أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - صاحب الربيعي - مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة














المزيد.....

مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 11:21
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


إذا كان الحب عقد للمصادقة على المشاعر والأحاسيس بين شخصين لأجل محدد، فإن الزواج عقد نكاح لأمد غير محدد. وبشكل عام عقود الحب تفرض على الجانبين الالتزام بشروطها، وعقود الزواج يمكن اعتبارها عقود ملكية غالباً ما يسعى أحد الجانبين لخرق شروطها لشعوره في اللاوعي أنها تعني حق التصرف في حقوق الأخر وتكون الأخيرة أكثر وضوحاً عند الرجال كونهم يدفعون لقاء ملكية الجسد مالاً وتعويضاً في حال الاستغناء عنه!. والسؤال المطروح: أي من تلك العقود (الحب والزواج) يصمد أمام تحديات المستقبل؟. ولماذا لاتقوى المشاعر والأحاسيس على الصمود في الزواج أمام تحديات الحياة؟.
عقد الحب هو اتفاق بين طرفين ينهل شروطه من المشاعر والأحاسيس ويغفل المصالح ولايحتاج إلى شهود، فيقوى على تحديات الزمن. وعقد الزواج بين طرفين يخضع لشروط الأعراف الاجتماعية والقيم الدينية ويصادق عليه المجتمع، فهو عقد بين أطراف متعددة، لتحقيق المصالح ويتوجب أن يفي بشروطه طرفين لاغير ويحصد الآخرون نتائجه!.
بهذا الإطار من تداخل المصالح يسعى طرفي علاقة الزواج على تحقيق مصالح الأطراف الأخرى، ويغفلا مصالحهما الذاتية وفيما بعد يتنافس كل منهما على تحقيق ذاته لشعوره بأنه منتهك الحقوق من الطرف الآخر.
والحقيقية أن الطرفان منتهكة حقوقهما من الأطراف المصادقة على عقد الزواج بينهما، فيسعى كل طرف على الإيفاء بالتزاماته للأطراف الأخرى ويغفل التزاماته تجاه الآخر ويتهمه بالتقصير!. كما يسعى كل منهما بالتربص لرصد أخطاء الآخر وتحميله مسؤولية التقصير...فتسقط المشاعر والأحاسيس في براثن تحقيق المصالح الذاتية وعلى حساب المصالح المشتركة الذي أقرها عقد الزواج.
وحينها تتشوه الصورة التي رسمها كل منهما للآخر في لاوعيه، ويرفض تقبل صورته الحقيقية التي لاصلة لها بالصورة الوهمية التي رسمها في مخيلته والتي تجانب الصورة الحقيقية متخيلاً أنها صورة مزيفة لاتطابق قناعاته وقيمه!.
تعبر ((غادة السمان)) عن تلك الحالة قائلةً:"أراك بوضوح وأعرف عيوبك وأحبك وأعرف أنني مثخنة بالعيوب وأريد أن تحب حقيقتي لاصورة ترسمها لي ثم تحاول أن ترغمني على أن أصيرها".
بعد سنوات من المصادقة على عقد الزواج، يشعر أحد الطرفين بأنه منتهك الحقوق من الطرف الأخر أو بالأحرى أنه لم يعد ضمن دائرة اهتمامه، فرتابة الحياة تفرض شروطها أمام العواطف والمشاعر التي يحتاجها الإنسان في لحظات ضعفه وسئمه من اللهاث وراء تحقيق مصالح الأسرة والمجتمع دون أن ينال رضاهم!.
حينها تتفجر براكين الأسئلة عن جدوى استمرار العلاقة الزوجية وتتضخم النوازع الذاتية لتعمل على سبر الآخر ومراجعة القناعات للوصول إلى قناعات جديدة تكون ركيزة لإصدار الأحكام على مجمل علاقة الزواج.
