أمل سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 02:49
المحور:
الادب والفن
وحدها هى من ساقتها إليه، أو ساقته إليها. لم يكن يعرفها، ولم تكن تعرفه. لكن فى المرة الأولى التى التقيا، وادعيا أنها صدفة، ادعيا أيضاً أنهما لابد وأن التقيا من قبل. وبعد عديد من التذكر والتفكر، لم يكن هناك من مكان التقيا فيه، عبثاً لم يكن ثمة زمان أيضًا يمكن وصفه زمن تقابل؛ أسلما نفسيهما لها.
وحدها أوجدتهما ذات الطريق ذات صباح، قالا: الطريق فريد هذا الصباح، قالا: فى هذا الطريق الصباح فريد. وحدها الصدفة تفرد الزمان، وحدها تُألِّق المكان.
وحدها جمعت عينيه بعينيها، قال: كانت نظرة توق، قالت: كانت نظرة شوق، وحدها زاوجت الحنين بالرغبة؛ كان لابد من إيجادها.
وفى الصدفة انساقا انسياق المسافات تحت أقدام المسافر. الصدفة هى من تصنع الإتساق، توجد الإنسجام، وتولف المطابقة، ويكون بد من إيجادها؛ موجدة الهدى، مبدعة اليقين.
وحدها فى زمن آخر يدعى المجيئ، زمن يحتضر فتحتله أزمنة، ومكان يبيد تتقاسمه أمكنة، ستجعله يقول : كانت نظرة ارتياب، تقول : نظرة حيرة كانت. وحدها الصدفة تقرن الإلتباس بالدهشة، فسبحانك يا أيها الإنسان العظيم؛ أيما تشاء موجد الصدفة.
#أمل_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