|
4 - شعراء الواحدة : دَوْسَر بن ذُهَيْل القُريْعيّ
كريم مرزة الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 08:24
المحور:
الادب والفن
4 - شعراء الواحدة : دَوْسَر بن ذُهَيْل القُريْعيّ الحلقة الرابعة كريم مرزة الأسدي
لم تذكر لنا المراجع ترجمه لهذا الشاعر الدوسر سوى هذه القصيدة الواحدة التي ندوّنها ، ونتكلم بما يتوفر لدينا ، وما يأتي به القلم ُ ، تذكر بعض المصادرعند الحديث عن عشائر وبطون تميم المضريه ألعدنانيه أنّ نسبة (الدوسري) تعود إلى دَوْسَر بن ذُهَيْل القُرَيْعي ، من ذرية قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم . يقول دَوسر القريعي ، وتذكر مطلع قصيدته ( 1) ويذكر د.مسعود بوبو في مقالته (ما أخذه العرب من اللغات الأخرى) ، أن معنى كلمة دوسر هي : " إحدى كتيبتي النعمان بن امرئ القيس، اسم نبات، الجمل الضخم، اسم قلعة جعبر المعروفة قرب الرقة بشمال سورية، اسم شاعر هو دوسر بن ذهيل القريعي، ومعناها: (ذو الرأسين) " (2) والقصيدة يرويها الأصمعي في ( أصمعياته) ، دون أي ذكر لترجمة له ، سوى ذكر اسمه : قال دَوْسَر بن ذُهَيْل القُريْعيّ : 1 - وقائلـةٍ مَا بالُ دَوسَرَ بَعدَنَــا ******* صَحَـا قلبُهُ مِنْ آلِ لَيْلَى وعنْ هِنْدِ 2 - فإنْ تــكُ أثْوَابِي تَمَزَّقْنَ لِلْبِلَى ***** فإنِّي كَنَصْلِ السَّيْفِ في خَلَقِ الغِمدِ 3 - وإِنْ يَكُ شَيبٌ قدْ عَلاني فرُبَّمَـــا ****** أَرَاني في رَيْعِ الشبابِ معَ المُرْدِ 4 - طَوِيلُ يدِ السِّرْبَالِ أَغْيَدُ لِلصِّـــبَا ****** أكُفُّ علـــى ذِفْرَايَ ذَا خُصَلٍ جَعْدِ 5 - وحَنَّــــتْ قَلُوصِي مِنْ عَدَانَ إلى نَجْدٍ****** ولمْ يُنْسِها أوطانَها قِدَمُ العَهدِ 6 - وإنَّ الذي لاقيتِ في القَــلبِ مِثْلُهُ ******* إلى آلِ نجدٍ مِنْ غَليلٍ ومِنْ وَجدِ 7 - إذَا شِــــئْتِ لاقَيْــتِ القِلاصَ ولا أَرَى******** لِـــقَوْمِيَ أَبدَالاً فَيَأْلَفَهُمْ وُدِّي 8 - وأَرْمِي الذي يَرْمُونَ عنْ قَوسِ بِغْضَةٍ * وليسَ عَلى مَوْلايَ حَدِّي ولا عَهدِي 9 - إذَا مَـا امْرُؤٌ ولَّـــى عَلَيَّ بِوُدِّهِ *******وأَدْبَــــــــرَ لـم يَصْدُرْ بإدبــــارِه وُدِّي 10 - ولم أَتَعَذَّرْ مِن خِلالٍ تَسُــــوءُهُ******* لِمَـا كان يَأْتِـي مثلَهُنَّ علــــــى عَمْدِ 11 - وذي نَخَوَاتٍ طامِحِ الرأسِ جـــاذَبَتْ ***** حِبَالِي فَرَخَّى مِن عَلابِيِّهِ مَــــدِّي(3) الإنسان هو الإنسان ، مهما طالت العهود ، وانقلبت العصور ، الجنس الآخر شغله الشاغل ، وإن تكلّف ، وتزّهد ، وتعفف ...!! لم يطلع علينا إلا بـ ( وقائلةٍ) ، ويردف بليلى وهند في عجزه ، وما أجمل التصوير والتشبيه والطباق في البيتين الثاني والثالث : 2 - فإنْ تــكُ أثْوَابِي تَمَزَّقْنَ لِلْبِلَى ***** فإنِّي كَنَصْلِ السَّيْفِ في خَلَقِ الغِمدِ ألم يذكرك هذا الدوسر البالي الرميم ، بأحمد الصافي النجفي بعقاله وكوفيته وجلبابه، وبساطة ثيابه ، وهو الصارم المهند ، ويصكّ مسامعك بقوله : سنّي بروحي ، لا بعدّ سنيني ******* فسأهزنّ غداً من التسعينِ عمري إلى السبعين يمشي راكضاً ** والروح ثابتةٌ على التسعينِ ولكن ربما صافينا