يوماً بعد يوم تنزلق العلاقة بين الزوجين إلى دهاليز النفس لسبر أغوار الآخر سعياً لكشف أوجهه المتعددة، فكل وجه منه يخضع للدراسة والتمحيص كمحاولة لإسقاط الأقنعة المتعددة ومن ثم إصدار الأحكام القطعية عليه.
تقول ((غادة السمان))"أعرف وجهه الفولكلوري ووجه الحنين ووجهه الشهواني ووجهه المكسور، ولا أعي أنني أعرف وجوهه كلها. أتوهم أحياناً أنني أعرفه ولكنني أعي كلما مرت السنوات علينا معاً أن ثمة دهاليز تقود إلى دهاليز في أعماقه كما هي حالي. ولا أحد يعرف حقاً أي شخص آخر حتى لو ربطت بينهما عقود من الزواج".
إن رتابة العلاقة وتحديات الحياة ومسؤولية الأطفال ومتطلبات المجتمع تفرض شروطها على العلاقة بين الزوجين، فبعد أن كان سعيها مشتركاً للإيفاء بتلك الالتزامات التي استنفذت كامل مشاعرهما وأحاسيسهما لإرضاء الآخرين الذين ينكرونها وبنفس الوقت صحرت ذواتهم من المشاعر والأحاسيس.
حينها ينكفئ الطرفان ويسعيا للبحث عن ذواتهما بعد أن يكتشفا نضوب نبع العاطفة لديهما، فيبدأ كل طرف في تحميل الآخر مسؤولية هذا النضوب والشعور بالخسارة جراء انتهاك حقوقه وقسره على القبول بشروطه لتحقيق الذات.
وتشتد المنافسة للانتزاع الحقوق خاصة عند الزوجة التي تحس بنضوب عاطفة زوجها اتجاهها فتشعر بالإحباط والدونية في إطار العلاقة الزوجية والاجتماعية غير المتكافئة بالفرص والمصالح وكذلك بالحقوق.
تعبر ((غادة السمان)) عن ذلك قائلةً:"أشعر أحياناً بالخجل من نفسي حينما أنقم على زوجي، ثمة لحظات لا أشعر فيها أنه المسؤول عن تدجيني بل العالم كله، وثمة لحظات أتساءل فيها إذا لم يساهم هو في التبديل من سيفعل وما جدوى الهراء الذي ننشره في مجلتنا ويناقشونه في الندوات عن المساواة مادام البعض يعود بعد ذلك إلى بيته شهرياراً يقفل على عقله نسائه".
إن مسببات انهيار علاقة مؤسسة الزواج، يعود إلى أن لتلك المؤسسة شركاء كثيرون يسعون لتحقيق الأرباح على حساب المؤسسة دون أن يعملوا على دعمها لتكون مصدراً للربح كافة أطرافها، فالخسارة من نصيب الزوجين فقط والآخرون يجنون الأرباح ولا يعنيهم نجاح أو فشل المؤسسة التي يراهن برأس مالها الزوجين فقط حينها لاتكون الخسارة فقط برأس مال المؤسسة وأنما إشهار حالة الإفلاس لحياة الزوجين مدى الحياة. إن مؤسسة الزواج، مؤسسة خيرية يستفيد منها الجميع باستثناء القائمين عليها فهذه هي سنة الحياة!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة
- ثورة امرأة
- تساؤلات امرأة في الزواج
- آراء نسوية في الرجال
- الإسلام والمرأة المعاصرة
- اعترافات امرأة
- خلافات وأزمات علاقة الحب
- صراع منظومة القلب والعقل
- لغة العقل والعاطفة بين الرجل والمرأة
- المرأة وعلم النفس
- مشاعر وأحاسيس الرجل والمرأة في علم النفس
- مفهوم الحب في الغرب
- الحب والعشق في الشعر الحديث 3-3
- (الحب والعشق في الشعر الحديث (2-3
- الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3
- (الحب والعشق في الشعر القديم (4-4


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - صاحب الربيعي - مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة