|
على هامش النكبة: القدس أم أورشليم؟ إنها قسمة ضيزى
محمود موسى الصباغ
الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 09:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثناء إحدى زيارات أريئيل شارون لواشنطن قام بزيارة السياج الذي أقامته الولايات المتحدة على حدودها مع المكسيك واستمع للشرح الذي قدمه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن عن هذا السياج ويقارن ذلك بما تقوم به إسرائيل من بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وقد كان رد شارون مذهلا وينطوي على سخرية قاتلة ومقاربة استشراقيه عنصرية غير مسبوقة حين قال " لو كان جيراننا من المكسيكيين، إذن لما أقمنا مثل هذا السور".
فماذا عن القدس؟ عشية توقيعه على اتفاق "غزة-أريحا أولا" في واشنطن في العام 1993 , قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين إن "على ياسر عرفات أن ينسى موضوع القدس نهائيا ... فهي ستبقى موحدة تحت السيطرة إسرائيل وعاصمتنا إلى الأبد “. هذا هو جوهر التنازل الذي يمكن أن يقدمه العقل السياسي الإسرائيلي سواء تعلق الأمر بالقدس أم بفلسطين عموما ,فالموقف الإسرائيل كان قد عبر قبل ذلك بن غوريون في رده على صحيفة يابانية في حزيران 1967 حيث لخص الموقف كاملاً بقوله: "إن "إسرائيل" ستنسحب من شبه جزيرة سيناء بعد توقيع سلام مع مصر، والأمر ذاته سيحدث مع سوريا، أما في الضفة الغربية فإنه ستقام دولة تتمتع بحكم ذاتي برعاية الأمم المتحدة - لكننا سنحتفظ بالقدس إلى الأبد - على الرغم من جميع القرارات التي ستتخذها الأمم المتحدة، فالقدس كانت عاصمة لإسرائيل على امتداد ثلاثة آلاف سنة وستبقى كذلك في المستقبل".وهو ما يشير بوضوح إلى المحاولات الحثيثة لمشروع الصهيوني لخلق علاقة تاريخية بين يهود العالم و فلسطين من خلال أجندة قومية يقوم أحد مرتكزاتها على تحويل التوراة من كتاب ديني إلى كتاب تاريخي ذو بعد سياسي يشرعن الاستعمار و يستغل كل الاساطير التوراتية للإبقاء على أي اساس تاريخي يثبت أن هذه الارض كانت "للعبرانيين و اليهود" .و يستدل على ذلك من تداخل المؤرخ مع الآثاري و عالم الاجتماع و رجل السياسة في إسرائيل .و يتفق جميعهم على الابتسام كلما قرأوا عبارة "إسرائيل عبر العصور" التي تضعها السلطات الإسرائيلية على بوابات متاحفها . لذلك ستكون القدس و في أي مخطط صهيوني مستقبلي قوة جذب للمهاجرين اليهود و مركز استقطاب عبر مراحل الاستيطان لاستكمال بناء الوطن القومي لليهود ,للتأكيد على الارتباط الديني العميق بالمدينة المقدسة"أورشليم" التي هي المآل النهائي للخلاص .الأمر الذي سيقود المدينة بطبيعة الحال لأن تكون محور صراع تلعب دور الاسمنت اللاصق أو الديناميت المفجر لكلا المعسكرين الفلسطيني و الإسرائيلي ,فالقدس/أورشليم بوصفها محور إجماع سياسة وطنية لهما , يجعل أي خلاف سواها ثانويا مقارنة بأهميتها و تشكل القدس حلما صهيونيا عبر عنه هرتزل حين قال " اذا حصلنا يوماً على القدس ، وكنت ما ازال حياً وقادراً على القيام بأي شيء ، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها ، سوف احرق الآثار التي مرت عليها قرون ." والصراع المضمر على القدس – وهو بخطورة الصراع العلني المكشوف –يؤكد بأنه في حين تستطيع إسرائيل الاحتفاظ بالقدس، فمن المشكوك فيه أن تكون قادرة على تحقيق السيطرة عليها. من ناحية أخرى يتمتع الفلسطينيون بقدرة هائلة على تحدي الهيمنة الإسرائيلية ،بيد أنهم يجدون صعوبات جمة –حتى الآن- على انتزاعها من إسرائيل.