|
الطاقة المتجددة في الأردن
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 21:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدهية متعارف عليها ، أن النفط والغاز هما مصدرا الطاقة الرئيسيان في العالم ، بعد الفحم الذي قامت عليه أوروبا بطبيعة الحال ، وأن من حباه الله بهاتين النعمتين "النقمتين" ، هو الغني ويده هي العليا ، وما عدا ذلك فهو الفقير الذي ينتظر رحمة وكرم الغني ، الذي لا يعطي إلا بأوامر خارجية ، تبعا للرضا الأمريكي على هذا البلد أو ذاك. ولأننا حاليا معنيون بالحديث عن واقع الأردن الغني – الفقير، فإن الله جل في علاه منحه شرف أن يكون بوابة التحرير والنصر إن شاء الله ، ولهذا أطلق عليه منذ القدم أرض الحشد والرباط ، ويقيني أن الله سبحانه وتعالى سينفذ قدرته في الوقت المناسب ، لأن معادلاته تختلف عن معادلاتنا نحن البشر محدودي العقول والقدرات ، بمعنى أن أحدا يتوجب عليه ألا يحكم على الموقف الحالي للأردن ، لأن قدر الله لم يحن وقته في التحرير بعد. ما أريد قوله هنا ، أن الله العلي القدير منح الأردن إضافة لموقعه الإستراتيجي الجيو- سياسي، ميزة أخرى تعينه على الصمود وتغنيه عن الدعم الخارجي لو إستغل ما لديه خير إستغلال ، وهي الثروات الداخلية الكامنة تحت الأرض ، بدءا من البلوتونيوم حتى النحاس مرورا بالذهب واليورانيوم ، وثروات البحر الميت والصخر الزيتي ، وبطبيعة الحال ، فإن أصحاب الإختصاص أدرى بذلك ، ناهيك عن النفط والغاز المتحفظ عليهما من قبل الحكومات المتعاقبة ، رغم إعلان شركة "غلوبل ون" الأمريكية الشهيرة بوجود نفط في الأردن ، ويبدو انه لا يوجد قرار دولي بإستخراج النفط والغاز في الأردن لأسباب نعرفها نحن وصناع القرار. وعلاوة على ذلك ، فإن الله العزيز القدير ، حبا الله بطقس غني بالطاقة المتجددة وهي الشمس والرياح ، ولا أظن أن جهة بعينها تستطيع منع الأردن من إستغلال الطاقة الشمسية والرياح ، وهما مصادر الطاقة المتجددة النظيفة والرخيصة . لكن وعلى ما يبدو ، فإن هناك في الأردن من يحاول وضع العصي في الدواليب لإعاقة حركة التقدم في هذا البلد ، ليبقى الأردن ضعيفا وفقيرا ، وبإنتظار أمريكا أن توعز لبعض صناديقها الداخلية والخارجية أن تقوم ب"تشحيد " الأردن ، بحفنة من الدولارات لا تغني ولا تسمن من جوع في حقيقة الأمر ، رغم ان الأردن يقوم بدور وظيفي لا يقدر بثمن ، ومع ذلك نجد أن هناك من يمنّ ليستكثر على الأردن . يستطيع صانع القرار في الأردن أن يقود ثورة لتغيير نمط الحياة في هذا البلد ، ويعلن رفض الأردن لمثل هذه المساعدات التي تنزل عليه بالقطارة ، وأن يبدأ على الأقل بإستغلال الطاقة المتجددة النظيفة الرخيصة من شمس ورياح وطبيعة غنّاء ، لأن الله سبحانه وتعالى ، لم يقم يوما بفرض حصار على بلد ما ، ويحجب عن أهله الشمس ويمنع هبوب الريح . معروف أن الجو في الأردن متنوع ، ويغلب عليه في ظل التغير المناخي ظهورا طويلا للشمس ، وإرتفاعا كبيرا على درجات الحرارة منذ أيام فصل الربيع حتى وقت متأخر من فصل الخريف ، ناهيك عن الرياح الشديدة التي تعصف في فصل الشتاء ، وهذا يعني أن إحتمالات التعثر والخسارة في مجال استخدام