النجفي ، كان يتلبس المعنى بوقارًوهدوء وابتسامة عابرة ذات مغزى ، أما صاحبنا على ما يبدو كان يلهو ويعبث ويلعب مذ فتوته وصبابته ، وبقى على عهده حتى اشتعل رأسه شيباً ، اقرأ معي : 3 - وإِنْ يَكُ شَيبٌ قدْ عَلاني فرُبَّمَـــا ****** أَرَاني في رَيْعِ الشبابِ معَ المُرْدِ على حين دعبل الخزاعي ، على ما أظنه قد علاه الشيب مبكراً ، إذ في أول إطلالته على الرشيد (172 هـ) ، وما كان قد تجاوز الرابعة والعشرين من عمره المديد ، أطرب رشيده بفصيدته ، ومنها قوله : لا تعجبي يا سلمُ من رجلٍ *** ضحك المشيبُ برأسهِ فبكى ..!! وليس غريباً ولا عجيباً مَن مثل دوسرينا الذي قضى حياته لهواً وعبثاً وأنساً مع أصحابه ما بين شيوخٍ بشيبتهم ، وشبابٍ بريعانهم ، ومردٍ بصبوتهم ، يحسّ بالوحشة الرهيبة ، والغربة القاتلة حين يفارق ناسه وأهله ، وعند عودته لقى ما يلقى الإنسان من جفاء طبع ، وغلظة عشرة ، وبغض وحقد ، بينما ناقته لم تتجشم هذا العناء والشعور ، وعادت إلى نوقها وصويحباتها على الطبع الفطري ، والجبلة النوقية ...!!! اقرأ وتأمل رجاءً: 5 - وحَنَّــــتْ قَلُوصِي مِنْ عَدَانَ إلى نَجْدٍ****** ولمْ يُنْسِها أوطانَها قِدَمُ العَهدِ 6 - وإنَّ الذي لاقيتِ في القَــلبِ مِثْلُهُ ******* إلى آلِ نجدٍ مِنْ غَليلٍ ومِنْ وَجدِ 7 - إذَا شِــــئْتِ لاقَيْــتِ القِلاصَ ولا أَرَى******** لِـــقَوْمِيَ أَبدَالاً فَيَأْلَفَهُمْ وُدِّي 8 - وأَرْمِي الذي يَرْمُونَ عنْ قَوسِ بِغْضَةٍ * وليسَ عَلى مَوْلايَ حَدِّي ولا عَهدِي مخاطبة أو محاورة الشاعر العربي لناقته ، أو قلوصه ، أو فرسه ، أمرٌ مألوف في الشعر العربي ، فهذا المتنبي يخاطبه حصانه في شُعب بوان ببلاد فارس ، ويردُّ عليه : يَقُولُ بشِعْبِ بَوّانٍ حِصَاني: *** أعَنْ هَذا يُسَارُ إلى الطّعَانِ؟! أبُوكُمْ آدَمٌ سَنّ المَعَـــاصِي *******وَعَلّمَكُمْ مُفَارَقَةَ الجِنَانِ فَقُلتُ: إذا رَأيْتُ أبَا شُجاعٍ ***سَلَوْتُ عَنِ العِبادِ وَذا المَكانِ وتذكّرت الآن بيتي المنخل اليشكري ، وهو أيضاً من شعراء الواحدة ، إذ يرفع منزلة ناقته إلى المنزلة الآدمية في شعورها وأحاسيسها : وأحبـــــها وتحبنى******ويحب نـــــاقتها بعيرى
ولقد شربت الخمر بالخيل** الانـــــــــاث وبالذكور بقى عليّ أن أشركك بوجهة نظري ،إذ أرى كلمة ( مولاي) الواردة في عجز البيت الثامن ، أشكّ في استعمالها بالشعر الجاهلي ، لأن الكلمة شاعت بعد الفتوحات الإسلامية ، واختلاط العرب بالأعاجم ، وهي من كلمات الأضداد ، فالمولى تطلق على العبد والسيد ، أو المالك والمملوك في عصور المماليك والمملوكات ، ولا أعني الدول التي قامت باسمهم من بعد ...! يكفي ويفي ما سردناه عن دَوْسَرالقُريْعيّ ، وإلى ملتقانا مع ابن زريق البغدادي وواحدته الفريدة الخالدة في الشعر العربي...!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) راجع : شبكة العراق الثقافية http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=52011 (2) (ما أخذه العرب من اللغات الأخرى) : د.مسعود بوبو - موقع ستارتايمز http://www.startimes.com/? (3) الأصمعيات - مصدر الكتاب : موقع الوراق (3) الأصمعيات : الأصمعي - 1 / 8 - 9 http://www.alwarraq.com وتجدها في (خزانة الأدب) : عبد القادر البغدادي 4/ 366