وبناء على ذلك ترى بعض الدوائر السياسية الغربية و صناع السياسات بأنه على كلا الطرفين القيام و بشكل سريع بالتغلب على المواقف العاطفية و النفسية المشحونة و التفكير الجدي و الواقعي بترتيب سياسات تحظى بموافقة الطرفين لتحقيق شرط السلام الاساس , و بموازاة ذلك تقوم إسرائيل و بشكل منهجي بتغيير معالم القدس , فإذا كان الحديث عربيا عن القدس كاملة –بشقيها الغربي و الشرقي -قد انتهى عمليا منذ العام 1948 فإن الموقف الإسرائيلي يرى فيها العاصمة الموحدة لإسرائيل منذ العام 1980 . وقبل ذلك أصدر الكنيست قرارا تشريعيا في 27-6-1967 " أي بعد أسبوعين من احتلال القدس الشرقية " يقضي بتوحيد المدينة بقسميها، ليبدأ بعدها سيل الاستيطان الذي لم يتوقف مترافقا مع خطط البنى التحتية وهو تعبير يشير إلى تبديل التوزع السكاني في المدينة وتثبيت أغلبية يهودية فيها وعزلها عن بقية مناطق الضفة الغربية المحتلة. تظهر القدس في الخطاب السياسي الإسرائيلي بوصفها كائنا عضويا في علاقتها مع البشر لتحدد بذلك وبشكل مسبق الانتماء "لشعب الرب “. ويقوم هذا الخطاب ’ لاسيما الشق منه المتجه نحو الآخر، ومن خلال مضامينه الصهيونية على ركيزة ترى بأن أي حل للمسألة الفلسطينية –بما فيها القدس- لن يكون سوى الحل الذي تفرضه إسرائيل على الأرض من خلال القوة والقوة فقط. يقابله خطاب فلسطيني رسمي ضعيف بقدر ما هو مرتبك ، فاتخاذ القرار- أي قرار بالنسبة للسلطة الفلسطينية يعني بالدرجة الأولى الحفاظ على الذات ضمن هامش تسيطر عليه إسرائيل و تسيره كما تشاء و ترغب و هي –أي إسرائيل- لا يساورها شك في أن الدول الحليفة و الصديقة لها سوف تتفهم أي قرار تتخذه إسرائيل ,كما حدث في حروبها المتكررة و كما حدث في ضم الحرم الإبراهيمي لقائمة التراث الوطني اليهودي و كما يحدث و سيحدث في استكمال استيطان الأرض الفلسطينية كلها –سواء في القدس أم في الضفة- بما يؤكد على المستوى الإسرائيلي بأن قوة إسرائيل لا تكمن فقط في القدرة "الدفاعية" الرادعة بل أيضا بما يبرر ارتباط الإسرائيليين في الأرض. ويؤكد استمرار عمل الطبقة السياسية الحاكمة الإسرائيلية بعقيدتها الصهيونية ومواصلتها وضع المستوطنين على فوهة المدفع لمواجهة الفسطينيين بدعم من الآلة العسكرية الفعالة وأن مقتل مستوطن هنا وطعن آخر هناك له ما يبرره في حساب التكاليف الذي يتطلب أحيانا إهراق الدم الاسرائيلي " الالهي والمقدس" ويقوم محور الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية على إدارة " عملية المفاوضات" و "عملية السلام" وليس السلام بحد ذاته، فإذا كان العرب بحاجة للسلام بالقدر ذاته الذي تسعى إليه اسرائيل فليحصلوا عليه إذن ولكن بدون أرض، كما قال بيغن ذات يوم مقولته المشهورة (السلام مقابل السلام) وإذا كانت حرب 1948 غير كافية لإقناع العرب واقتناعهم بوجود اسرائيل –على حد تعبير بن غوريون- فإن الأمر يستوجب حروب اخرى لاقتناعهم واقناعهم. و إذا كان