويتلين Dissing + Weitling " الدانمركي ، والذي نكرس مقالناهذا لعمارته المميزّة، والتى هي الاولى ، كما نظن ، في ادبيات النقد المعماري العربي التى تتعاطي مع عمارته ، رغم اهمية المبنى وضخامته ، محاولين تتبع مرجعيات التصميم والكشف عن تفرد لغته التكوينية في الخطاب المعماري المحلي والاقليمي والعالمي ايضا . نال التصميم المقترح من قبل المكتب المذكور ( المعمار الرئيس : بول اوي ينسين Poul Ove Jensen ) ، المرتبة الاولى في مسابقة دولية لتصميم مبنى البنك المركزي نظمت سنة 1978 ، وتم لاحقا تنفيذ المشروع في 1981- 85 . ولعل الخبرة الاختصاصية العالية في مجال تصميم مصارف مركزية التى يمتلكها المكتب ، وحضور مثل تلك المعرفة في التصميم المعد اسهم ، كما نعتقد ، في نيل مقترح المكتب الاسكاندينافي المرتبة الاولى في تلك المسابقة . فالمعلوم ان مكتب " ديسين ووايتلين " هو وريث مكتب " انى ياكبسون " – المعمار الدانمركي الاكثر حضورا وشهرة في المشهد المعماري العالمي ، الذي توفي فجأة في سنة 1971 . وبعد تلك الوفاة التراجيدية لمؤسس المكتب ، ولاعتبارات محض تقنية قاما " هانس ديسين " و " اوتو ويتلين " المعماريان العاملان الرئيسيان في " مكتب ياكبسون " الى تأسيس مكتبهما باسم " ديسين + ويتلين " وبالاشتراك مع غالبية الكادر العامل في المكتب السابق . وقد سبق لمكتب " انى ياكبسون " ان اضطلع في تصميم مشروعين لمصرفين مركزيين مهمين هما : " المصرف الوطني الدانمركي " في وسط العاصمة الدانمركية – كوبنهاغن ( 1971-78 ) ، و" المصرف الوطني الكويتي " المشيد في مدينة الكويت ( 1966- 1976 ) . وكلا المبيين عدت عمارتهما من الاحداث المهمة والمؤثرة في المنجز المعماري الاقليمي .
ينهض مبنى " البنك المركزي العراقي " عاليا ً بارتفاع 40 مترا في وسط بيئة بنائية بغدادية مكتظة ، تمثل في الوقت الحاضر المركز المالي الرئيسي للعاصمة العراقية . كما يقع المبنى على تخوم منطقتين بنائيتين ، احداهما تتسم على نسيج تخطيطي تقليدي متراص بمبان ٍ ذات ارتفاعات واطئة بمجملها ، لا تتعدى طابقين الى ثلاث ؛ في حين امتازت خصوصية البيئة البنائية في المنطقة الاخرى على حضور كثيف لمختلف المباني الحديثة المنطوية عمارتها على لغة تصميمية معاصرة في غالبيتها . وتشكل هيئة مبنى المصرف الجديد كتلة مكعبة ضخمة من الجدران المصمتة والمكسوة بالرخام الابيض ؛ وتستدعي فورماتها القوية والواضحة الى الذاكرة تستدعي ظاهرة المصطلح التخطيطي السلبي ؛ كناية عن حضور عناصر تخطيطية لا يتلائم وجودها بالمرة مع سياق ومفردات خصوصية نسيج البيئة المبنية المحيطة لا من حيث المقياس ولا الشكل ولا اللون ولا المواد . لكن المبنى وان بدا حقا ً " فيلا ابيضا ً " الان ، فان نوعية عمارته واسلوب توقيعه يشيران الى حالة مستقبلية ، ستجعل من شكل هيئتة الحالية شكلا ً متساوقا مع تصورات لمفردات تخطيطية منتظرة ،مخصصة لهذا الموقع ومحددة في مقترح التخطيط العمراني لهذه المنطقة من العاصمة العراقية ، بعبارة اخرى ان الحل المعماري لهيئة المبنى الانية هي في الواقع استجابة لاشتراطات التخطيط الاساسي لمدينة بغداد المستقبلية ، وهو قرار معماري سليم ينطوي على مصداقية مهنية ، رغم الانطباع السلبي الحالي الذي يتركه المبنى على شواهد المكان . يكاد يكون الحل التصميمي المعتمد في عمارة مبنى البنك المركزي ، متأثرا ً الى حد كبير بالنهج الظاهراتي / الفينومنولوجي Phenomenology . وهذا الاحساس يتأكد من طريقة تجميع الفراغات والاهتمام بالمعطي الوظيفي ، المعطى الذي حدد ، في اعتقادنا ، اسلوب عمارة المبنى وميز ّ المعالجات التكوينية له . فالتمثيل الوظيفي للفراغات وان تجنب فعالية التأويل تماشيا ً مع اشتراطات النهج الظاهراتي ؛ فانه ما فتأ ان ظل مسكوناً برغبة جامحة تتوق الى التفرد الهيئاتي