(4) معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > الأصمعيات : معاني بعض الكلمات كما أوردها المعهد : http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=15077#.VxCG3Hpk9-w دِ 1 - خلق الغمد : أراد الغمد الخلق أي البالي، فأضاف الصفة للموصوف. 4 - السربال: القميص. الأغيد: المائل العنق اللين الأعطاف. الذفري: العظم الشاخص خلف الأذن أراد أنه يرد شعره إلى ما وراء أذنيه. 5 - عدان: موضع. 6 - يخاطب ناقته، يقول: بي مثل ما بك من حنين ووجد. 8 - يريد بالمولى القريب أو الحليف. الحد: الحدة والغضب. يقول: إنه ينصر قومه لا يريه منهم مناصرة أو عونًا على ما ينوبه من الحقوق. 11 - نخوات: جمع نخوة، وهي العظمة والكبر والفخر. جاذبت حبالى: أي جاذبته حبالى. علابى: في حاشية الشنقيطية «جمع علباء: عرق في العنق». أراد بذلك أنه أذله وأخفضه.
#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سناء الحافي : خذني إليكَ ، أما كفى هذا الجفا ؟!!
-
1 - نصوص : من الشّعرِ لحكمة
-
1 - التجديد في الشعر الجاهلي: أساليبه ، أغراضه ، موسيقاه
-
3- ابن زريق البغدادي:لا تعذليه واحدته ،وعصره وقصته، رؤىً جدي
...
-
العبقرية انتباهٌ فالتقاطٌ فتشكيلٌ فتقديمٌ للإنسانية
-
1 - شعراء الواحدة : خُراشَة بن عمرو العَبسي
-
بَنِي وَطَنِي يُنَاجِيْكُمْ ضَمِيْرٌ(البحر الوافر)
-
بَحْرٌ سَرِيْعٌ هَلْ لَهُ سَائِلُ ؟!!
-
شعراء الواحدة ، وشعراء اشتهروا بواحدة...!!
-
رائعة ابن الرومي بين ثورة الزنج وخراب البصرة
-
بِنْتُ الجَّمّالِ ، وَفِي الصَّدْرَيْنِ إيْثَارُ
-
انتصاراً للمرأة العربية في عيدها العالمي / ملف 8 آذار
-
الثقافة العربية جعجعةٌ بلا طحين،والعراقية ضيّعت المشيتين...!
...
-
مقاطع من قصائدي بين الذوق العربي وذمّة التاريخ..!!
-
جولة نحوية بين ابن السكيت والمبرد وثعلب
-
3 - الجَّوَاهِرِي خَطْفَاً... صِرَاعَاتُهُ مَعَ مَوْلِدِهِ و
...
-
8 - هذا ابن زيدون أخيراً :أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ
...
-
2 - الجواهري:أجب أيها القلبُ ،وأزح عن صدرك الزّبدا....!!
-
7 - ابن زيدون : يَجْرَحُ الدَّهْرُ وَيَأسُو
-
1 - الجواهري ب-ذكرياتي- يجرّني إلى ابن الرومي وبودلير !!
المزيد.....
-
الثقافة السورية توافق على تعيين لجنة تسيير أعمال نقابة الفنا
...
-
طيران الاحتلال الاسرائيلي يقصف دوار السينما في مدينة جنين با
...
-
الاحتلال يقصف محيط دوار السينما في جنين
-
فيلم وثائقي جديد يثير هوية المُلتقط الفعلي لصورة -فتاة الناب
...
-
افتتاح فعاليات مهرجان السنة الصينية الجديدة في موسكو ـ فيديو
...
-
ماكرون يعلن عن عملية تجديد تستغرق عدة سنوات لتحديث متحف اللو
...
-
محمد الأثري.. فارس اللغة
-
الممثلان التركيان خالد أرغنتش ورضا كوجا أوغلو يواجهان تهمة -
...
-
فنانو وكتاب سوريا يتوافدون على وطنهم.. الناطور ورضوان معا في
...
-
” إنقاذ غازي ” عرض مسلسل عثمان الحلقة 178 كاملة ومترجمة بالع
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|