|
لم يعد النفط صالح للتهديد ، لكن هناك أسلحة آخرى بديلة
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 02:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مروان صباح / أثناء حرب أكتوبر 1973 م ، تحولت أكبر وأهم مؤسسة استخباراتية في العالم إلى غبار بأس يأس ، عندما تلقت صفعة تلو الأخرى ، بالطبع ، لا تقل بالأهمية أو التأثير عن تلك التى تلقتها إسرائيل ، فقد أثبتت في حينها ، مخابرات دول المواجهة ، مصر وسوريا ، أنهما على مستوى من المهنية والسرية ، عندما استطاعوا اخفاء استعدادات الحرب حتى اللحظة الأخيرة ، لكن ، الملفت والذي فاجأ الإسرائيليين والأمريكان معاً أثناء المعركة ، هو ، امتلاك العرب صواريخ سام 6 ، حيث ، اعتبرتها وكالة المخابرات المركزية ، صفعة أخرى خلال الحرب ، كيف لا ، طالما ، كانت الامتياز الذي منحه الروسي للعرب قبل المعركة ، فأحدث التفوق ، وتبين لاحقاً ، أن الوكالة كانت غافلة عن تحركات وصفقات السلاح التى تنطلق من الاتحاد السوفيتي إلى مصر وسوريا ، تباعاً لمسلسل الصفعات ، يختمها الملك فيصل بن عبدالعزيز ، ملك السعودية ، بصفعة الصفعات ، أسموها المراقبين الأمريكان ، لاحقاً ، باتفاق المصالح ، بين دول المواجهة ودولة البترول الأولى في العالم ، السعودية ، أصدر فيصل من الرياض ، أمر بقطع البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية ، الذي جعل الحياة تتوقف تماماً ، فكان المشهد اليومي ، أشبه بفيلم هوليودي ، قوافل من السيارات تنتظر حكومة واشنطن العاجزة عن توفير بديل ، حيث ، طالبتها الجموع من داخل محطات البنزين ، الإسراع على الأقل ، طالما البديل مستحيل ، إقناع الرياض بالعودة عن قرار إيقاف التصدير .
سؤال ليس غافلاً ، تماماً بالطبع ، إن كانت الإجابة عليه أقرب إلى المجازفة ، لماذا اغتيل الرجل ، هل سنَسّلم من تهمة الرجم بالغيب ، إذاً ، نضطر الوقوف عند مقولته الشهيرة ، عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن ، وسنعود لهما ، أو تلك الأخطر والأشد ، الذي حذر بها رئيس شركة تلابلاين ، إن أي نقطة بترول ستذهب إلى إسرائيل ، ستجعلني أقطع البترول عنكم ، أو نذهب إلى أبعد بقليل ، هل رحيله ، وفرّ للسادات والأسد الأب أرضية مرنة للانطلاق بعملية سلام منقوصة وأخرى سرية أو أن جميعها أسباب ، جعلت من اغتياله واجب قومي للولايات المتحدة ، بالتأكيد ، مع مرور الوقت ، سيشهد الحاضر أو المستقبل انشقاق أخر من وكالة المخابرات المركزية على طريقة إدوارد سنودن ، ليكشف عن السبب الحقيقي وراء اغتيل الملك فيصل ، أيّا كانت الإجابة ، تبقى الخلاصة ، دائماً ، أن جميع محاولات العرب الاستنهاضية أو الوحدوية أو حتى مجرد إتحاد مصالح ، باءت في نهاية المطاف ، بالفشل ، وتعرض أصحابها إلى الاغتيال أو الإقصاء .
لم يعد النفط كما كان في السابق ، سلاح نافع في تهديد المستهلك ، بل ، عوائد النفط ، أصبحت ركيزة أساسية للمُصدر وهي بطريقة أو بأخرى ، تُعتبر عمود الفقري للموازنة وعدم انتظام التصدير يعرض المُصدر إلى ويلات تضاف إلى العجز القائم في الموازنة ، لكن ، هناك فرصة سانحة للدول المصدرة للبترول وعلى رأس هذه القائمة ، المملكة العربية السعودية ، إذا ما قررت أن تستثمر فائض المالي الاحتياطي في مكنة الانتاج الحربي والمدني ، وهذا إن قدر له وأنجز ، سيتحول إلى سلاح أكبر وأهم من سلاح النفط ، لأن ، البدء فيه ، يعني ، بحد ذاته تهديد للدول الصناعية الكبرى ، فالاعتماد على الذات سيوقف شراء السلع من الخارج وسيسمح للأعداد الكبيرة من المستهلكين أن يتحولوا إلى ثروة بشرية في عملية التنمية الشاملة ، فهؤلاء حسب الأنماط المتبعة ، عبئاً على الاقتصاديات ، فهناك فرصة مؤاتية ، تحويلهم من عبء إلى عناصر فاعلة في النمو الأشمل ، ليس فقط الخليجيون ، بل العرب أيضاً ، فبدل من هجرة الكفاءات ونزيف الأدمغة إلى الخارج ، من الأجدر استيعابهم في ذات البرامج ، التى من المفترض ، أن تعتمد خطوط إنتاج ، يراعى فيها السلع الأكثر استهلاكاً ، وأخرى ، تكون ركائز لدولة تسعى إلى التحصين والتحضر ، وبين ذاك الاستهلال وهذه الخاتمة ، أن يفعلها العرب متأخرين ، أفضل ، من أن لا يفعلوها ، أبداً .
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احذروا من اتحاد مصالح العرب ...
-
مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي
...
-
هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأ
...
-
الأمير محمد بن سلمان ، كيف يمكن ، قطع الشك باليقين ، أن يكون
...
-
اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه
-
علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية
...
-
في ذكر رحيل ابو محمود الصباح ، تاريخ محتشد بالمواقف الأخلاقي
...
-
رحمك الله يا من مثل أحمد العربي في القطر التونسي ، شاعر الثو
...
-
من خصوصيات المرحلة القادمة ، أنها لا تقبل التعمية ولا الجهل
...
-
أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة
...
-
القاسم المشترك بين الأوروبيين والعرب ، هو ، التفكيك والانحلا
...
-
دونالد ترمب ، مرحلة الاستبداد الاقتصادي وانهيار قواعد القانو
...
-
الفارق بين إنجازات الديكتاتور وانجازات القطروز
-
ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخ
...
-
المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً
-
مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب
-
إذا تمكنتم أيها الظلمة أن لا تحضروا فلا تحضروا
-
تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة
-
خوسيه موخيكا وزملائه
-
الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
المزيد.....
-
وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من
...
-
قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح
...
-
الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل
...
-
حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة
...
-
إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من
...
-
هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص
...
-
إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن
...
-
أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
-
وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل
...
-
مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|