القتل الممنهج للفلسطيني غير كافيا لاقناعهم بعدم جدوى مقاومة إسرائيل فإن حربا أخرى من نوع تدميري للاقتصاد الفلسطيني و تحويل الشعب إلى مجموعة سكان بلا عمل تعيش على مساعدة المنظمات غير الحكومية و شن حرب مرهقة وقاسية و طويلة الأمد و متواصلة ستكون كافية لهم للقبول بالحل الاسرائيلي على الطريقة الصهيونية و مثل هذا الحل الذي تمارسه اسرائيل لن يكلفها عسكريا في ظل أوضاع متردية للسلطة وانقسام مزمن واستبدال صيغ المقاومة المسلحة التي كانت محل إجماع فلسطيني في مراحل سابقة لتشكل بذلك غطاء لاحتلال " سوبر ديلوكس" ،الأمر الذي يذكرنا بعمق وجدية أزمة الفلسطينيين . ومع آخر المخططات الإسرائيلية بشأن القدس الرامية إلى إقرار هدم 30 % من البيوت " غير الشرعية" في الجزء الشرقي من المدينة على حد قول رئيس بلدية القدس "نير بركات" سيتم منح الـ70 % وضعا قانونيا جديدا بحيث سيؤدي مثل هذا المخطط إلى هدم حوالي 6000 منزل و ذلك ضمن " المناطق الخضراء أي المناطق المخصصة للحدائق العامة ,دون أن يشير إلى أن ذلك سيؤدي حتما إلى هدم منازل في مناطق تعتبر حيوية تسعى إسرائيل لضمها في أي حل سياسي مقبل و تشمل تلك المناطق حي البستان في سلوان و منطقة راس العمود و الشيخ جراح و البلدة القديمة و غيرها, و سيتكفل جدار القدس و الذي تفضل إسرائيل تسميته " غلاف القدس" بالبقية حيث ستقوم إسرائيل بموجبه بضم حقيقي بطول 22 كم لمساحة تزيد عن 400 كم 2 , أي نحو 7% من مساحة الضفة الغربية يقيم فيها ما يزيد عن 270000 مستوطن و يعيش فيها حوالي 280000 فلسطيني و سيؤدي إلى عزل القدس الشرقية عن بقية مناطق الضفة ,ويتساوق المخطط الإسرائيلي للقدس مع الجهود المحمومة للبعثات الآثارية و التنقيب في القدس والتي يطلق عليها تحببا تعبير "حمى البحث عن إسرائيل التوراة", لعلهم يعثرون على رقم هنا أو كسرة فخار هناك تروي قصصا عن "ءرص إسرءيل ", ورغم فشل علم الآثار فشل حتى الآن في تأكيد "تاريخية " العهد القديم في فلسطين فالحفريات الآثارية في القدس خصوصا وفلسطين عموما مازالت مستمرة وهي إنما "تخدم هدف التعرف على تاريخ هذه المدينة منذ بدايتها حتى أيامنا هذه كما هو مذكور في التوراة" كما يؤكد ذلك يوسف أبيرام عالم الآثار الإسرائيلي والعضو في جمعية أبحاث إسرائيل حيث الهدف هو "بحث في التوراة في أرض التوراة". إن مركزية القدس في الاستراتيجية الإسرائيلية وعبر كل مراحل عملها لجهة استكمال المشروع القومي لدولة اليهود يجعل منها أداة حاسمة في الفكر الصهيوني بحكم طبيعته كمشروع استعماري استيطاني إحلالي من غير الممكن التنازل عنها للفلسطينيين. لذلك تلعب القدس – وستظل تلعب- دورا ناظما لتثبيت هذا المشروع والحيلولة دون تفككه أو ذوبانه في المستقبل. واليوم بالذات تبدو القدس معرضة للهدم والتلاشي بكل قيمها الحضارية التي تمثلها عبر التاريخ بمجمل سياقاتها الاجتماعية والسياسية –بمعنى الفهم اليهودي /الإسرائيلي للقدس/أورشليم بالتوازي مع الفهم عينه الذي يراه العرب والفلسطينيون –وإن كان مثل هذا الفهم لكلا الطرفين يواجه تحديا من نوع آخر على الصعيد الآثاري على الأقل، ونظرا لأن مثل هذا الصدام لا يمكن الحؤول دون إنهائه راهنا ولو حتى بتقريب وجهات النظر، فإن الكل سيبقى متمسكا بموقفه وفهمه كما يراه هو وكما يتخيله ويحاول شرعتنه. إن إسرائيل القوية على الصعيد الاستراتيجي لا يضيرها الرأي العام العالمي إلى حد إجبارها على إخلاء مناطق الاحتلال .