أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بكر أحمد - الحوثي لم يهزم ، وعليه لن يتنازل














المزيد.....


الحوثي لم يهزم ، وعليه لن يتنازل


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القصة من البداية هي ان عبد الملك الحوثي متمرد على الدولة والشرعية يقود جموع قبلية آمنت به كمرشد ديني يصل إلى مرتبة الولي، لديه حق سماوي بالحكم هو وابناؤه من بعده، ومرد هذا الحق يعود إلى سبب كونه ينتمي عرقيا إلى سلالة تعود بجذورها إلى النبي محمد وهذا الأمر كفيل بمنحه هذا الحق، والسلطة هنا هي سلطة دينية ودنيوية، حيث يجتمع الخطاب الديني ممزوجا بالقوة السلطوية وعندها يكون تحقق العدل الإلهي على عباده.
هذه الفكرة ورغم بساطتها وسهولة تفكيكها وأيضا رغم لا عقلانيتها والتي تعني بان من لديه ولو الحد الأدنى من العقل والمعرفة سيرفضها، إلا انها وللمفارقة العجيبة تجد قبولا شاسعا في المجال الحيوي والقبلي المحيط بجغرافية نشاءة الفكر الحوثي ويستمد قوته البشرية من تلك القبائل التي تمده بالمقاتلين من جميع الأعمار وبالسلاح وأيضا بالدعم المالي والتبرعات وتُعتبر حزاما قويا حوله، مما يجعل المرء يحتار عن سبب قبول هذا الفكر الذي يبدوا متخلفا وبدائيا جدا لدى تلك القبائل التي تضم في جنباتها الكثير من المتعلمين والمثقفين والأكاديميين، بل ان الحيرة ستزداد أكثر لو شاهدت دكاترة في الجامعات وكتاب معروفون يدافعون عن هذا الفكر ويجعلوا الانتماء اليه هو نوع أصيل من الانتماء الوطني.
وأنا لست بصدد الحديث عن بنيوية هذا الفكرة الدينية التي لو كان روج لها في القرون الوسطى واتبعها الملايين لوجدنا مبرر لها ولكن ان تحدث الان وفي خضم كل هذه الثورة العلمية والعقلية، فان الحديث عن زيفها ودجلها امر لا يستحق الكثير من العناء، لأن من يتبع هذا الفكر لن تجدي معاه ابسط معاني الحوار العقلي لأنه قد سبق وان تخلى عن عقله لصالح جماعات كهنوتية تؤمن بالغيبيات وتستغلها في التحكم بمصائر الآخرين وجرهم إلى محرقة ضخمة لأجل فقط ان يجلسوا هم على كرسي السلطة.
الحرب تدور رحاها في اليمن منذ عام تقريبا، واستطاعت قوى التحالف العربي مع رجال المقاومة الجنوبية من تحرير الجنوب كله من العدوان الحوثي وحليفه المخلوع، وباتت مشكلة الجنوب الوحيدة حاليا هي الجماعات الدينية المتطرفة التي تقوم بالأعمال الإرهابية بين الحين والآخر، بينما مازال الشمال يشكل معضلة كبيرة بالنسبة للقوات العربية، إذ انها تجد صعوبة في التعامل مع تلك القبائل، وبعكس الجنوب الذي رفض وجود تلك القوات الانقلابية كان معظم الشمال بيئة خصبة وحاضنة شعبية له، مما يعني بان إقامة المفاوضات الان بين الحكومة وبينهم امر لن يخرج بالكثير من النتائج المرجوة، وانه مازال مبكرا على الحوثي بأن يذعن للقرارات الأممية التي تطلب منه أن يسلم الأسلحة وينسحب من الأراضي التي احتلها، فتلك القرارات لا تنفذ إلا من قبل فصيل أعلن استسلامه وخضوعه التام وهذا مالم يحدث الان مع الحوثي والمخلوع.
