أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - زهر اللّوز -12-














المزيد.....

زهر اللّوز -12-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


الأظافر التي كنت أقضمها في جلسات النّدم نبتت في زوايا الحديقة .
مقبرة كتبي ظهر منها شجيرات رمادية
وزهر اللوز أصبح لونه أحمر
الشّفق مغبّر
الوقت يرحل
. . .
أفرغت روحي من أجمل ما كانت تكدّسه
أعبئ فيها بعضاً من الزّمن
أضيع بين مفردات مضت
بين أحاديث أصنعها معي
أحرّك ما تطبخه روحي بإصبعي
أتذّوق الطّبخ
أعيده إلى النّار
كي ينضج الأمل
. ..
عندما تكبر الأيّام ، تعلو فوق سطح الدّار
عندما يغرب النّهار
عندما أنزوي
أعيش الانتظار
أكتشف طرائف العمر
قلّة صبره
كذبه حول الأمل
العمر كذبة
لا تحتاج إلى الكثير من الزّمن
إشارة ولادة
وحلم انتصار
. ..
سرقني هذا الزّمن ، وهذه الأفكار المتطايرة التي تراودني الآن لم أسمع بها من قبل. غداً يوم ميلاد سلمى الخامس عشرة . لماذا كبرت سلمى في غفلة عنّي؟
لا أعرف إن كان ما يربطني بها هو غريزة الأمومة أم حبّ البقاء . أرى فيها نفسي، أتمنى أن أجنّبها الأخطاء التي وقعت فيها في محاولة أعرف أنّها عبثية، سلمى ليست أنا، ولن تكون إلا نفسها، أعتقد أحياناً أنّها أنا.
سوف أقول لك الكثير من الأشياء في يوم ميلادك.
سوف أحمل الفرح الذي لم أجد استعماله وأهديك إيّاه.
ضحكاتك المنفلتة عن العيار والتي لا تستطيعين إيقافها أخبئها عن الزّمن كي لا يجعلك تشترين الابتسامة ببطاقة مسبوقة الدّفع.
. . .
أسأل نفسي في بعض الأحيان: هل يحبّ الأبناء آباءهم؟
لا أعرف الإجابة ، لكنني طالما خبأت حياتي عن والديّ . كنت أخاف أبي مع أنّه رجل بسيط ، وأتحاشى نصائح أمّي ، أتمنى أن يكون لي مساحة بعيداً عنهم ، عندما كنت أدرس في الجامعة بعيداً عنهم . كنت أتمنى عدم العودة ، لا بدّ من العودة في الإجازة، وقبل وصولي ترتجف ركبتيّ من الخوف. تغيّر الأمر بعد الزّواج. أصبح والديّ هما مساحة أمان لي، لكنّني لست مثلهم. حاولت أن أكون أكثر انفتاحاً مع ابنتي. أعتقد أنّ مكرود مثلي لا يعرف كيف يعبّر عن حبّه. هو مسافر لن يحضر معنا غداً.
. . .
تسألني سلمى : لماذا يغادر الأب منزله؟
كلّما أسألك عن أبي تقولين أنّه سوف يأتي قريباً.
أسمع صوته يمازحني أحياناً ولا أراه.
عندما كنت أرى أصدقائي في المدرسة يسيرون في الشارع مع آباءهم أشعر بالحزن والغيرة.
لم تعد سلمى تحدّثني إلا عن نفسها. عن المستقبل، وعن الطّرائف التي يجب أن أضحك لو سردتها. إنّها فورة الشّباب.
. . .
لو لمستَ صدري الآن لشعرت أنّ كفّك تقفز. يفور قلبي يرغب أن يخرج.
هذا الحبّ مؤلم يشبه الحنين.
في أوّل لقاء مع مكرود كان قلبي يخفق، لا أعرف ماذا ألمّ بي.
شعرت بالاحترام لأنّني أستطيع أن أقدّم الحبّ وأتلّقاه
كتبنا مذكرات سلمى معاً قبل أن تصل إلى عامها الأوّل.
سوف تتمّ سلمى غداً الخمسة عشر عاماً، لم يحضر مكرود أياً من أعياد ميلادها.
في بعض الأحيان أرى أنّه سجيناً، أعتب عليه,
لماذا وضعت نفسك في هذا الموقف يا مكرود؟
النضال هو أن تعتني بنا، تؤمّن معيشتنا، وليس الذّهاب إلى السّجن، لكنّ خاسر كان صبّاب قهوة ، وتهمته كانت كبيرة. حكم عليه بالإعدام.
أسئلة كثيرة لا أعرف إجابتها .
. . .
سوف أكون حريصة أن لا أوجّه لسلمى أيّة نصيحة في يوم ميلادها.
في رأسي كلمات كثيرة سوف أكتبها على ورقة أضعها في مغلّف تحمل أمنياتي لها ولا أعطيها إياها .
ابنتي العزيزة
لا أعرف لماذا أكتب لك الآن. أعرف أنّه يجب أن أبوح لك ببعض الأشياء .
عندما أتيتِ إلى هذا العالم. لم أكن أعرف كيف أكون أمّاً. لم أشعر بالفرح الذي يتحدّثون عنه. شعرت أنّك موجودة من قبل ، وأنّك ولدتِ يوم ولدّتُ.
لو غادرتُ يوماً حياتك كوني طبيعيّة، اسدلي الستارة، واخرجي إلى الحياة.

