|
طائرٌ يسْتَغيث
ميسون نعيم الرومي
الحوار المتمدن-العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 06:48
المحور:
كتابات ساخرة
طائـرٌ يـسْـتــَـغـيـث ميسون نعيم الرومي ثمان ساعات من عمل مضن ليوم مـَـرَّ ثـقيلاً ، مملاً ، متعباً ، بـَدأ بصداعٍ منذ باكورته الأولى ، وهاهي (ارجوان) تتنفس الصعداء ، مستقلةً باص نقل الركاب لمدة ساعة كاملة في طريق عودتها الى البيت ، تــُمـَـني النفس بحمام دافئ ، يغسل تعب ذلك اليوم المضني ، الكئيب ، الذي لايشبه اي يوم مضى ... واخيراً غادرت (ارجوان) الباص ، لتقطع الغابة الى بيتها الجميل ، وابنتها التي تنتظرها لكي يتناولا وجبة العشاء سويةً . وفجأة وعلى بعد امتار معدودة من البيت .. استرعى سمعها ضجة غير معهودة لطيورٍ تضرب بأجنحتها ، وتزقزق بطريقة غريبة .. رفعت بصرها لترى شجرة تحتضن عشا لصغار طيور تصرخ وكأنها تطلب النجدة ، وامهم تهوى على الأرض ، لتعود راجعة الى صغارها .. كانت ارجوان منهكة الى حد لم تستطع التوقف واستطلاع الأمر، نظرت بلامبالاة وواصت السير... لكنها توقفت وكأنها تسمع تلك الطيور وهي تستغيث وتتوسل اليها ، عادت الى تلك الشجرة ، نظرت حولها لترى احد هذه الأفراخ مستلقيا على ظهره ، يرفس برجليه الصغيرتين ، ويرفرف باحد جناحيه ، والآخر قد انكسر وتهدل دون حراك ، وامه تقترب منه وتصرخ طالبة النجدة لصغيرها الذي كما يبدو قد تعرض لضربة سيارة مسرعة . اقتربت ارجوان من الطير البائس ... نظر إليها بعين تبكي دما اثارت حزنها ، رفعته بحذر ، وضعته على كفها وهو يرتجف الما ، وقلبه الصغير يضرب بقوة ، وعينه السليمة تستجدي عطفها لإنقاذه ومساعدته . كان موقفا حزينا انساها كل شيء الا التفكير بكيفية مساعدة هذا المسكين المصاب حملته الى بيتها القريب ، وسقته ماءاً ليستعيد وعيه ، نظر اليها بعينه الدامية بطريقة اوجعت قلبها العطوف ، حارت في الأمر، وأخيرا قررت ان تطلب المساعدة والنصيحة من الطواريء ، الذين بدورهم اعطوها رقم تلفون طوارئ الحيوانات اتصلت بهم ، وشرحت الحالة ، اسعفوها خلال حوالي نصف ساعة بإرسال سيارة اسعاف ، اقلت الطائر الجريح لمعالجته ، بعد ان عينوا موقع الشجرة والعش ، لإرجاعه الى عائلته حال شفائه. وانا اشاهد الفديو، الذي صورته (ارجوان) لذلك الطائر الجريح ، اعتراني حزنا قاتلا اذ كنت قد شاهدت لتوي في التلفزيون ، المشاهد المروعة للتفجير الجبان في مدينة الصدر المنكوبة ، وكيف تتعامل الحكومة العراقية واجهزتها الفاسدة مع شعب اصبحت ايام اسبوعه كلها يوما داميا. ان كانت الحكومة العراقية الغارقة في الفساد ، والسارقة لقوت الشعب ، والمتشبثة بكرسي الحكم ، من ساهم بشكل مباشر اوبطريقة غير مباشرة بالتفجيرات الدامية فهذه مصيبة... اما اذا كانت الحكومة ورجالاتها وقواتها الأمنية لايستطيعون حماية الوطن والشعب وهذه من اولويات مهامهم ، فالمصيبة اعظم.. وا أسفي على شعب له تأريخ عظيم ، اعتاد لملمة اشلاء ابنائه ، وغسل دماء الأعزة ، ونصب الخيام لتقبل التعازي كل يوم ، ومنذ اربعة عشرعاما ، مصدقيين ادعاءات السياسيين .. من كان منهم ، مدنيا ، اومن يتستر بعمامته ويلتف بعبائة الدين ، وهدفهم واحد هو النهب ، والسرقة ، والحصول على المكاسب السياسية ، والتشبث بالسلطة ، مستخدمين اشلاء الشعب سلما للوصول الى غاياتهم الدنيئة ترى... الى متى ؟ والى اين نحن سائرون..... --------------------------------------------------------------------------- 20 / آيار / 2016 ســــــــــتوكهولم
#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يعْبادي بَرَّه بَرَّه
-
كسروا اجناحَك يا حيف
-
أنعي المهَندسَه الشابَّه شيلان طاهر بابان
-
أرْنَب خايف گام اينَطنط
-
انعَزّي اوخاتِمَة الأحزان
-
بالخَضراء شفتوْ .. احچو ياناس !
-
ثوْرَتْنَه ثوْرَة ( لحْسين )
-
والقايد .. شَلَّهْ مهزوم
-
الغربَه
-
يلبلَبي اويلَبلوب
-
احكومَة حيتان
-
فَضائيين كلكم
-
اضرب بألثريد اوصَلّي فوگ الكاس
-
عيدَك هالإجَه يالعامِل المغوار
-
اشبَعْنَه امن الظلم كاف
-
اشبَعْنَه امن الظلم كافي
-
هوسات شَعبيّه
-
ثَوْرَة شَعَب عَ العِدْوان
-
نايم مَعْصوم
-
گَلْب امَّك
المزيد.....
-
الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين
...
-
عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل
...
-
بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
-
افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|