واسثنائية الحل المعماري . لكن ذلك التمثيل وما رافقه من تنطيق فراغي ، قد خضع لاعتبارات معمارية محددة ، اعتبارات اصطفاها المعمارلنفسه وافضت الى الحل المعماري المرئي . وهذه الاعتبارات يمكن اجمالها بنقاط معينة منها : ان الموضوعة البنائية التى يتعاطى معها المعمار تمثل " ثيمة " هي في الواقع ثيمة معروفة جدا ً لديه ، ومألوفة ومتداولة تصميما ضمن الاعمال المنجزة في مكتبه . فالوظيفةالاساسية للمبنى هي مصرف ، ومصرف مركزي تحديدا ً ، وهذه الوظيفة هو على اطلاع واسع بها وملم بها باتقان ، عدا عن كونه ضليع في استيلاد استجابات تصميمية مقنعة لمتطلبات احياز تقوم بمهام وظيفتها بشكل كفء من اعمال مكتبية واجراءات مصرفية خاصة باداء المؤسسات المالية . والامر الاخر في تلك الاعتبارات هو نزعة المصمم المتجردة في اتجاه خلق منشأ وظيفي معاصر ، من دون السعي وراء اية محاولة لاضفاء بعد فلسفي على معالجاته التصميمية ؛ فهو هنا حريص على تثبيت حقيقة الظاهرات الواقعية للاحياز المصممة للمبنى باسلوب مباشر وصريح ومتخم بالوظيفية ، وخصوصا الوظيفية التى يقرأ المتلقي مضمونها من النظرة الاولى لعمارة المبنى ، المبنى الذي يتراءى له وكأنه صندوق : صندوق مغلق ، ومحكم السد ّ ، تشي جدرانه المصمتة الى حيّـز مصان ! . والامر الثالث لتلك الاعتبارات يكمن في اشهار المصمم عن قناعاته التصميمية لقطيعة ، او الاصح شبه قطيعة مع خصوصية المكان ، وتغاضيه عن مراعاة اشتراطات البيئة المبنية المحلية وتقاليدها ؛ وان بدا مهتما احيانا في خلفيات تبعات الظروف المناخية المحلية واسقاطاتها على قرارته التصميمية ؛ رغم ان خلفيات تلك القرارت كانت تشير ، في اعتقادنا ، الى مرجعية آخرى تجد اصولها في ممارسة معمارية حظيت باهتمام كبير من لدن معماريين حداثيين عالميين ، وتقبلها المعماريون الدانمركيون في حينها بابتهاج ظاهر، كما سوف نشير الى ذلك لاحقا . وتـُعدّ الاشارة الى مجموعة تلك الاعتبارات وتحديدها كمنطلقات تصميمية وجهت مسار المصمم والتصميم ، يعد امرا ً لا مندوحة منه لحسن ادراك مبنى البنك ، وفهم عمارته المقترحة .
يختزل المعمار فكرته التصميمية لمبنى البنك المركزي العراقي في مفردة تكوينية واحدة ، وينزع الى جعل فراغات المبنى تتمحور حولها . وهذه المفردة دعاها النقاد " بالفضاء الفسيح ، الواسع والرحيب -Big Space " ؛ وسبق وان وظفها بمهارة عالية " جون بورتمان John Portman " في الستينات في سلسلة من الفنادق الفخمة ذات اللغة المعمارية المعبرة والمتفردة شيدها في مناطق مختلفة بامريكا . وهي ذات الفكرة التى دعى اليها ايضا " لويـس كان Louse Kahn " ولقيت تجاوبا كبيرا من قبل معماري الحداثة في اقطار اوربية عديدة ولاسيما في الدانـمرك .وتنشد تلك الفكرة الى عدم التفريق بين " الماهية Essence " و" الحضور Appearance " ، وانما يتعين ادراكهما كظواهر متطابقة ومتماثلة ، الامر الذي بمقدور" الداخل ان يكون خارجا ، وان يضحى الخارج داخلا ! " على سبيل المثال . واحدى تطبقات فكرة " الفضاء الفسيح " تكمن في نقل "جوهر " الميدان الحضري المفتوح الى فضاء داخلي رحب مسيطر عليه بيئيا ً ، وهي ذات الفكـرة التى نشـاهدها في عمارة البنك الـمركزي العـراقي . يستثمر المعمار وجود فضاء المعاملات اليومية ذا الاهمية الخاصة في تشكيل البرنامج الفراغي بالمؤسسة المصرفية ، لانجاز حيزّ فسيح في التصميم يتناسب سعته مع وجود عدد متعاملين كثر من زبائن المصرف . وهذا الحيز ّ ذاته بالاضافة الى بهو المدخل سيشكلان نواة الفضاء الذي تتمحور حوله فراغات المبنى العديدة الموزعة على عشرة طوابق ، والتى يمكن من منسوبه الارضي مشاهدتها جميعا بنظرة واحدة . ثمة تدرج فضائي ممتع يسعى المصمم الى بلوغه في مهام توزيع احياز المبنى . ذلك لان الركون الى مقاربة واضحة ومباشرة للحل