أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - أشبال العراق ينتفضون














المزيد.....

أشبال العراق ينتفضون


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغريب ان الساسة العراقيـين مثل غيرهم في السلطة في لحظة الزلزال التاريخية، عوض ان ينسحبوا بهدوء و يتـلقوا بأقـل الخسائر الممكنة صفعة القـدر الذي لا يرحم، فإنهم يبدون حرصهم على هيـبة الدولة حين تـثور الجماهير الشعبية كطوفان جارف لجميع اكاذيب الساسة المزيفين..
فبادئ ذي بدء فما هي الدولة قبل ان نتحدث عن هيـبتها؟ حسب التعريف القانوني فان احد اضلاعها الرئيسيـين هو الشعب الى جانب الارض و السلطة السياسية. اي ان هيـبة الدولة هي هيـبة الشعب و الارض و السلطة السياسية في معادلة ما.
نسأل الحكومة العراقية و اي حكومة عربية منافـقة و جاهلة لا تعرف حتى المدلولات العلمية للمصطلحات التي يستعملونها. اين كانت هيبة الدولة حين دخل اغلب الفاعلين السياسيـين في عراق اليوم خلف اذيال رداء الشيطان الأمريكي؟
اين هيبة الدولة حين يزج بآلاف النساء و الشباب و الشيوخ الابرياء في المعتـقلات السرية و العلنية و تركيب التهم لهم و حتى ان تعذرت التهمة فيتم ابقاؤهم تحت سلطة التعذيب المزاجي القاسي و الانتهاك المتقصد لكرامتهم الانسانية ناهيك عن الاغتصاب الجنسي للرجال و النساء؟؟
هذه المعلومات نشرتها جمعيات لحقوق الانسان محايدة و بالتالي لا يمكن ابدا عدم الاعتماد عليها في تـقيـيم الوضع العراقي البائس.
من جهة اخرى اين هيـبة الدولة، في الوقت الذي يحرر الشعب نفـسه من الاحتلال الامريكي المباشر، فيزج به في اتون احتلال رجعي فقهوي شيعوي كاذب باسم المذهب الشيعي، ليتم الايغال في التـفرقة الطائفية بين الشيعة و السنة، و ليتم التفريق بين الشيعة العرب و الشيعة ذوي الاصول الفارسية. و لا ننسى رجل الدين الشيعي "الصرخي" الذي وقـف ضد المالكي و ضد الطائفية و هو يعتبر ممثلا من ممثلي الشيعة العرب، و لكنه بخلاف "الصدر" الذي تربطه علاقات بالاحتلال الإيراني و لذلك تم قـتل اتباعه دون ضجيج.. و لكن كذلك و في هذا الاسبوع تم تـفجير سيارات في اسواق مدينة الصدر و لكن من الواضح ان ملعوب التفجيرات قد تم فضحه و عوض ان تساهم في تأجيج الصراع ضد السنة فانه تم تحميل الحكومة العراقية للمسئولية..
اين هيبة الدولة في تـفـقير الشعب الذي يعيش على بحر من البترول؟
اين هيبة الدولة في حكومات و برلمانات و سياسيـين حتى من حيث الشكل و الظهور لا يمتون بأي صلة الى مفهوم الهيبة و مفهوم الكبرياء و القوة التي يعشقها العراقي؟ تلك القوة المعنوية و المادية. قوة الفروسية و القيم العربية التاريخية؟؟
و اين هيبة الدولة في دولة ليست بدولة الآن؟ دولة مخترقة من عـديد اجهزة المخابرات. دولة لا تعرف و انت في احد شوارعها هل يمكنك العودة الى بيتك ام لا. دولة لا تـتمتع فيها حتى بترشف قهوة آمنة في بيتك او في الشارع. دولة تـشيع فيها اخبار السرقات الحكومية و تـتجول فيها اشكال مختلفة من العصابات الميليشيات لتـقـتحم انسانيتك و خصوصيتك بكل سفور؟
اي هيبة لأي دولة لا دولة أحكمت بكل الوسائل تـثبيت دعائم اليأس التام من اي امل في التغيـير. في العمل. في الكرامة. في الامن و الحرية؟؟
و ها هي الاجابة ايتها الدولة العراقية الادولة. أشبال العراقيـين من شيعة و سنة ينـتـفضون و يهاجمون ما سمي "المنطقة الخضراء". الأشبال يصلون الى مكتب رئيس الوزراء للحكومة الاحكومة. اما الصدر المخضرم بين عراقيته و عروبته و اتصاله بإيران في نفس الوقت، فانه يكفيه ان كسر الحاجز النفسي تجاه المنطقة الخضراء. اما الشباب و لكي تـتحقـق فعلا لهم الحرية و التغيـير السياسي فانه لا مناص لهم من تأسيس قيادة شابة لها رؤى مختلفة و مطالب في التحرر واضحة و تجاوز في الممارسة و الفكر للطائفية.. اي ان النجاح لا يمكن ان يتأسس على اكتاف الشيوخ او رجال الدين لأنهم و لسبب بسيط محافظون و تطلعاتهم السياسية ضيقة لان تكوينهم الفكري ماضوي و ديني.
لا يمكن للانـتـفاضة الشبابية العراقية ان تكون ثورة إلا بثورتها على الاسلام السياسي برمته. اي ابعاده من الفعل السياسي. اما الاتجاه فيجب ان يكون نحو المستـقبل في تكوين لمقولة الحرية و العدالة الاجتماعية و بكل ثـقة في القدرات الهائلة للعقـل البشري.. فهل سيعود العراق العظيم الى انسانيته؟؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بالامكان ايجاد اسلام جديد؟
- السلطة الوضيعة
- المفقدود سياسيا في تونس
- النوايا السياسية السيئة
- -القصة الخفية للثورة التونسية-
- كيف نكون الله؟
- البعث العراقي الى اين؟
- يسارية الاحرف الاربع
- رد على مقال يتهافت على الرسول محمد
- هل مازالت فلسطين القضية المركزية؟
- للأرض أنثى الأنوار
- النفاق الاوربي في التعاطي مع الارهاب
- الشعور الديني بين الإغتراب و الإنسجام
- عبثية إرادة قتل الله
- سقوط البعث
- سوريا الى اين ؟
- المرأة التونسية تقدم الجديد لليوم العالمي للمرأة
- قتل -الاسلام او القتل- في تونس
- بين الإهانة للمقاومة و مقاومة الإهانة
- -ميشيل عفلق- و الثورة العربية


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - أشبال العراق ينتفضون