أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - تساؤل قلم حائر !!














المزيد.....

تساؤل قلم حائر !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


تساؤل قلم حائر !!
رغم مرور أزيد من أسبعين على مناسبة اليوم العالمي للصحافة ، لا يزال قلمي يحرجني بأسئلته/اللغز، التي طالما حيرت نظّار المعرفة ، وأرقت أصحاب الفهم والنباهة، والتي اعتاد أن يبدأها بزفرات حزن وألم ويقول : "لماذا تكتب وغيرك من الكتبة والصحفيين ؟ وأنتم تعلمون مسبقاً أن القراءة أمة إقرأ لا تقرأ، وأن لا أحد منها يهتم بما تكتبون ، إلا القلة القليلة من النخبة المحدودة جداً من العاملين في ميدان الإعلام، وبعض المهتمين بشؤون الفكر والثقافة والرقباء وأصحاب الحال طبعا*" وغالبا ما كنت أتحير في الرد على تساؤلاته الملغومة ، التي ليس لا أجد لها إجابة دقيقة ، أو رد قاطع ومحدد ، وخاصة فيما يتعلق بالرغبة الجامحة في الكتابة والدوافع المحفزة لفعلها ، التي لا يحسها إلا من يرتكبها كمغامرة غير محسوبة العواقب، وفعل مجرّم رغم مشروعيته وقانونيته، يقود في الغالب للنقد واللوم ، و أحيانا كثيرة للسجن، وربما للمشنقة ، ويؤكد على حمق المسكونين بها ، وجنون المدمنين عليها ، ورغبتهم في تجاوز المبتذل، ونبش كل ما عملت الأيام على ردمه وإخفائه ، وكشف جوانبه الأكثر ظلمة وعتمة، وتعرية المناطق المظلمة في ثقافتنا وفي واقع الكثير من نخبنا، مثقفين وساسة، الذين يكرهون الكتابة والكتبة ، وتؤرقهم الحقيقةَ، وتمنعُ عن أعينهم النومَ، ويُحفِّزون خلاياهم العقليةَ في البحث عن تعلاّتٍ، مهما كانت حمقاء، لإبعادهم عن عوالمهم ، ويصويبَون إمكانات مدافعهم نحو نْحُرِوهم العاريةِ، وخاصة منهم أولئك الذين يؤمنون بثقل الأمانة ، وفريضة النصح، وواجب شهادة الحق، الذين يؤمنون إيمانا قاطعا بأن من يكتم الحقيقة هو شيطان آثم قلبه، أولئك الذين أسهب تولستوي في وصفهم بقوله: "(إنّ الكتّاب الخالدين الذين يهزّون نفوسنا لديهم هدف مباشر من الكتابة كالحرية والجمال، وآخرون لديهم أهداف أبعد كالتعريف بالله، وفلسفة الحياة والموت، وسعادة البشرية.. وأفضلهم أولئك الذين يصوّرون الحياة لا كما هي فحسب، بل كما ينبغي أن تكون)".
يقول قلمي ألا ترى مما سبق أن كل مَنْ يمتهن الكتابة في هذا العصر ، متَّهم حتى تثبُتَ براءتُه"، وأن من يكتبَ حرفا واحدا، كمن يحشو قلمِه رصاصا، ومن يكتبَ لفظةً أو جملةً تامّة المعنى ، كالذي يشرع في القتلِ، أما الذي يكتب مقالة في الأخلاق أو السياسة ويصوّر الحياة كما ينبغي أن تكون لا كما هي في الواقع ، فهو المجرم المصمم على ارتكاب أخطر الجرائم ، عمدا وبسبق اصرار وترصد ،الظرفان المشددان للجريمة ، كما يقول أساتذة القانون والجريمة.
ومهما حكيت لقلمي عن مزايا الكتابة ودورها وقيمها ، وأنها تبقى أقدس فعل قام ويقوم به الإنسان، وأنبل وظيفة إمتهنها بني البشر، وأنها تعتبر رسالة نبوية ، يكون الكاتب خلالها كالقائد في عشيرته ومحيطه، كما في قول الفيلسوف بومجارتن: "(لا توجد وظيفة أكثر نبلاً من وظيفة الكاتب.. إنه الكائن الذي يقود.)" فإن الأسئلة التي يطرحها كلما استكتبته ، عن فحوى ومعنى ما نكتب وعن القيمة المعرفية والنظرية فيما نكتب، وعن الضرورة العملية للاستثمار في فعل الكتابة ، تبقى محيرة ومؤرقةً
وفي خضم اسئلة قلمي المتنوعة والمتلاطمة حول جدوى الكتابة ومآلاتها التي تدفع بالكتاب والصحفيين والمفكرين والأكاديميين والروائيين إلى إنتاج هذا الزخم من المقالات المتعددة والتحقيقيات المختلفة والكتابات المتنوعة السياسية منها أو الأدبية أو العلمية والتي تكبدهم كل أنواع هذه الخسارات ، وتجرعهم مختلف تلك الرزايا في عالم لا يعير أدنى اهتمام لإبداع المبذعين ، تبقى أشد مفارقة في المشهد الإبداعي، هي أنه لا يكاد أغلب الكتاب والروائيين والصحفيين الخروج من رزية إصدار، أو النجاة من تبعات ترقب مراقبين ، حتى تراهم يعاودون الكرة من جديد، وتجد الواحد منهم، يتحدث في زهو عن عمله الجديد بشغف الطفل وحب وحنان الأم، وسعادة العاشق..

حميد طولست.Hamidost@hotmail



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان شهر الإفتاء بإمتياز .
- التاريخ يعيد نفسه!!
- رد على منتقدي مقالتي -لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار ...
- مهرجان الموسيقى الروحية لفاس -شنعتو عليا ما غطى ودنيا- !!
- ليس القضاء على الفقر غاية مستحيلة !!
- بلاد الذل تنهجر
- اليوم العالمي للصحافة ، أية آفاق؟؟
- الفقر في المغرب !!
- رجالات ما في ألسنتهم عظم !!
- أي موقع ل-مي فتيحة- في النضاليات النسوية المغربية ؟؟
- هل الإنتحار فعل لاأخلاقي ، أم هو موقف يستحق التقدير والاحترا ...
- من -خربوشة- إلى -من فتيحة-!!
- لماذا نكره الاصطفاف في طوابيرالانتظار ؟
- واقع حرية الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- قضية خولة وبوتازوت ، هي معركة قيم !!
- حضارية التظاهرات واستفزازيتها !!
- التأسلم- الموضة الجديدة !! 3 تابع
- تهنئة بميلاد مرصد دولي للإعلام وحقوق الإنسان..
- التبسم واجب اجتماعي ودرب من دروب المناعة النفسية!!
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 2


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - تساؤل قلم حائر !!