التصميمي المعتمد على ثيمة التبادل الموقعي بين الداخل والخارج ، والذي يسم عمارة المبنى ، حدا بالمعمار لان يوظف مقدرته التصميمية لاثراء التكوين ، من خلال خلق سلسلة من اختلافات فضائية متناوبة ، تبدأ من لحظة الشروع في قرار الدخول الى المبنى ، واجتياز ممر الدخول للعبور الى بهو المصرف والوصول اخيرا ً الى القاعة الرئيسية الرحيبة الخاصة بالمعاملات المصرفية اليومية . وعلى امتداد طول هذا المسار ، سيشهد الزائر- الزبون بنفسه التحولات الفضائية المتعاقبة من خلال سيره اولا ً عبر الممر الضيق العالي المحفور في الكتلة الرخامية ، والذي سيصب عند ساحة المدخل الفسيحة المضاءة ،وليلمح بوابات المدخل الموقعة بانكسار واضح عن محور الممر ضمن جدار – شاشة مربعة ومزججة بالكامل على ارتفاع خمسة طوابق ؛ وعبر بهو المدخل العالي ايضا ً بذات الخمسة طوابق اياها ، يصل الزائرالى قاعة المعاملات المصرفية المربعة ، بيد ان ارتفاعها الان هو بارتفاع المبنى كله ، اي بعلو عشرة طوابق كاملة . ويتم اضاءة " التجويف " ومجاوراته من فراغات مزججة مطلة عليه ، من الاعلى بواسطة اضاءة سقفية تتجنب مرور الاشعة المباشرة وباسلوب يقلل من وهج الضياء المسرف المتسم به الجو البغدادي المترب . لا يجدي هنا بالطبع نفعا ً البحث عن مقاربات تماثلية بين مفردة " الفناء " الوسطي الحاضرة دوما في نسيج تكوينات الابنية التقليدية المحلية ، وبين استخدام المصمم الاسكاندينافي " لحفرته " العالية الضخمة ذات الاهمية القصوى في الحل التكويني – الفضائي لمبنى البنك المركزي العراقي ، وان كانا كلاهما متماثلين شكليا ً . فمرجعية معمار المبنى الاخير ، الموسسة لخياره التصميمي ، تستقي وجودها من ممارسات تصميمة محلية ( دانمركية ، على وجه الخصوص ) وعالمية معا ً . وليس ببعيد هنا رصد رغبة المصمم لاعادة انتاج صورة " اميج " الحل التصميمي المميز والخاص بالفضاء " النظيف " العالي بارتفاع خمسة طوابق لبهو " المصرف الوطني الدانمركي " بكوبنهاغن ، والمقتصر فضاءه الفسيح على مفردة السلم المكشوف ؛ كما ان شيوع ممارسة استخدامات مفهوم Big Space التى تكلمنا عنها سابقا في الخطاب المعماري العالمي ، قد يكون لها تأثير ملموس على اصطفاء المصمم لمثل هذا الاسلوب في الحل التكويني . وتعد مداخلة المعمار في اصطفاء هذا النوع من المقاربة المعمارية لمبناه ، المقاربة المتصادية مع ممارسات معمارية دانمركية وعالمية ، امرا ً جديدا وغير مسبوق في المشهد المعماري العراقي وحتى الاقليمي ايضا ً . وقد اضاف المعمار الى موضوعة الحل التكويني " النَفس " الاسكاندينافي الرفيع المهتم في التفاصيل ، والمتمكن من حسن اختيار المقياس والمولع في اكساب جميع عناصر المبنى دقة متناهية من حيث الشكل والتنفيذ . يبدو المبنى من الخارج وبسبب نزعة تقليل النوافذ الى ادنى عدد ، وبسبب ايضا ً، طريقة الاكساءات الرخامية المستمرة الملساء التى تخفي حدود طوابق المبنى ، يبدو وكأنه قطعة حجرية صلدة ومصمتة ، عكس تماما ما سوف يفاجأ المعمـار به زوار المصرف من داخل حافل بالخفة والشفافية المتأتية من الحضور الكثيف للجدران الستائرية المزججة ، وما صاحبها من بريق ولمعان واسلوب اضاءة مميز ، وقد استثمر ذلك لجهة تكريس وتفعيل التعارض التكويني بين الداخل الشفيف والخارج الثقيل شبه المصمت ، وليضفي على حله التصميمي المغرق في وظيفيته بعدا جماليا مضافا نابعا من تبعات ذلك التعارض الذي جاء واضحا وقويا ومفاجئا في آن ! . ثمة اشكالية حقيقية ربما جابهت المعمار في مهمة توقيع المبنى في مكانه ، المكان العاج بالتناقضات البنائية والمثقل بتنوع وتعدد الاستخدامات الوظيفية . ومع ان المبنى " القديم " للبنك المركزي العراقي المشيد في ( 1957-59 ) ، المعمار : دونكل ، والمجاور للمنى الحديث ، يتبع ذات المقاربة المعمارية