الحوثي مازال يمتلك معظم قوته العسكرية والبشرية، كما انه مازال يسيطر على الكثير من المناطق التي لا تنتمي له عقائديا او مذهبيا، ناهيك ان اهم المدن الرئيسية في الشمال مازالت تحت قبضته ثم والأهم من كل ذلك هي أن المناطق الزيدية كلها مازالت سليمة وتدين بالولاء المطلق له، فعلى أي أساس يتوقع أحدا ما نجاح المفاوضات المنعقدة في الكويت وهي تقام بين ندين قويين يرى كل طرف منهما أنه يمثل الشرعية وأنه يمتلك القوة والنفوذ والحق أيضا.
الحوثيين أعلنوها صريحة ولأكثر من مرة بأنهم لم يأتوا من اجل الاستسلام فهذه تعتبر حسب وجهة نظرهم خيانة وطنية، انهم جاؤوا فقط من اجل الشراكة، والشراكة تعني تقاسم السلطة والوزارات والجيش والأمن مع رفضهم المطلق لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، انهم لا يعترفون به رئيسا على الإطلاق ويطالبون بتغييره ، وهذه الشروط التي سيتم تنفيذها في حال أكملت المفاوضات طريقها حتى النهاية، وهذا الأمر أن حدث فهو لا يلبي الحد الأدنى مما يأمله المواطن اليمني الذي لن يرى بان كل تلك الحرب والخراب والتهجير أتت بنتيجة، بل أنها شرعنت الانقلاب بعد الخراب وأجلت الحرب التي ولا شك ما تلبث وان تعود من جديد، والسبب في هذا ان الجميع يدرك بان الحوثي لا يبحث عن شركاء لأن هذا يناقض كل معتقداته الدينية والمذهبية وانه وان قبل ببعض الشراكة مع السلطة الشرعية فأنها ستكون شراكة مؤقتة حتى يستتب الأمر له ومن ثم سيتم التخلص منهم مثلما فعل بالسابق.
لسان حال المواطن اليمني العادي يقول بانه لم يعد لديه شيء ليخسره، فبيته هدم واسرته شردت وفقد حق المواطنة وبات بين ليلة وضحاها إنسان مدرج ضمن قائمة عرقية سلالية تحد من سلطته ومن طموحه وأيضا من رأييه ومعتقده ومذهبه، أصبح يعامل لا على أساس مواطنته كإنسان، بل على أساس انتمائه المناطقي والمذهبي والعرقي، بينما وفي ظل حكم الحوثي فهو يرى دولة دينية على غرار دولة إيران لا تعترف بالديمقراطية والتعددية والجمهورية ، وبالتالي فأن إكمال الحرب حتى النهاية هي مطلبه وإلا فان كل تلك التضحيات ستكون ذهبت سدى في نظره .
إيقاف الحرب في منتصفها تعني انصاف حلول وانصاف نتائج وأيضا انصاف هزيمة، وهذه الحرب ان تم إيقافها فهي ستقوى مركز الحوثي وستمنحه شرعية وأيضا سيكون أداة ازعاج للجوار لن تتوقف ابدا.
انه من المؤسف ان يكون خيارنا هو إكمال الحرب، ولكن لا بد مما ليس منه بد.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاتيح سيكولوجية الفرد الشمالي بيد علي عبدالله صالح
- ِإني إنهاك
- تواطؤ الأعلام العدني في مقتل عمر محمد
- من قتل عمر محمد
- الزيدية في أبشع صورها
- ماذا يعني إغتيال محافظ عدن
- اذا ما الحل يا أنصاف مايو ؟
- كيف أصبح العدنيون دواعش ؟
- اما ( الإمارات ) وإما ( الإصلاح وداعش )
- الشعب وبحاح
- هل تجتمع دولة مثل الامارات مع تنظيم ارهابي في مكان واحد ؟
- داعش داخل جامعة عدن
- علمانيون من اجل الجنوب العربي
- حل الأحزاب في الجنوب العربي خطوة لها ولا عليها
- ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب العربي
- لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي
- علمانية الجنوب العربي خط أحمر
- لماذا خانت قبائل حضرموت
- ما بعد العاصفة يكون الجنوب او لا يكون
- مالا يفهمه بعض الجنوبيون


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بكر أحمد - الحوثي لم يهزم ، وعليه لن يتنازل