أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عزيزة علي - زياد خداش : لو اني كاتب برازيلي لأحبني قراء بلادي















المزيد.....

زياد خداش : لو اني كاتب برازيلي لأحبني قراء بلادي


عزيزة علي

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 10:51
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاورته : عزيزة علي
لو اني كاتب برازيلي لأحبني قراء بلادي

عمان- يؤكد القاص الفلسطيني زياد خداش "إن الإفراط في استخدام الشعر في النص السردي قد يؤدي بالنص إلى التهويمات الفارغة والحيل الهذيانية السهلة" .

ويرى خداش الذي انهى دراسته الجامعية الأولى في جامعة اليرموك العام 1989 ان "أدب فلسطين ما قبل أوسلو ليس هو ما بعدها، ويضيف لقد صار الكاتب ينتبه لجمال الورد في حديقته".

وفي رصيد خداش الإبداعي أربع مجموعات قصصية هي "نوما هادئا يا رام الله بالاشتراك مع الكاتبة وداد البرغوثي"، "موعد بذيء مع العاصفة"، "الشرفات ترحل أيضا"، "خذيني إلى موتي"، عمل مراسلا لجريدة أخبار الأدب المصرية ، ويعمل حاليا مدرسا ويقيم في رام الله. "الغد" التقت القاص زياد خداش وكان معه هذا الحوار

* ما هي العوامل التي أسهمت في إنجاز إبداعك الأول. ومتى كان ذلك؟

-إبداعي الأول كان في نفس اللحظة التي حملني أبي فيها وهتف فيها أمام أمي واخوتي: أنت كاتب رائع، كنت حينها في الثالثة عشرة من عمري، في نفس ليلة هتاف أبي الشهير اندسست في داخلي وكتبت نصا صغيرا عن جبل يتقاتل مع واد وتأتي الصحراء لتصالح بينهما، أنا اعتبر أن شرارة رحلة الوهم الجميل بدأت من هناك، أما عن عوامل هبوب هذا الوعي الفني داخلي فهو أبي وروحي المكسورة أو المكتملة جدا، فأنا اعتقد انه لولا أبي لما كنت كاتبا فهو الذي تابعني جملة جملة وخطأ خطأ، وهو الذي كان يصحبني معه ليفاخر بي أمام زملائه المعلمين، مبرزا أمامهم كتاباتي الصغيرة وجملي العجيبة، وكنت أنا اشعر اني يجب أن لا اخذل أبي واصررت على ان أكون كاتبا لافرح أبي أولا ولاعبر عما بداخلي من أفكار غريبة وإحساس بنقص ما في روحي أو اكتمال مبالغ فيه، انا ولدت بروح مكسورة أو مكتملة زيادة عن اللزوم، لا ادري بالضبط، بمعنى أنى اشعر ان ثمة ميل لدي لامارس أفعالا لا تعجب الناس وهذا ولد عندي رغبة بعزلة كبيرة، أفضت لاحقا إلى ارتباك اجتماعي فظيع فحتى هذه اللحظة أنا لا أستطيع ان اقف أمام جمهور، هل تصدقين؟؟ ولا أستطيع ان أتحدث أمام كاميرا، ولا أطيق أن يقاسمني الفراش جسد آخر اكثر من ليلة واحدة فقط، ولا أستطيع ان أشارك الناس أعيادهم وأتحول إلى ماكينة لأقول: كل عام وأنتم بخير ثم اشتمهم لاحقا أو أتأفف من زيارتهم، ولا اقدر أن أشارك الناس أفراحهم وأعراسهم لكني أستطيع أن أشاركهم فقط أحزانهم فأنا مدمن جنازات بمعنى أني لا أمر عن جنازة إلا وأشارك فيها حتى لو لم اكن اعرف الميت أو أهله، أنا احب الحزن ، انه يعطيني طاقة كبيرة على الكتابة والبناء الوجداني والتخيل والنماء النفسي والمتعة الغريبة، هذه هي خلفيتي الاجتماعية التي دفعتني إلى الإبداع لافيض على الورق مدني الأخرى وشتائي الخاص وأفراحي الشخصية وأعيادي الداخلية.