من حيث التركيز على موضوعة الفضاء الداخلي ، وترك الخارج مصمتا ومغلقا ً ، فان الارتفاع الشاهق للمنشأ الجديد وضخامة الكتل المختارة له ، وهندسيته النظيفة الواضحة، كانت تمثل تعارضا سافرا بينه وبين شواهد المكان ؛ الامر الذي حتم على المعمار اللجوء الى كسر تلك الهندسية والتقليل من وطأة الارتفاع العالي ، والتخفيف من شدة صلادة الكتل المصممة ، باحداث بروزات كتلوية تبرز من " جسد " المبنى الاساسي وباشكال تحد من حدة انتظام هندسية الكتل الرئيسية وقابلة لنشر فتحات نوافذ واسعة وبارزة فيها ، تثري بظلالها الداكنة سطوح الجدران الملساء . واذ عُدت عمارة البنك المركزي العراقي ، بنهجها المعماري الفريد وامتلاكها لعناصر تفصيلية دقيقة ومتقدمة ، حدثا ً مهما في الممارسة المعمارية العراقية ، فان الكثيرين بضمنهم المعماريين وطلاب العمارة لم ينتبهوا كثيراًً لاهمية ذلك الحدث وخطورته ، المؤسس لظاهرة ما بعد الحداثة في الخطاب المعماري المحلي ، بسبب النزعة الاستحواذية للنظام الديكتاتوري التوتاليتاري البائد ، الذي جعل من المباني العديدة المشيدة حديثا باموال الشعب العراقي ، وكأنها ملك خاصا به ، لايحق للاخرين التقرب منها ، وحتى النظر اليها ! . وامست عمارة مبنى البنك بالنسبة الى العديدين مبنى " مغلقا " – يستحضر وجوده الفيزياوي الى الذاكرة ، مفهوم " خزنة " الدكتاتور الخاصة و" قاصة " عطاياه المسمومة . لكن التغيير المبارك الاخير الذي افضى الى سقوط الديكتاتورية حمل معه اعادة الاعتبار للكثير من المباني ووهبها شرعيتها المعمارية المغيـّبة والمسروقة ؛ وبامكان الجميع الان ، ولا سيما المهتمين التعاطي مع عمارة مبنى البنك المركزي العراقي بمهنية ، واعتبار تلك العمارة كاحدى تنويعات عمارة ما بعد الحداثة المثرية بجد ّ الخطاب المعماري المحلي .. والاقليمي ايضا ً.
#خالد_السلطاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب - خواطر السنين - : مكان .. يتوارى
-
العمارة ، بصفتها قبولاً للآخر : عمارة مبنى سفارة الدانمرك في
...
-
معاداة الاخر : ايران نموذجا
-
عمارة زهاء حديد :واقعية الفضاء الافتراضي
-
عمارة مابعد الحداثة : المصطلح والمفهوم
-
زمن - الجهاد - الارهابي : زمن الارتداد المشين
-
عمارة مكتبة الاسكندرية : الحيز ، المكان ، والزمان
-
سلالة الطين : الكاتب ، والكتاب
-
تسعينية جعفر علاوي - العمارة بصفتها مهنة
-
مسجد ما بعد الكولونيالية
-
رسالة مفتوحة الى برهان شاوي
-
صفحات منسية من تاريخ العراق المعماري: مبنى مجلس الامة-الى ال
...
-
تحية الى 9 نيسان المجيد
-
نكهة العمارة المؤولة
-
مصالحة ام ... طمس حقوق؟
-
مقترح شخصي ، لادانة جماعية
-
المشهد المعماري في الدول الاسكاندينافية بين الحربين - صفحات
...
-
الانتخابات و - رياضيات - الباجه جي المغلوطة
-
العمارة في العصر الاموي : الانجاز والتأويل - مقدمة كتاب ، يص
...
-
تجليات العمارة العضوية : نتاج رايت في الثلاثينات - صفحات من
...
المزيد.....
-
بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا
...
-
-هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط
...
-
السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-
-
فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف
...
-
أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس
...
-
أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر
...
-
متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
-
بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
-
مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان
...
-
لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال
...
المزيد.....
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|