ابنتي
الحياة جميلة. لو سنحت لك فرصة مواتية للخروج إلى حياة أجمل لا تتردّدي، فتلك الأرض الواسعة تستوعب كلّ بني البشر. جرّبي الحياة. ليس بالضّرورة أن ينتمي الإنسان لوطن واحد. قد ينتمي لعدّة أوطان ، ويجيد عدّة لغات، وأينما يحاصره العيش يبحث عن وطن جديد.
على بعد ساعة من هنا يقع نهر يفصلنا عن دولة مجاورة، أنت تجيدين السّباحة. لو رأيتهم يقتلونني سارعي إلى النهر لا تلتفتي خلفك. اسبحي ، واطلبي حماية الجيران، لأنّك لو نظرت إلى الخلف لقتلنا معاً.
أكتب لك خواطر قد لا تحدث
وقد أمزّق الرّسالة لأنّها رسالة حب لك وبوح لي .
دمت سلمى في كلّ عام.
. .
في الغد سوف أغنّي
أستحضر الفرح
أبني آمالاً
أحلاماً
أعود إلى الشّباب
أشعل خمسة عشر شمعة
ولا تنطفئ الشّعلة
. . .
في الغد سوف تشرق الشّمس
سوف أحبّكَ
أحلم أنّنا نطير على أجنحة الفرح
تحضن جسدي
أعيش فيكّ الأمل
. . .
في الغد سوف أرقص على مسرح لي
تجثو على ركبتيكّ
أتواضع
ألبّي رغبتك
أمسك ذراعك ونغادر.
. . .
في الغد سوف أبحر بقاربي السّحري
أراك قربي
تقود القارب بينما أغفو
حان دورك في التّجذيف
في انتظار الغد
في انتظارك . . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهر اللّوز -11-
- زهر اللّوز -10-
- زهر اللّوز -9-
- زهر اللّوز -8-
- زهر اللّوز -7-
- زهر اللّوز -6-
- زهر اللّوز -5-
- زهر اللّوز -4-
- زهر اللّوز -3-
- زهر اللّوز -2-
- زهر اللوز -1-
- حكاية الفحل،والقارورة
- نضال الطّبقة العاملة من أجل عالم أفضل
- وقوع الطّبقة العاملة في فخ - الحرب ضدّ الإرهاب -
- من - عمى ألوان-
- تأثير الفكر الدّيني المتشدّد على المرأة
- نضال الطّبقة العاملة من أجل حقوقها
- الأوّل من أيّار - يوم العمّال العالمي-
- رحلة البحث عن حذاء -1-
- دور المرأة العاملة في المجتمع


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - زهر اللّوز -12-