يحيى رمضان حمادي
الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 05:11
المحور:
الادب والفن
هكذا تنتهي المساءات
يحيى رمضان حمادي
....... ..........................
المساءات التي
كنا ننتظر قومها
ليس لها نكهة هذا العام
فهي خاويه
وتحمل قلقاً
يشعل حطب الصمت
ربما كنت خجولا جدا
تأتأت كثيرا
وتلعثمت أكثر
أضعت كل الكلمات التي حفظتها
من قصائد الشعراء المجانين
أشك أنكِ نسيتي هرائي
حين لقائنا الاول
حين تحدثت عني بشيء من الخديعة !!
وقلت ما ليس لي فيه رغبة
حاولت أن أكون ممثل ماهر
وادعي أنني متحرر من سجون مدينتي
غير أني في حقيقتي فارغاً جداً
وليس لي خبرة في الحديث مع شقائق النعمان
وليس لي القدرة على السيطرة على اصابعي وهي ترتجف
أنا فراغ لا محدود
وعبارات رخوة
وأصوات لمجانين يزدحمون في حنجرتي حين التقيتكِ!!
كنت عجولا ومتلون
لأصغي لصوتكِ الذي يخترق السكينة
ويمنح الصخب الذي أجتره هدوء لذيذ
كنت صراخ ممتد !!!
وكنتِ لطيفة جداً
وحنونة
لم تصرخي في وجهي الكئيب
وتخترق اصابعك فمي لتنتزع لساني المزيف
لم تحاولي قتلي
لم أكن غير عبارات فارغة
كجيبي الفارغ. الا من اعقاب السجائر
حين قلت حبيبتي
لم تتغير تقاسيم صوتكِ
ولم ترتجف شفتيكِ
ويحمر وجهكِ
حينها أيقنت أنني عاشق رخو
لم أخترق برصاصتي الصدئة
مكامن الأنصهار
ولم تحدث زوابعي التي أستعرتها
من صديقي الشاعر أي فسحة لأرسم وجهي
بين الزوايا وأختبأ مانحاً شيء مني بعض الأمل في تكرار الحلم !!!
زوبعتي كشفت عورة خوفي
وبانت حقيقتي
أن الزيف لا ظل له
ووجهك الرائج
ليس لي يدا لتمرر مساماتها فوق تفاصيله
وتمنح الدفء والطمأنينة
لقلبٍ كما العصفور
يرهقه النبض !!
هكذا تنتهي المساءات
والمواعيد التي تهبيها للعاشق المختل
أكثر من فرصة
وأكثر من فشل
ومازلتي كما أنت
تمنحين الوقت
وأهدر اللحظات
وينزاح الستار عني
وتكتشفين أشيائي المقيته
وأقنعتي المتهرئة
التي لم تعد تصلح لمهرج فاشل
المساءات التي تنتظريها أشك في حضورها
أدمن قلبكِ الجميل أنتظاري
وتعلمت أن أختفي كي تستمر لعبة الحياة
ربما رغم أكتشافك ما أنا عليه
ألا أنك أيقنتِ أن نصيبك هذا المتردد دوماً
الذي لايصلح الا للدخان والمقاهي والنوم متأخراً
يحيى رمضان حمادي
#يحيى_رمضان_حمادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