عبدالكريم الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 01:20
المحور:
الادب والفن
بين الانتظار والاحتضار
سبحت في وريدك المتدفق، يباغتني حرفك:
" ما الذي جعلك تعتالين سلالم كون يتغزل بالغياب؟"
فأهمس: عندما رحلت فيك، قذفني موجك العالي، أربكني، وأرهقني الأنين.
رأيت أطيافا حزينة، ولمست الحرقة في أكباد ملتهبة.
أضناني الوجع، وأدمى آذاني صوت العويل.
ما عدت قادرة على البوح........
قذفت بذاكرتي في رحم العتمة، ودفنت رأسي بين أنفاسك الحزينة.
عندما رفعت رأسي متسربلة بالرحيل، أدمعت خصلات شعري، مرفرفة على كتفيك.
تمسك بظلّي، تمزّقني بالسؤال:
ـ "ألا تذكرين؟"
ـ أذكر، أذكر، وكيف يغتالني النسيان؟
حينما رفرف الفراش، وغنت البلابل، كنا قد افترشنا القصائد الوردية، في ظلّ نخلة بابلية.
تتراقص الأضواء في عيوني، ويزهر القمر.
وعندما تثاءب المساء الحزين، تناثرت حروف القصيدة، وأفل في عيوني القمر.
وفي لحظة مخمورة، رأيتك تعبر في عيوني، وتقفز بين دفاتري.
سمعت أنفاسك، تتمزق عند مفترق الحنين....
مددت أناملي أمسك بطيفك، فتوغل في الوريد، ويشتدّ الوجع.
عندها أدركت كيف يشعر الوحيد بالضياع.
كما الجياع.....
كما الأطفال تحت سوط الجلاد....
كما الدم المراق.....كما لحظة الوداع....
وبعد حين من الوجع، تراني أدمنت التحديق عبر نافذة الأمل...
لعلّك تأتي...
الأستاذة سامية البحري
تونس 16 ماي
#عبدالكريم_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