أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - بيلان ...المكان الذي مات ...و لم تغادره الحياة !














المزيد.....

بيلان ...المكان الذي مات ...و لم تغادره الحياة !


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


بيلان ...المكان الذي مات ...و لم تغادره الحياة !
" قراءة انطباعية في رواية بيلان لموسى رحوم عباس"

اسم الكتاب : بيلان ( رواية) - تأليف د. موسى رحوم عباس- بيروت – دار بيسان- ط1 2011 الاهداء: الى أهلي الذين لم يتمكنوا من قراءة هذه الرواية لانهم أميون أحبكم.
بيلان هي العمل الروائي الأوّل لموسى رحوّم عباس , و هناك مقولة مفادها أنّ العمل الروائي الاول للكاتب غالبا ما يكون وثيق الصلة بحياته و تجاربه و مجتمعه القريب. يورد الكاتب في مقدّمة الرواية أنّ كسرة مُريبط هي الحقيقة الوحيدة في هذه الرواية, و لكن عبر هذه الحقيقة الوحيدة سوف تتبدّى لنا حقائق اجتماعية و بيئية و سياسية وثيقة الصلة بالمكان الذي مات و الى الابد, كسرة مُريبط التي غمرتها بحيرة سد الفرات و ماتت ( الأموات يُدفنون مرتين ), مرة يدفنون ما تبقّى من عظام موتاهم قبيل الرحيل, و مرة يدفنون ذاكرتهم و لكن دونما جدوى ..لقد عادت الذاكرة الجمعية للمغمورين في هيئة سرد روائي اسمه بيلان!
بيلان سيرة القهر و التقهقر الحضاري , سيرة النضال على قيد البقاء وسط تأمر الجغرافيا مع السياسة, عندما قرر العسكر الذين استلموا السلطة 1970 تغير الجغرافيا و الديمغرافيا بشكل قسري, و تهجير عشوائي لسكان كسرة مريبط و قرى أخرى , و تهجيرهم عشوائيا الى جغرافيا غير مرحِّبة بعيدة و من دون تنظيم , او الصاقهم بعشوائيات المدن, هنا تبدو مشروعيّة التمرد , حسين أو كما يدعوه أهل القرية حسينوه , أو الشرّ الذي لا بدّ منه , عاش متمرّدا على عرف مجتمعه و قهر السلطة ممثلة بالشرطة, بما كلّفه أن يعيش متخفّيا عن أعين العسس في الرقة بقية حياته, عاش مفصولا عن الآخرين ببيلان! و لكن ما هو بيلان؟
بيلان هو رمز الانقسام و العبور المأزوم بالرواية , بيلان هو " واد يفصل القرية الى حيين شمالي و قبلي, هو واد مزدحم بالفلاحين و الورَّادات المتجهات للنهر لجلب المياه للبيوت" ص 25 , هو واد يقسم كسرة مريبط الى طريقتين صوفيتين متصارعتين , بيلان "ذلك الفاصل بين عالمين متنافرين متلاقيين" -ص45 و لكن بيلان كسرة مُريبط يتجه غربا الى حلب ليصبح شارع بارون , و هو على حدّ تعبير المهندس صالح " يقسم المدينة الى عالمين , إن لكل مدينة يا ميرنا بيلانها ففي قريتنا بيلان جسر بين عالمين و كثيرا ما سالت نفسي من اين لأهلنا هذا البيلان ؟ " ثم يتابع بيلان مسيرة غربا أيضا ..الى تطابق الجغرافيا مع التاريخ العسكري للغزاة , " حتى عرفت ان بيلان ممر شهير في تاريخنا يفصل بين جبلين هما الجبل الاحمر في الجنوب و جبل النور في الشمال, و هو الممر الوحيد في جبال الامانوس على الساحل السوري مرت منه جحافل الاشوريين و الفرس و الرمان و العرب المسلمين بقيادة ميسرة بن مسروق العبسي و منه عبرت الحملة الصليبية الاولى و المماليك" -ص 100 . إنّ السيرة الروائية لا تدعو للتفاؤل تماما كسيرة الواقع , التمرد مرفوض حيث ينتهي المتمرد حسينوه كرافد صغير و لكنه من الدم.. حيث يموت بطريقة عبثية في قضية ثأر لا ناقة له فيها و لا جمل! عندما تقرأ بيلان أنت تعيش الحدث و تنبش الذاكرة.. شيء أشبه بالحلم ...عالم ذهب لم و لن يتكرر ..لقد داهمه طوفان الغمر ..و انتشلنا جثث الاجداد على عجل و نسينا الذكرة! عالم غني بالتفاصيل و الوجع ..عالم عبثي يموت فيه الانسان حسينوه من اجل لا شيء ! عمل يوثق فنّيا للمجتمع الفراتي ..يرصد تأثير السياسي على حياة الناس ..يرصد اجتياح الحداثة الزائفة للمجتمعات التقليدية ..مجتمعات منقسمة على نفسها.. تحاور ذاتها ..في كل قرية ممر بيلان ..في كل مدينة و في كل انسان منّا بيلانات..العمل مرشح بقوة ليكون فلم روائي طويل ... بيلان اضافة الى كونها حكاية ممتعة , احتوت على نصوص فيها من الاختزال و الشاعرية الكثير سأثبت مقتطفات منها استوقفتني. *كانت تنتفض كعصفور باغته الشتاء عيناها غائمتان و رائحة التراب البكر تمتزج بحناء ذوائبها كان يفشل في كل مرة يحاول فيها رسم الحدود بين الحنطة في وجهها و حقول القمح في تلك القرية التي نسيتها الخرائط ,,,طريد في مدن لا تذكر اسمائها ولا تعرفك تعيش في كهوف الحزن و اقبية الخيبة تهرب من وهج الشمس مجترّا آلامك ..تراها في كل الاشياء"- ص 154 *ها أنتَ طريدٌ دون أن ترتكب جرما , انها دورة محكمة من القهر, و انت كوكب يدور في هذا المدار منذ الازل , لا يستطيع سر هذا الناموس, لقد مُنحتَ فترة اضافية للحياة حتى ظننت ان الغيوم قد انقشعت, فانفرجت الارض عن وجه قبيح يسدّ عليك الطريق"- ص 151
*طريدٌ أنتَ يا حسنوه تحملُ خوفكَ عقالا على رأسكَ لا يبارحك , مطاردٌ في طفولتك باليتم و الفلقة, مطاردٌ في شبابكِ بالجوع, ترى خلف كل سور فوهة بندقية مصوبة الى صدرك , و تحت كلِّ لثام عينا حادة تراقبكْ , تتحوّل المدينة الى سكّين يخترقُ القلب كل صباح" - ص 151
*ما تزال مرفوعا على الفلقة و ترتفع العصا و تنخفض على قدميك الخشنتين, قد لا يكون الضرب مؤلما يا حسينوه ! لكنَّ عورتكَ ماتزال مكشوفة يراها الآخرون , رغم انك اعتدت لبس السراويل منذ أن استوطنت ارض هذه المدينة . ترى ما فائدة سراويل لا تستر عورة !" - ص 145



