أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال ابو دية - شهداء معركة الوجود














المزيد.....


شهداء معركة الوجود


جمال ابو دية

الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 15:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شهداء معركة الوجود

كم هي جميلة تلك الطموحات، فهي قد تكشف عن غاية الوجود البشري، وهي مقلقة في الوقت نفسه، كيف لا ومنها تستنبط اساليب التفكير وتتشكل القيم.

فماذا لو كانت الطموحات والامال ادنى من مستوى غاية الوجود؟.
القلق الحقيقي يكمن في ان تتشكل مملكة الفرد من قيم مشوهة لا ترقى حتى ان يطلق عليها مفهوم القيمة ،فهي لا قيمة لها في سلم القيم الانسانية السامية ،
فحياة كثيرين من الناس لا يتعدى غاية وجودهم اكثر من تحقيق شهوة او رغبة ما ،
ما ان تحققت حتى اصبحوا بعد ذلك لا قيمة لوجودهم ،كما لوكانت قد تحققت شهوة ما وانتهت....ويدخلون في حالة السكون والجمود المنافي لكينونة الحياة والوجود.
اما اصحاب القيم السامية والاهداف النبيلة والذين،يدركون غاية وجودهم في الحياة ،فهم يشيدون ممالكهم على اسس قوية ، ويسيرون باتجاه الهدف مها تكالبت عليهم معوقات الحياة ، قد تبطء الحركة لحظة ما ،ولكنها لا تتوقف ،فهي في دائرة الحركة المستمرة ،يسيرون باتجاه هدفهم غير ابهين بالكم الهائل من التضحيات التي يجب ان تقدم للوصول الى غايتهم وتحقيق طموحهم بغض النظر عن الرؤى الاجتماعية السذجة والموروث الاجتماعي العفن.
ان الطموحات تحتاج الى تضحيات كما،تحتاج تحرير الاوطان الى الشهداء.
وكم هو جميل عالم الشهداء فالشهيد يرى تحقيق طموحه في حتفه ، لم اقصد الربط بين الشهداء واؤلئك الذين ينتهي وجودهم بمجرد تحقيقهم لرغباتهم الحياتية الانية، لسبب بسيط ان مفهوم الشهادة اكتسب قيمة سامية لدى كافة الشعوب وفي كافة الديانات. فتجدهم يتسابقون للسقوط في ارض المعركة كما تتساقط في الخريف اوراق الاشجار ،او كما تتساقط الافكار في لحظة الهزيمة او الانتصار.
هكذا قدر الله لنا ان تختلف الطموحات والاهداف باختلاف عقول حاميليها،
ان القادة يحزنون كثيرا عل سقوط جنودهم في ارض المعركة ،ويصممون اكثر على ان لا يكون سقوطهم بدون فائدة .
اؤلئك الجنود في ارض المعركة، يبحثون عن السكون ،فهم مقاتلون بالغريزة والغريزة طاقة هائلة،وهم سعداء بها ولا يهمهم ادراك الحقيقة( ان الغريزة طاقة لا تعقل ذاتها)،
الحكيم من يستطيع تحويل الطاقة الى دافع، فالدافع طاقة تعقل ذاتها، و..بالدوافع تتحقق الذات، فيكون الدافع عقلا متى حقق الغاية من وجوده.
ما اكثر اؤلئك الذين يركبون سفينة الحياة يبحثون عن اول ميناء للرسو ، غير مدركين انه ليس هذا الغرض التي صنعت السفن من اجله، انما صنعت للابحار .
معركة الحياة
ما اشبه معارك الحياة بالمعارك العسكرية، فالقائد العسكري قادر على الدفع بكثير من الجنود في ارض المعركة، اما نحن في معركة الحياة فما هم جنودنا ومن هم شهدائنا ، انكون نحن الشهداء ونسقط في اول معركة وانتهى الامر؟. لا اعتقد ذلك فلا بد من ادارة المعركة بطريقة اخرى ،لا بد من وضع الطموح وغاية الوجود في منتصف خريطة المعركة ، اما ماتبقى من قيم ومثل واهداف وعلاقات ورغبات وانماط سلوكية وشهوات ومفاهيم ، عليك بترتيبها جيدا، ادفع بالتي لا تخدم وجودك للامام لتسقط كالشهداء ولا تنسى ان تبنى لها تماثيل حزنا عليها، واعد ترتيب ما تبقى لديك مرة اخرى. . . . لا بئس بتغيير بعض مفاهيم الاشياء ،ليس من الصعب ذلك فتصورنا لموضوع ما ما هو الا تصورنا لما سينتج عن هذا الموضوع من اثار عملية لا اكثر.
اعد تعريف الاشياء مرة اخرى واياك ان تعتمد المفاهيم الموروثة فهي كالاسلحة الفاسدة في ارض المعركة .
اياك ان تكون كجلمود صخر حطه السيل من عل، كن انت السيل ،كن انت المتحرك ،وادفع بالاشياء من حولك لتستمر .
كن كالشجرة تنمو وتعلو ، ولا يخيفك سقوط الاوراق والوقوف عاريا امام الطبيعة ، وكن واثقا ان الربيع قادم وان الشجرة ستكسوها اوراق اكثر نضرة وجمالا، اما ما سقط فقد انتهى اجله وحقق غرض وجوده كالجنود في ارض المعركة شهداء في جنات الخلد



#جمال_ابو_دية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة الثامنة والستون


المزيد.....




- إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراق المجال الجوي ...
- الدوري الإنكليزي: ليفربول يتفوق بثلاثية على ليستر سيتي ومانش ...
- تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر ...
- مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية ...
- نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
- زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
- موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال ابو دية - شهداء معركة الوجود