* نصونك الإبداعية تقدمها بلغة شعرية. كيف ترى استعمال اللغة الشعرية داخل النص السردي؟

-اللغة الشعرية في نصي السردي هي طريقة أو رؤية أرى من خلالها العالم كما احب أن أراه، هناك من يعترض على طريقتي ويراها مجرد بلاغة أو لغة جميلة، وهناك من يحبها، وهذا شيء طبيعي، فليس من المعقول ان تجدي كل الناس تحب "أدونيس" أو "انسي الحاج" أو "عبد الرحمن منيف"، لكني في المقابل أرى أن الإفراط في استخدام الشعر في النص السردي قد تؤدي بالنص إلى التهويمات الفارغة والحيل الهذيانية السهلة، وهنا قد يغيم المعيار فتجدي ان بعض المفرطين في استخدام الشعر في نصوصهم السردية يبررون شكل نصوصهم بغياب المعيار في العالم وانفتاح النص على غيره من الأجناس وتقبله للتمازج مع الفنون الأخرى، هذه السهولة في الكتابة والتبربر خطيرة جدا برأيي لأنها تتيح للهواة والفارغين لان ينشروا نصوصهم إلى جانب نصوص محمود درويش مثلا، بحجة غياب المعايير والحداثة والجنون والتجريب الخ. من مفرقعات العالم الفنية، أنا شخصيا أعي تمام الوعي طريقتي هذه واعرف كيف استخدم شعريتي في نصي السردي فهي أي هذه الشعرية تضيء نصي وتكمله وتغنيه، وتأخذه إلى أحلام ومتاهات احبها ولكنها ليست متاهات الهذيان السهل والفارغ.

*إذا برأيك هناك إيجابيات لهذه اللغة داخل النص؟

-إيجابية هذه اللغة الشعرية كما قلت هي إضاءة العمل وتلبية حاجاته إلى الحلم والاستبطان والذهاب إلى الداخل اعمق واعمق لاكتشاف زمردة الروح الضائعة، والحقيقة أن رؤيا الكاتب نفسه هي التي تحتم عليه اختيار ما يناسبها من لغة فانا أحاول أن احفر داخليا في نصي بمعنى ان اذهب إلى قيعاني لاراني هناك في وحشتي وضبابي وجنوني وعريي، وهذا يتطلب لغة شعرية حلمية.

*أنت متهم بالكتابة الجنسية، ما هو رأيك في ذلك؟

-أنا لست كاتبا جنسيا، أنا كاتب متخصص في الكشف عن عارنا، وحقيقتنا أنا احب أن أكون كاسحة ثلوج تخفي تحتها حزننا وخوفنا وتناقضنا فما هي مهمة الأديب ان لم تكن كشف الحقيقة وقولها وصدم رأي القطيع وبلبلة فكر المجموع وحرث طرق جديدة في ارض الملل والجمود، الجنس في قصصي موجود لهدف واحد وهو إبراز إنسانيتنا وعاديتنا فنحن لسنا ملائكة ولسنا أبطالا ،نحن بشر نرتكب ما يرتكبه كل الناس في أي مكان من موبقات وخطايا وأثام وهناك جانب آخر في تجربتي في الكتابة الجنسية هو إنني انطلق من جنون الجسد نحو آفاق وجودية بعيدة، بمعنى أني أحاول فلسفة الجنس ومناقشة أبعاده وعلاقته مع الوطن والصداقة والله والرعب والتقاليد والندم والشفقة والمتعة الحيوانية والموت والشيخوخة .

لقد تعرضت لانتقادات كبيرة لأني اكتب في الجنس بشكل جريء وأنا اعتقد أن المشكلة ليست في كتابتي بل في موقف الناس من الجنس فهم مكبوتون جدا لدرجة انهم مستعدون لارتكاب نفس ما يرتكبه أبطال قصصي انهم حاقدون على العالم وعلى انفسهم ووطنهم ويهاجمون كل شيء لأنهم محرومون من التعبير عن شغفهم العاطفي والجسدي.