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الجنّ لماذا و كيف؟.....مسامرات فيسبوكية ج3/3
- عن الجنّ الضرَّاط.....مسامرات فيسبوكية ج2/3
- سهرة مع أصدقائنا الجنّ...مسامرات فيسبوكية ج1/2
- جناية أرسطو على السوريين , أمّ أنفسهم !
- عن الجنّ و نصيحة خليل الحسن لي
- من الذاكرة الدماغية .. إلى الذكرة الشعرية
- في العنصريّة و العقائد السياسية للسوريين
- الديكتاتور ذو الرقبة الطويلة / شعر
- أنا والرقّة, قبل ان يغزوها الدواعش ... شريط الذكريات
- حوارات فلسفية : الدم بين الشكل و الجوهر المقدّس! ج2/2
- حوارات فلسفية : الدم بين الشكل و الجوهر المقدّس! ج1/2
- مدرسة دمشق للمنطق الحيوي
- الحد الأدنى لصلاحيات داعش وجبهة النصرة
- تهافت دعاوى الاعجاز العلمي في خلق الجنين
- الغباء السياسي لمن يقول : بداعش الأسد و نحوه
- العلاج المنطقي للمريض السوري
- الاعجاز العلمي تحت المجهر
- قصيدة في حديقة العائلة
- قصيدة في حديقة العائلة : إلى عفاف - أم أحمد -
- القناع السياسي و الاستبداد ...وجهان لعملة واحدة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - بيلان ...المكان الذي مات ...و لم تغادره الحياة !