أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء فكار - ما أردت يوما أن أكون هكدا














المزيد.....


ما أردت يوما أن أكون هكدا


فاطمة الزهراء فكار

الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 23:29
المحور: الادب والفن
    


ما أردت يوما أن أكون هكذا لكني أيقنت حتما أني سأغدو لأيام هكذا, كم من الوقت ؟ لا أدري... ربما أيام من الأيام أو أعوام من الأيام...
ما أردت يوما أن أغتال الصفحات برصاص الحبر و لا العبث بالتكنولوجيا بذخيرة لوحة مفاتيح, أكتب شيئا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه عنوان الأسى بجدارة... كنت أظن أني بدأت أحبو رويدا رويدا و أحترف الإبداع و الحال أني أمسيت أمتهن الأوجاع بفطنة لا سابق لها...
ما أردت يوما أن أجمع النقود فلسا فلسا و أخبؤها لشراء أكثر الجرائد شهرة و مبيعا في بلادي, أول جريدة أدمنها, لأقرأ خربشاتي على بواكيرها و التي لطالما فوتت علي فرصة إقتنائها نظرا لفشلي في إكمال مبلغ أربعة دراهم... يا للفجاعة !! فحقا... يصبح الأدب حقيرا حين يسلبنا بإتقان ثروة الحروف ليمنحنا غصة الإفلاس, لقد أصبحت أشك في مصداقية ما أكتب... أ تراني صرت أمارس دعارة من نوع خاص؟؟
ما أردت يوما أن أجلس بشرود تام و سرحان خالص على مقاعد خشبية أحضر صفوف علم يقال له الرياضيات و الفزياء أشتم معادلاته و تمارينه بحلولها ,ليشتمني الأستاذ بلباقة على ورقة الإمتحان باصما جملته الشهيرة "عمل ناقص" و الغريب في الأمر أني لم أكن أحزن من كسلي الإستثنائي داك, و إنما كنت أسعد إيمانا مني بأن تلك الأشياء ليست لي و لست أهلا لها, الأفضل هو ما ينتظرني...
ما أردت يوما أن تكون لحظة الفرح بالباكالوريا هي لحظة تيتمي من الفرح و أنا أختلس النظر بخجل على إسمي المركب و هو مركون بخذلان مقهور على لائحة الناجحين تصاحبه ميزة "مقبول" هده الميزة التي جعلتني أنداك أختبر شعور الأسف عليه, على الإسم الذي لطالما أردت له الشموخ, و ليس مجرد إسم مكتوب بطبشور على سبورة من خشب أسوء من أن تكون بابا لمرحاض, لأرى ساعتها الفرحة على وجه أمي و هي تتفاخر بنجاحي دون أن تدري أنه ليس سوى نجاحا في خساراتي... من منا كان الأناني أنداك ؟؟
ما أردت يوما أن أكبر و أصير طالبة أتربع على مدرجات علم أتفه من سابقه, كله أرقام و حسابات, كان من الأجدر أن يسمونه "علم البخل" و ليس "علم الإقتصاد"... لطالما غادرت المدرج و كلي ندم على قرار لم يكن يوما بقراري لأتجه مباشرة و التعب يأكلني بأنيابه لمعهد أعالج فيه مشاكل الحواسيب و لم أعالج مشاكلي حتى, لأدرك حينها أنه ليس مقدر لي أن أكون متعلمة, لكني أقسمت أن أكون مثقفة بعد حين....
ما أردت يوما أن أحتمي بنوال السعداوي و أتأثر بأحلام مستغانمي لأجمع بين التمرد و الأنوثة دفعة واحدة في قالب معقد, لطالما أردت البساطة و المرونة في كل شيء
ما أردت يوما أن أفترش السكون و أتغطى بالظلام و أستنشق أغاني أم كلثوم و أزفر الموسيقى الصامتة, أصرخ بالصمت و أجيب بكلام روايات ما هي بحقيقية...
ما أردت يوما أن أكون بوجهين, بشخصيتين.... أو أكثر و من يدري!!
أظهر خارج الحيطان قوية و بين وحشانيتها أضعف, أتحاشى الكلام و مخاطبة الغرباء و الظهور تحت الأضواء بحشمة طفلة صغيرة...
ما أردت يوما أن أحفظ عواصم 109 دولة منها العربية و الغربية, دول أعرف أني لن أزورها إلا في الكتب و القصص رغم إشتياقي لها...
ما أردت يوما أن أكون محبوبة من طرف أصدقائي بهدا القدر و يسعدون بمجالستي حد الإدمان منهم من يناديني "الضحوكية" و آخر " المسالية" و آخر آخر " المفروحة" لكن لا آخر رابع يدرك أن الفرح الحقيقي عقيدة محرمة علي , فأنا هاربة من ديانة ربها الشجن و رسولها الغم
ما أردت يوما أن يستأنس القراء بكتاباتي منتظرين آخر إصداراتي بلهفة متعطش جائع دون أن يكلف أحدهم نفسه ليرى البعد الآخر للقلم و الدافع وراء الخربشة...
ما أردت يوما أن أدمن مشاهدة الأفلام و المسلسلات و تكرارها دون ملل و أصدق جميع أكاذيبها بإدعاءاتها, ليس سذاجة نسائية مني لكني أشعر أنها تحيي الحياة بداخلي كالذي يعيد ترميم جراح مدينة نهشتها الحروب, أشعر أن أبطالها يعيشون بداخلي يخمدون قليلا ضجري بتمثيلهم...
ما أردت يوما أن أكون حالمة لا أكف عن نسج أحلام أعلم أنها لن تتحقق , ليثني قرأت مند البدء مقولة " خلقت الأحلام لكي لا تتحقق"
ما أردت يوما أن أصاحب الحزن حد الوجع هكدا...
ما أردت ان أكون هكدا... ما أردت ... ما أردت



#فاطمة_الزهراء_فكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجاءا أخبروهم....
- الكتابة سبب إنحرافي
- أن تكوني فتاة... و مختلفة
- الفتاة التي لا أين لها...
- ًعنها فقط و لأجلها...
- أنا، بين البداية و النهاية
- و لأني من النساء


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء فكار - ما أردت يوما أن أكون هكدا