وهم يحترمون الأدباء الغربيين فقط حين يتحدثون بجنون عن الجنس في اعمالهم الادبية لانهم ضعاف النفوس والقلوب ويشعرون بالدونية والعار امام الغريب، هل سمعت احدا يهاجم روايات كونديرا وهي مليئة بالجنس الفاحش؟؟

محمد شكري أشبعوه تهما بالانحراف لأنه ابن جلدتهم بينما كويلهو يحبونه ويتبادلون رواياته لأنه فقط لأنه كاتب غير عربي، لو اني كاتبا برازيليا مثلا لاحبني قراء بلدي ، انهم يشعرون بالانحطاط ولا يثقون في قدرات بلادهم ومواهب ابنائها، نحن الكتاب الجريئون على ضوء ما قلت مظلومون ومهملون ومتهمون فورا بالانحراف والأخلاقية.

*كيف تنظر للمرأة من خلال كتابتك؟

-اعتبر دائما ان الأنوثة التي فينا نحن الرجال تستوجب منا ان نعترف ان أروع ما في ارواحنا من سلام وجمال ونضارة وإبداع هو الأنوثة نفسها حين اكتب عن هموم امرأة الروحية والمهنية أو الوجودية فأنا اكتب عما بداخلي من روعة مخبأة مجروحة ومضطهدة ، المرأة في الفن كما في الحياة هي كنز كبير ، فهي منطلق لأسئلة وجودية وأسئلة إنسانية ومساحات للتأمل فينا وفي ماضينا وجمالنا وتناقضاتنا، هي لغز كبير أيضا لأنها كائن له اكثر من جواب وصورة واحتمال ، اعتقد جازما انه لو خلت حياتنا من الانوثة لخلت من الكتابة.

*ما رأيك فيما يقال إن أوسلو أنتجت أدب ما بعد أوسلو؟

-أوسلو كان لها اثر كبير في الذهاب بالأدب الفلسطيني إلى مناطق جديدة، لا أقول ان هذا جيد أو سيئ، ولكني اصف المشهد، فأدب فلسطين ما قبل اوسلو ليس هو ما بعدها، صار الكاتب ينتبه لجمال الورد في حديقته، وصار يرى ويتأمل نهد صديقته بشكل أوضح وأبطأ، وراح يبحث عن نشوته بشكلها الحيواني لا الصوفي أو الفني، أما الموت فلم يعد فقط موتا سياسيا، بفعل رصاصة عدو، بل صار أيضا شخصيا عاديا بسرطان جلد أو رئة أو بفعل امرأة تخلت عن حبيبها وهربت مع نجار الحارة مثلا، أترين يا عزيزة نحن عاديون جدا جدا.

وصار الشاعر يخاطب العالم بلغة جسده، ويعبر عن هواجسه الخاصة كاشتهائه للرقص مع أم صديقته صار هناك مساحة رائعة للبوح عن أمراض القلب وجنون المخيلة، وتوحش الروح، صرنا عاديين كالبشر دون بطولات كثيرة وموت يومي مفرط في بلاغته وصراحته، وصار بالإمكان أن أخون صديقتي لأني اشعر بملل وجودي من عادية حياتنا مثلا وفراغها ولا معناها.

أنا شخصيا لم اكن لاستطيع ان اكتب عن مؤخرة صديقتي والشهداء يتساقطون كل يوم، مع انه قد يكون ذلك مباحا فلا ممنوعات في الفن في أي زمان وأي مكان، إلا أن الإحساس الوطني في وقت النضال الدامي سيبقى طاغيا والنهد سيبقى عاديا، دون تفاصيل في ما تحت الجلد وما قبله وما فوقه.

*يعني ذلك انتهاء مرحلة الأدب الثوري؟

-نعم انتهت انتهت وأقولها بصوت عال، لامجال بعد الآن "لعابرون في كلام عابر" ولا فرصة أمام تقدموا تقدموا تقدموا، ليس لأننا هزمنا، أبدا بل لأننا اكتشفنا رؤية أخرى تعبر عن كفاحنا ضد محتلي أرضنا، لم تعد قصائد "هارون هاشم" وقصائد "سميح القاسم" و"محمود درويش" الثورية تفرح القلب وتعطيه الأمل، أنا أتحدى ان تجدي الآن إنسانا عربيا يتحمس حين يسمع قصيدة "سميح القاسم": تقدموا تقدموا، لم يعد المواطن العربي ينخدع بسهولة، فقد مل من الكلام الحماسي المكرر، وصار يميل لنصوص حب الحياة، والتفنن في التأمل والحلم



#عزيزة_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عزيزة علي - زياد خداش : لو اني كاتب برازيلي لأحبني قراء بلادي