أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - مفاهيم -عديدة- للثورة ..!!














المزيد.....

مفاهيم -عديدة- للثورة ..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


مفاهيم "عديدة" للثورة ..!!
حنا إبراهيم ،شاعر ، روائي وقاص فلسطيني ، من مواليد 1927. اهتم بكتاباته بتوثيق حياة الفلسطينيين ، ابان ثورة 36، مروراً بقيام دولة اسرائيل،. تحدث عن الثوار ، المهجرين والمتسللين الذين حاولوا العودة الى بيوتهم وقراهم بعد النكبة . يُعتبر كاتب وشاعر "البروليتاريا" . كان عضوا في الحزب الشيوعي واستقال منه. وقصته "مفهوم قديم للثورة" ،هي إحدى قصص مجموعته القصصية المعنونة ب"أزهار برية "
ملخص للقصة :
سعيد الناطور ، بطل القصة ، هو ثائرٌ ريفي ، يسير ذات صباح ربيعي في المناطق الوعرية المحيطة بقريته ، وكان الطقس رائعاَ والهواء عليلا والجو يعبق بروائح الازهار البرية ، لكنه وهذه المرة من تجواله في ارجاء الطبيعة الخلابة ، كان مهموماً ويعاني من تأنيب الضمير، فقد شارك بالأمس في عملية تصفية جسدية لأحد المتهمين بخيانة الثورة ، بناء على أمر صادر من القائد ابو درة . لم يكن واثقاً من صحة ومصداقية قرار الحكم الذي صدر عن محكمة ثورية . فلو كان من اصدر القرار قائد فصيله "نايف" ، لما تسرب الشك اليه ، فنايف شخص موثوق ويدقق في احكامه قبل اصدارها ، وقد نفذ سعيد سابقا حكما بالإعدام بحق متهم بالخيانة ، وحينها كانت التهمة ثابتة على المتهم صالح عبد الحميد، وكان وراء القرار نايف.
وأثناء تجواله في المسالك الوعرية ، ينقلب الطقس ويبدأ هطول شديد للأمطار ، والتي لم يستطع تفاديها أو الإختباء منها ، وعلى البعد لاحت له إمرأةٌ تتشح بالسواد ، وقد غطت نفسها ببطانية اتقاء المطر ، يقترب منها فتدعوه للإحتماء من زخات المطر تحت البطانية . تأملها ، فظهر له بأنها إمرأة جميلة ، وعندما التصق كتفاهما شعر بحرارة جسدها ، "كان كتف المرأة الذي يلامس كتفه يبعث في نفسه شعورا بالطمأنينة والقوة معاً" .(ص 32) ..يتبادلان الاحاديث عن الطقس ، وينتقلان من مكان الى آخر ، بعد أن اوحلت الارض تحت اقدامهما، ليقترح سعيد على المرأة الإنتقال الى مغارة قريبة ، وبعد ممانعة قصيرة ينتقلان اليها، فيجدانها خالية من الناس فيشعل سعيد نارا " فقد كان يرتجف من البرد وربما من الإنفعال أيضا" (ص 32).
تشجعه المرأة على تجفيف ملابسه ، بما في ذلك قميصه ، لكنه متردد خوفا من ان يقدم أحد الى المغارة فيراه بلا قميص، لكن المرأة تشجعه قائلة :لن يأتي أحد ..!! مع ما في هذا القول من "تشجيع" لسعيد على الإقدام للقيام بأمور أُخرى .. تتطور الأحداث ويدور بينهما حديث عن الأحوال الشخصية ليكتشف سعيد بأنها أرمل.. يدنو منها ويضع يده على كتفيها فلا تمانع ، وبدأ يقبلها بشراهة ... يقول سعيد " ما أقل عقل الرجل الذي يموت تاركا خلفه مثل هذا الجسد " (ص 34). ليكتشف بأنها زوجة رجل مقتول هو صالح عبد الحميد ، والذي نفذ عليه سعيد الحكم بالاعدام .تتغير الأمور بينهما ، ويعود سعيد الى مزاجه من الليلة السابقة ، وحينما تحاول المرأة معرفة سبب هذا التحول ، يقول لها بأن زوجها كان خائناً للثورة وكان لا بد من إعدامه ، ليحتد الحديث بينهما ، دون ان يخبرها بأنه هو قاتل زوجها بناء على قرار الثورة .. تحاول المرأة إعادته الى حالته قبل الحديث عن زوجها ، لكنها لا تنجح ، فتقول بحقد ظاهر " لكن لماذا تفتح جروحا قديمة ؟" (ص 35). ليتنكب بندقيته وينطلق ..
