مصير الارض و الشمس حسب التنبؤات الفيزيائية

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 14:53
المحور: الطب , والعلوم
    

بعد مليارات السنين من الان ، سيحل آخر يوم حسن على الارض . بعده سوف تحمر الشمس بعد ان تفقد الكثير من وقودها من غاز الهيدروجين متحولا الى غاز الهيليوم ، وتتمدد الشمس ببطء خارج حدودها و تنتفخ ويزداد تأثيرها الحراري على الارض مسببا لهيبا وشواظا على قطبيها ستذوب ثلوج القطبين و تغمر الفيضانات شواطئ العالم . وستحرر درجات الحرارة العالية في المحيطات المزيد من بخار الماء الى الجو ،
فتزداد الغيوم و تحجب عن الارض ضوء الشمس مؤخرة النهاية الكارثية قليلا . ولكن التطور الشمسي الكارثي لن يرحم ، ففي نهاية المطاف سوف تغلي المحيطات و يتبخر الجو في الفضاء ، وتحل بكوكبنا الجميل كارثة ذات ابعاد لا يمكن تصوره . [ هذا ما تنبأت به الكتب الدينية المقدسة ] و اخبرنا به سكان حضارة الازدك والمايا قائلين : " عندئذ (في نهاية الزمان) سوف تسقط الشمس و تتهاوى النجوم من السماوات". انذاك تكون الكائنات البشرية قد تطورت بالتأكيد الى شكل مختلف تماما ، وربما سيكون احفادنا من الاجيال القادمة ، قادرين على التحكم بالتطور التقني الفضائي ويمكنهم من ايجاد وسائل متطورة للعيش الدائم في كواكب اخرى كالمريخ او اقماره يوربا او تيتان . او قد ينجح احفادنا لايجاد كوكب آخر ملائم للحياة البشرية و الحيوانية والنباتية .
اما ما يحدث فيزيائيا داخل الشمس ، فسيعاد استخدام الرماد النجمي كوقود ضمن حدود معينة فقط . وفي النهاية سوف يأتي الوقت الذي يصبح فيه القسم الداخلي من الشمس مؤلفا كله من الكربون و الاوكسجين ، عنذاك لا يمكن حدوث تفاعلات نووية في درجات الحرارة و الضغوط السائدة . وبعد ان يستهلك الهيليوم المركزي كله ، سوف يستمر القسم الداخلي للشمس في انهياره المؤجل ، و سترتفع درجات الحرارة ايضا مُطلقة الدورة الاخيرة من التفاعلات النووية ، و ستتمدد مساحة الشمس ويمتد جوها الساخن كنوع من العواصف الشمسية بحيث ستغلف كوكبي عطارد والزهرة و تلتهمها وربما ستكون الارض من ضمن ضحايا الشمس ايضا . وفي الرمق الاخير سوف تنبض الشمس ببطء متمددة و متقلصة بمعدل مرة واحدة كل بضعة الاف سنة . وفي النهاية سوف تلفظ الشمس جوها الى الفضاء في قذيفة غازية واحدة مركزة او اكثر في انفجار عنيف .
اما القسم الداخلي الحار المكشوف ، فسوف يغمر القذيفة بالضوء الفوق بنفسجي محدثا شعشة فاتنة من اللونين الاحمر والازرق تمتد الى ما وراء كوكب بلوتو ، وربماستفقد الشمس نصف كتلتها بهذا الشكل .
وسيمتلئ النظام الشمسي عندئذ باشعاع مخيف هو شبح الشمس المبحرة خارجها . ان بقايا الشمس ، ذلك اللب المكشوف منها سيصبح في البداية اذ يغلفه السديم الكوكبي نجما حارا صغيرا ، يبرد بتأثير الفضاء المحيط به ، و ينكمش لب الشمس ومركزها بكثافة لا مثيل لها . وتصبح ثقل مادة الشمس بوزن طن لكل ملعقة شاي . وبعد مليارات السنين من ذلك الوقت ستصبح الشمس قزما متفسخا ككل تلك النقاط الضوئية التي نراها في مراكز الغيوم السديمية الكوكبية . تبرد حرارة سطحها العالية حتى يبلغ وضعه الاخير ويصبح قزما ميتا اسود ا قاتما . او ثقبا اسودا .

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات