لم يشترك في تحرير الفلوجة

محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم يشترك في تحرير الفلوجة
محمد الذهبي
كانت المدينة واقعة تحت قصف الصواريخ والطائرات، هناك ارتباك واضح في صفوف داعش، وهناك حزم واصرار في صفوف الجيش وصفوف من تجحفل معهم من ابطال العشائر ومدن الجنوب، والحشد الشعبي، قسم من المقاتلين لم يرتدوا الخوذ الواقية، داعش اعتمدت في حربها على عنصر المفاجأة وتفخيخ المنازل، في حين اقتحم الجيش ومن معه المدن والاقضية باصرار عجيب لينهي هذه الصفحة اللعينة، كثافة النار التي يستخدمها الجيش كبيرة ومكثفة جدا، الحزم الذي احتوى المقاتلين دعاهم الى السرعة والاقتحام، لم يستطع ان يمسك نفسه، راح يحاول ويحاول، انه متسرع شاب في العشرين، يريد دخول المدينة، لا ادري لماذا يصر المقاتلون على دخول المدن، حتى الجيوش الكبيرة، تحاول دائما ان تعزز انتصاراتها بدخول المدن حتى وان كانت خالية، وحتى الانبياء كانوا يصرون على دخول المدن، مع انها ربما كانت خالية من المقاتلين، لعلهم يريدون رؤية القبح الذي تشتمل عليه، نتيجة للحروب والتدمير، او ربما يريدون ان يروا مافعلت ايديهم.
كان متحرقا لدخول المدينة بالرغم من صدور الاوامر بعدم دخول مقاتلي الحشد الى الفلوجة وبقائهم على الاطراف لحماية بغداد من تسلل الارهابيين، مسكه صديقه، مابك لماذا ترتعش؟، فرد بصوت عالٍ، يجب ان ادخل الفلوجة، فضحك صديقه وهو يقول: ( شنو ناذر نذر)، فرد عليه، انها مدينة عراقية وانا عراقي، عليّ ان اكون في طليعة الداخلين، فرد عليه صديقه: ( كرار اكعد راحه لاتخالف الاوامر)، فرد ضاحكا: ومن يصدر هذه الاوامر، انهم يحاولون ان يمعنوا بقتل هذا الوطن، انا والدي جلبني الى الفلوجة عدة مرات، حين كنت طفلا، كان في جبهات القتال، وحين يأتي باجازة، كان يزور صديقه هناك، وبعض الاحيان يجلب مرتبه لعائلته، ولكن مشروع التقسيم يحاول منعي من دخول هذه المدينة العراقية، سادخل رغما على آنافهم، جاءت فترة طعام الغداء، وانشغل المقاتلون بترتيب امورهم، فتسلل كرار باتجاه الفوجة، لانه كان متجحفلا مع سرية قريبة جدا من حدود المدينة، كان يرتدي الملابس العسكرية الرسمية، انحشر مع مجموعة من قوات الجيش والشرطة الاتحادية، ذهب الى ابعد نقطة وهو يقاتل بحمية كبيرة، استشهد كرار، اخلاه بعض الجنود، شاهدوا هويته، لم يكن مقاتلا في الجيش ولا الشرطة الاتحادية، انه من الحشد الشعبي، وضعوا جثته وراحوا يبحثون في الامر، فنطق آمر وحدتهم، ابعثوه الى قوات الحشد، واكتبوا في الكتاب: لم يشترك في تحرير الفلوجة.

#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات