سيف كريبي
الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 08:25
المحور:
الادب والفن
شيطان أنا في محراب الحياة ..
وهدير ضمير الإمام المنافق ..
لا ماء ولا طين .. أنا من نسل الجحيم ..
وللدنيا أنا مفارق ..
طالت الحياة أو قصرت الفناء فيها محتم ..
لا دور لي فيها لست سوى سجين مرقم ..
حكمت بشغل الحياة المؤبد وكل ما حملته من آثار السآمة ..
سباق تناسل ..
عمر يقاتل وحلم يتضاأل ..
جدران ملآى بالصراخ والنحيب ..
وسراب ضوء يوحي بفرج قريب ..
ولا خيار لي حتى في الندامة ..
أنا إنسان ..
أنا ذاك الخليط الهجين .. ذاك المركب بكل الروائح ..
حياة نفس .. نشاط عقل .. ألوان عاطفة .. مطارح فكر ..
ونتائج لكل القرائح ..
ووتيرة نسخ متكررة من كل الشرائح ..
أشهد أني أختنق ..
أختنق من رائحة العهر المنبعثة من المدن ..
أشهد أني من رحم تلك الطبيعة الباحثة عن الشجن ..
أشهد أني حي حين بعثت ..
حي حين نسيت ونسيت ..
حي حين دفنت ودفنت ..
أشهد أن حي وسط السراب وحي تحت التراب ..
أنا إنسان ..
أنا الشتاء بكل ما يحمله من عواصف ..
بكل ما يحمله من أمواج عاتية تكسر المجاذف ..
أنا من نحتت رياح الشمال كل ملامحي عاريا ..
وإرتويت من الأمطار كالصحاري قاحلا ..
أنا الخريف بكل ذاك الألم ..
محمول بشهواتي كأوراق شجر متساقط نحو العدم ..
أنا لحن موت خفيف يعزف في القمم ..
ليولد من رحم الموت ربيعا على سفح الحلم ..
أنا الربيع وكل نسيم حياة عليل ..
أنا الحقول مزهرة وليل مجون طويل ..
أنا لحن يعزف منفردا شامخا كواحات النخيل ..
أغازل حر شمس بازغة تنبؤ ببركان وشيك ..
أنا حمم الصيف منهمرا أحرق كل الطرق ..
ألفح شواطئ بحر حد الغرق ..
أنا إجمرار الشفق وسعادة هناك عند الأفق ..
أنا من جئت للدنيا عاريا وسأدفن في طياتها عاريا ..
فلما كل هذا الأرق والقلق ..
أنا إنسان ..
أنا مجرد إرتعاشة عند الشبق ..
أنا ما ملكت ذات اليمين وما أسرفت ذات الشمال ..
أنا حبة رمل يتيمة فوق كثبان الرمال ..
أنا إبتسامة حلم جميل ..
ودمعة حظ ضئيل ..
أنا صافرة قطار عند الرحيل ..
أنا ظل لم يفارقني إلى اليوم ..
وصدر أرملة مثقل باللوم ..
أنا شجرة معمرة لم تعرف السبات يوما وجاء وقت النوم ..
أنا إهتزازة لحن بين أوتار عود عتيق ..
ومفتاح صدئ لذاك الباب الخشبي العتيق ..
وآخر أنفاس لذاك الرفيق ..
أنا الدهر ممتدا كذاك الطريق ..
أنا شفينة ورقية تبللت حد الغرق ..
أنا أنامل داعبت ذاك الجسد وسأظل إرتعاشة عند الشبق ..
#سيف_كريبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