و في الحقيقة فإن مسألة الراي العام يمكن أن تثار من زاوية أخرى فالكثير من التصرفات الإسرائيلية تعتبر من وجهة نظر صناع الرأي العام الغربي بالذات جريمة بشعة بحق الإنسانية لدرجة أنه لا يجرؤ أحد على عدم الظهور بمظهر معادات الممارسات الوحشية ،علاوة على أن الإعلام الغربي المصدوم بإسرائيل و ببشاعة السلوك العنصري آنيا هو في النهاية منحازا لإسرائيل.إذن ليس لدى إسرائيل ما يمكن أن تتنازل عنه للرأي العام وهذه حقيقة يدركها من يحكم في تل أبيب . إن إسرائيل التي تحكمها عقدة الوجود كدولة يهودية صهيونية لا تستطيع أن تقدم تنازلات هامة على مستوى الأرض دون تعريض هذه الوجود ذاته لخطر داهم، فإذا كان وجود إسرائيل قد بات لمعظم الأنظمة العربية غير قابل للنقاش فإن هذا الوجود بالنسبة لإسرائيل ذاتها يعطيها وجودا تحميه الحراب وتطوقه الكراهية، وبالنسبة لمعظم العالم فإن إسرائيل ما زالت وستبقى في إطار علامة استفهام كبيرة، إن مستقبلها كدولة يبقى موضع شك. و يبقى الهدف المركزي و الأغلى بالنسبة لإسرائيل هو تفتيت و إنهاء روح المقاومة لدى الفلسطينيين وهي مسالة حياة أو موت لها ، فإسرائيل ترى في البديل الفلسطيني مقلوبا لها ونقيضا تاريخيا ووجوديا لكيانها ,وبقاء الفلسطينيين وصمودهم هو اعتراف و إقرار من جانبها بأن نهايتها كدولة صهيونية قد بدأت وهذا ما يجعلها تتعبد استراتيجيا في صومعة خيارات القوة والبحث في النهر عن مالم تجده في البحر , بمعنى التفاوض مع وكلاء عرب معتدلين دون النظر للواقع الفلسطيني المعني بأي مسار تفاوضي , و تشاركها أو تضطر لمشاركتها هذا الرأي الولايات المتحدة و بالإمكان لاحقا أن يشكل الأردن بصفته وكيلا مقبولا الطرف المهيمن في أي علاقة بينه و بين الفلسطينيين في كنف الفيدرالية المتوقعة مستقبلا . و في الواقع تبدو المرحلة الراهنة كأنها امتداد للاتجاه الساداتي في معالجة المسالة الفلسطينية على المستوى الرسمي ،فهناك إجماع رسمي عربي على القبول بفتات المائدة الإسرائيلية ، إن التخلي عن عروبة فلسطين و التسليم التام بالدولة الصهيونية على أرضها بات بالنسبة لهذه الأنظمة منطلق تسوية و ما من أحد على هذا المستوى الرسمي يناقش اكثر من رفع السياط من على الظهر الفلسطيني ,إذ تتجلى الرغبة الجامحة و المحمومة عند معظم الاطراف بقبر هذه القضية نهائيا .وسيكون بمقدور الولايات المتحدة أن تفرض بمرونة تسوية ما على إسرائيل مدفوعة برؤيتها القاتمة لمستقبل إسرائيل و لمستقبل عدد من الدول الصديقة لها في المنطقة فعيون أمريكا مفتوحة على الشرق حيث ربيع العرب الدموي لم يتوقف بعد و من غير المتوقع أن يتوقف في المنظور القريب , علما بأن الرغبة المقررة في هذه التسوية هي الإسرائيلية بلا شك لأنها الأكثر حسما على أرض الصراع المباشر .