تحليل مضمون النص :
عنوان القصة "مفهوم قديم للثورة " ، يوحي بأن مفاهيم أُخرى للثورة قد نشأت ، أي اصبح هناك مفهوم حديثٌ للثورة، قد يجعل مضمون أحداثها يختلف عن هذا المفهوم القديم للثورة .. ولعل الكاتب ومن خلال عنوان القصة ، يوجه نقداً غير مباشر للمفاهيم الجديدة للثورة. فالمفهوم القديم الذي يقصه على مسامعنا في قصته ، يعني فيما يعنيه ،عدم إقامة أية علاقة كانت مع من خان الثورة ، أو مع من يمتُ إليه بصلة ما .تدور أحداث القصة في الريف الفلسطيني ، حيث لم يكن مستغرباً أن تخرج النساء لتأدية أعمال الفلاحة ، بحيث تحصل صدفة "شبه مستحيلة" ، هطول المطر ، وغياب تام للناس من الحقول ، وقدوم سعيد ، وتواجد المرأة .. مما يجعل تسلسل الأحداث مقبولا ومنطقيا .
تتناول القصة قضيتان مركزيتان ، أولاهما ،الثورة وما آلت إليه في فترة متأخرة ، أما الثانية فهي قضية العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة ، متمثلة بالرغبة المتبادلة في لقاء حميم . وتتشابك القضيتان في القصة بحيث ترتبطان عضويا، دون أن يكون بينهما هذا الترابط في أوضاع مختلفة ومغايرة .. فسعيد المهموم والأرملة التي تعاني حرمانا جنسيا، يجدان أحدهما لدى الآخر ، "حلاً" للإشكال في تلك اللحظة من حياتيهما. لكن سعيد يحمل "مبادئ" بل "أيديولوجيا" ترى في" مضاجعة ثائر لزوجة خائن للثورة أمر لا يقره شرف الثورة "(ص35) ، بينما المرأة والتي حاولت النسيان ، تشعر بالغضب وخيبة الأمل من اسلوب سعيد الذي يفتح جراحا قديمة كانت قد اندملت .. ورغم حقدها على "قتلة زوجها" من الثوار، المجهولين بالنسبة لها، فإنها تُريد أن تستمر الحياة ، بما فيها رغبتها في لقاء حميم ،فهي تقول " يوجد رب يحاسب الجميع " (ص 34). لكن لنا أن نتساءل ، هل كانت ستوافق هي الأخرى على ممارسة الجنس مع قاتل زوجها ، إذا عرفت هويته ؟! ويبقى السؤال الأهم ، ما ذنب هذه المرأة ، فهي لم تخن الثورة كزوجها مثلا ، فلماذا يجب تحميلها المسؤولية عن خيانة زوجها بل والشراكة فيها ؟ وفي حالة التصادم بين الرغبات (في لقاء حميم)، وبين الولاء لشرف الثورة ، يتضح لنا من القصة ، بأن الولاء لشرف الثورة (لدى سعيد) ، هو في المركز الأول ، لذا يُضحي برغبته من أجل الحفاظ على ولاءه للثورة وشرفها.. فهل هذا هو المفهوم القديم للثورة الذي قصده الكاتب ؟! فيما يبدو بأن المفهوم الجديد ،هو عكس ذلك ، حيث يتم تفضيل المصلحة الشخصية على مصلحة "الثورة " ؟



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك لكتاب وقراء الحوار المتمدن.
- بين العِظة والعَظَّة ..
- تداعي الذكريات ..!!
- دولة قومية ،إثنية وأرثوذكسية ..
- الدونكيشوتية في -محاربة- الأديان ..
- ذكرى الهولوكوست ..
- لا أراكم الله مكروها بعزيز ..
- ضيقٌ في الصدر .
- طبقتان عاملتان ..؟!
- ثقافة الثأر..
- أيها الموت، تباً لك ..!!
- شتائم نمطية ..
- غاندي الاسرائيلي ..
- شهر واحد يا استاذ أفنان؟!
- الحلم وشظاياه ..تداعيات على مقال الاستاذ افنان القاسم
- اللغة والثقافة .
- حقاً لماذا.. لا يحصل العرب على نوبل ؟!
- الأيادي الطاهرة .
- ملاذ الأوغاد..
- سعيدٌ بجواركم ..


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - مفاهيم -عديدة- للثورة ..!!