جان-فرانسوا فوركاد
الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 21:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جان-فرانسوا فوركاد خبا ضوءه، وهو في قمة عطائه عام 1997، صاحب أبي نواس والغيطاني وصُنع الله إبراهيم، أستاذ ومكتبي ودبلوماسي في القاهرة ثم في دمشق.
نحن أصدقاء، وليس الزمان لنا صديقًا، أنا لا أتوقف عن السفر، وأنت لا تتوقف عن الكتابة، فالكتابة سفر بين قارات الكلمات. هناك لقاء في بيتي جرى بيننا لن أنساه، جلسنا في جو أقرب إلى أجواء "الزيني بركات" التي ترجمتها مرتين، لأني أضعت ترجمتها الأولى، لم أبح بهذا السر لأحد سواك، ورجوتك ألا تقول لجمال الغيطاني لئلا يجن جنونه، أنت تعرفه أكثر مني، جمال الشخص لا يطاق، جمال الأناني، جمال مركز العالم، وجمال الكاتب أقرب إلى النفس من كل شخصياته. كان حديثنا طويلاً يدور حول غياب الأدب في الغرب وورق الدوالي اللبناني الذي حل محله في ثلاجاتنا. قدمتُ لك منه طبقًا وبعض المخللات مع قنينة بيرة شربناها بتلذذ، وتوصلنا إلى أن الأدب الفرنسي وباقي الأدب الغربي بدون تراجيديا، لهذا، الأدب عندنا يتأخر، ويتقدم عند غيرنا. ولنؤكد ما توصلنا إليه سُقنا "تراجيديات"، كتابك، بصيص من الأمل بصيغة الجمع. بالنسبة لي، كان هذا الكتاب نهايةً لنوع من الكتابة، وتأسيسًا لكتابة جديدة، لم يكن التراجيديا القادمة، العملاقة، لكنها للكاتب الجديد في كتابك ما لكاتب الواقعية السحرية في الأدب الإغريقي. ذهبتُ بك بعد ذلك لأجعلك تكتشف حي "شاتليه" حيث كانت الحسبة القديمة في قلب باريس، كانت تختلط فيه روائح من كل صنف، شرقية وهندية وصينية وفرنسية وإيطالية وإسبانية وأمريكية وبرازيلية، من كل صنف، وفي مركز روائح الكون، على مقربة من النوافير، كان متعاطو المخدرات يترامون هنا وهناك، يركلهم الزمان بقدمه. كانت التراجيديا بيننا، ولا تراها أقلامنا.
#جان-فرانسوا_فوركاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