و لسوف تضع إسرائيل من العراقيل ما يدهش الكثيرين ممن سيوقعون أي اتفاقية مقبلة و ستكون مراهنة إسرائيل على المؤقت هائلة للغاية ،فخلال هذا المؤقت بالإمكان انفجار تعارضات جديدة كامنة ربما أكثر من حالة الانقسام الحالية بين الجسد الفلسطيني ولعل إسرائيل متأكدة بأنه سيتم تحكيمها في هذه الصراعات،و ما من شك بأن تسوية كهذه ستكون على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية و ما من صيغة يمكن طرحها في الشروط الراهنة يمكن أن تبلغ حد سيادة و دولة فلسطينية فهذا إنجاز شديد البعد انطلاقا من التوازن القائم الآن و يمكن الافتراض ايضا بأن تسوية ما ليست أمرا محتوما في الوقت الراهن إلا ضمن التحرك الأمريكي حيث أن تناقضات أطراف الصراع ليست بيسيرة ،لاسيما في ظل غياب واضح للعرب من معادلة الفعل العسكري ,وبالتالي يبقى العامل الفلسطيني هو الوحيد الذي يقبل بمخاطر مواصلة الصراع مع إسرائيل وهذا يعني أن الهيمنة الإسرائيلية ستظل طاغية في مفاوضات مقبلة و تحقيق أي تسوية لاحقا في ظل تناسب القوى الراهنة يعني أن إسرائيل ستحصل على نفس المكاسب التي يحققها الاحتلال المباشر مع تجنب مواجهة شعب احتلت أرضه . إن وجود إسرائيل الاصطناعي و غير الآمن هو الذي يحول دون تقديم تنازلات هامة من جانبها ،فالسياسي الصهيوني الذي يدرك و يعي التاريخ و قادر على استقراء تاريخ هذه المنطقة ، لا يتولد لديه الوهم بإمكانية بقاء كيان غريب و مصطنع دون الاعتماد على قوة متفوقة ،إن لديهم إدراكا كافيا بأن هذا الكيان الذي قام معتمدا على أبشع أساليب الاستعمار من قتل و ذبح و اقتلاع وطني و اضطهاد قومي للإنسان الفلسطيني ، لا يمكن أن يصبح مقبولا بمرور الزمن و تقادم الأيام و تعاقب السنين ،لذلك لن يوافق العقل الصهيوني المحكوم بعقد توراتية على اختصار هذا الكيان ليصبح بحجم قبضة الكف و معرضا لضربات شعب لديه كل الإحساس الغامر بأحقيته في وطنه . إن أخطر ما في الصراع الآن هو التاريخ بتعريفه الاسرائيلي الذي يركز على فرض ثقافة النسيان والاستبدال، وتجريف الوعي المقاوم , ومن المعقول واقعيا بل من المقبول بالنسبة للإسرائيليين أن يقبل الفلسطينيون بعاصمة بديلة عن القدس/أورشليم. وربما لن يكون بعيدا ذلك اليوم الذي سيقول فيه كل عربي بنوستالجيا مضجرة تذكرنا بالبكاء على الأطلال: كان هنا فيما مضى مدينة اسمها القدس. وإذا كان ما تبقى من سكان أمريكا الاصليين هو أسماء لماركات سيارات وأدوات كهربائية وحتى صواريخ عابرة للقارات، فإن ما تبقى من قرى ومدن فلسطين الأربعينية هو أسماء أزقة وساحات في مخيمات اللجوء.
#محمود_موسى_الصباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على هامش النكبة: فلسطين الأرض والبشر
-
الحاجز: هندسة جديدة للخوف!
المزيد.....
-
-حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها
...
-
بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
-
لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك
...
-
كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس
...
-
بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال
...
-
الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
-
الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م
...
-
أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي
...
-
قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
-
لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|