أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - من فوق غيمة














المزيد.....

من فوق غيمة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 15:33
المحور: الادب والفن
    


***


تقولُ كليوباترا:
أراكَ
من فوقِ غيمةٍ تحمِلُني
وأنتَ تنظرُ إلى السماءِ
وتحسِبُ الساعاتِ
وفروقَ المواقيتِ
….
تنتظرُ حبيبتَكْ
وتهمسُ:
تُرى
في أيِّ بقعةٍ من السماءِ
تطيرينَ الآن يا كليوباترا؟

يقولُ أنطونيو:
حبيبتي
مُعلقةٌ في سماءِ الصقيعْ
حيثُ لا تقدرُ النوارسُ
أن تبرحَ صفحةَ المحيطْ
وتطيرَ
بعيدًا عن صغارهِا
لأن النوارسَ
لا تُطاردُها الزنازينُ
ولا شيوخُ القبيلةِ
غلاظُ القلبْ.

حين تهبط غيمةُ حبيبتي
على أرضِ روما
سأحمِلُها بين ذراعيّ
ملفوفةً في سجادةٍ فارسية
كي أحميَها من عيونِ اللصوصِ
والبصّاصينْ
ثم أُهدْهِدُها كطفلةٍ
كما كنتُ أفعلُ
في صِباها
وفي صِباي
ثم أتفرَّسُ في عينيها
عساي أعثرُ
على ثلاثين قرنًا
سرقتها الندّاهاتُ
من عمري
ومن عمرِها.

يا كليوباترا
يا قُرّة عينِ أنطونيو
عودي
إلى حيثُ تتوقُ إليكِ نفسي
فلا يحقُّ لكِ أن تموتي
ولا أنْ أموتَ
قبل أن أحضُنَ قلبَكِ الموجوعَ
بقلبيَ الموجوعْ.

تقولُ كليوباترا:
أنا هي حبيبتُك
يا حبيبي
سقطَ منها قلبُها
في حادثةِ سيرٍ
ودهسَه زمّارٌ بدينٌ
أكولٌ
نؤومُ الضُّحَى
يغافلُ المارّةَ بمزمارِه
ويسرقُ الأعمارَ
من سِلالِ الجميلاتْ.

حبيبتُكَ أنا يا أنطونيو
ما عادَ لها
ما يخفِقُ
ليكتبَ الشِّعرَ في عينيكْ
وتهشَمتْ ساعتُها
في يومِ زِفافِها
فما عادَ لها أمسٌ
ولا غدٌ
وتمزّقتْ شرايينُها
فما عاد دمُها يجري
نحو وجنتيها
ليمُسَّهما بلونِ الشفقِ الخجولْ
حين تراكْ.

كليوباترا
كانت
ذاتَ غروبٍ
تتجوّلُ على ضَفةِ النهرْ
فسمعتْ
من صوبِ الغابةِ البعيدة
صوتَ عصفورٍ حزينْ
يأنًّ في وَهَنٍ
ركضتْ
فوق الشوكِ
وركضتْ
حتى تفجَّرَ الدمُ من قدميها
واشتبكتْ مع غصونِ الدَّغلِ الكثيفْ
تُصارعُها
حتى تقطّعتْ جدائلُها
على الأغصانْ
ولما صعدتْ شجرةَ الحنظلْ
وفرّقت أوراقَ الشجرْ
وجدتِ العصفورَ مخنوقًا
يبكي
كان صوتُه حلوًا
فاحتضنته
وما أنْ أغمضتْ عينيها
على عينيه
تحوّل العصفورُ
غرابًا بدينًا
ناعِقًا
يصُمُّ الأذُنْ
يضاجعُ حَدَّاءةً ناهِشة
يقطرُ دمُ ضحاياها
من جانبِ مِنقارِها.

حبيبتك
لم تأخذْ من طفولتِها
التي رقصتْ بين يديكْ
إلا غفلةَ البراءةِ
وقدَرَ الأيتامِ المحزونين
فلا تبحثْ
في دفترِ أشعارِها
عن شيءٍ
من الفرحْ.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيبيهم يحلموا يا طنط عفاف
- جمال السويدي يحذّر من السراب
- عينُ الطائر... والزّمارُ البدين
- مهنتي الكتابة | كُن كاتبًا تمشِ في الطرقات حُرًّا
- بناءُ الإنسان في الإمارات
- اليماماتُ مذعورةٌ في بلادي!
- قراءة في كتاب -دفتر العمر-
- تحت شرفة عبد الوهاب … كَم تُرتكب من جرائم!
- السير يعقوب وليلى ابنة الفقراء
- الإمارات تكسر شرانقهم |الأسبوع العالمي للتوّحد
- تعالوا نمشيها نكت
- حُلم | قصيدة للشاعرة فاطمة ناعوت
- دعاء خصم فاطمة ناعوت | كيف ندعو على ظالمينا؟
- أجدلُ السعفَ لأنني أحبُّ
- ما الهزيمة؟
- القطة .... التي كسرت عنقي
- العصفورُ المتوحّد
- أولاد الوزّة
- سامحيني يا سمراء | أم الشهيدة والأرنب المغدور
- أيها الشعراء غنّوا وأُسجنوا!1


المزيد.....




- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...
- الجزائر: ترشيح فيلم -196 متر/الجزائر- للمخرج شكيب طالب بن دي ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - من فوق غيمة