الطاقة المتجددة معدومة ، لأننا في صيف وشتاء مستمريين غنيين بالشمس والرياح. آن الأوان لصانع القرار في الأردن أن يعطي إشارة الإنطلاق للقطاع الخاص المتوثب أن يغوص في هذا المجال بحرية وبدون شروط ، وعدم السماح لبعض "القراد" أن تمارس مص الدماء ، وتعمل على تخريب المشروع إن لم تحصل على حصة هي ليست من حقها بأي حال من الحوال ، وبذلك نكون قد حررنا هذا القطاع منذ نشأته من الفساد ، ونقلنا الأردن من عتبة الفقر المصطنع والمديونية التي تضخمت ، في ظل حكومة الجابي عبد الله النسور، إلى عتبة الغنى ، وأن نعلن أننا لسنا تحت رحمة أحد ، لأن من يحرث أرضه لن يجوع ، وأرضنا ما تزال حتى اللحظة "بورا". الطاقة المتجددة النظيفة ستخفف كثيرا من أسعار الكهرباء والماء ، التي باتت فاتورتهما بفضل ضغوط البنك وصندوق النقد الدوليين على الحكومة لرفع الدعم عنهما ترهق المواطن الأردني ، وستكون منجاة من هاتين المؤسستين النقديتين اليهوديتين العالميتين. أختم بالقول أن الطاقة المتجددة النظيفة هي الأضمن والأكثر فائدة من مشروع الطاقة النووية الذي فرض على الأردن ، ولا ندري حتى اللحظة ما هي الفائدة المرتجاة للأردنيين منه ، علما أن الدول النووية الأصلية تقوم بالتخلص من مفاعلاتها النووية ، تحسبا للكوارث المنتظرة "تشيرنوبل وديمونة نموذجا ".
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-المحرر - ..سيمون بوليفار
-
الشراكة السياسية في الوطن العربي
-
دول الشرق الأدنى تؤكد على ضرورة إحلال السلام لمحاربة الجوع
-
المدير العام للفاو: حيثما يوجد جوع لا يمكن أن يتحقق السلام ا
...
-
المؤتمرات الإسلامية – المسيحية ..العودة إلى جذور المحبة
-
خلال المؤتمر الإقليمي الثالث والثلاثين للفاو لمنطقة الشرق ال
...
-
ستيلّا
-
-الفاو- تسعى لتوسيع نطاق مبادراتها الإقليمية الثلاث للتصدي ل
...
-
كلمة المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المت
...
-
المبادرة الإقليمية حول ندرة المياه
-
السلام على السودان وأهله
-
محاضرة حول الأزمة اليمنية والسيناريوهات المحتملة لعبد الناصر
...
-
الشجاعة والإقدام: المفكر الاستراتيجي عبدالله التل -أنموذجا ً
...
-
قوانين للعمل الإغاثي الخليجي والعربي لتلافي -عشوائية التنفيذ
...
-
افريقيا المتأسرلة..أين العرب؟
-
الدراجون الأردنيون إكتشاف جنان الأردن
-
اختتام مؤتمر -الاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم: إصلاح وت
...
-
-التعويض -مقابل السلام
-
المؤتمر الدولي الخامس للعلوم الإنسانية يبحث الاتجاهات المعاص
...
-
عبد الفتاح مورو ..الداعية التي نريد
المزيد.....
-
لحظة تصدي رجل هارب لشرطي أمريكي أدخلته في حالة حرجة.. شاهد م
...
-
بروتوكول تعاون عسكري بين مصر والصومال وسط خلاف بين مقديشيو و
...
-
برلين تؤكد أن التحقيق في تفجير -السيل الشمالي- لن يؤثر على ع
...
-
نائب نمساوي يدعو إلى وقف المساعدات لأوكرانيا بسبب تورطها في
...
-
سامي الجميّل في بلا قيود: تطرف حزب الله وإسرائيل يصعب إيجاد
...
-
إيران: إصابة أم بالشلل النصفي بعد إصابتها برصاص الشرطة بسبب
...
-
فلسطيني يستخرج شهادة ميلاد توأمه.. ويعود ليجدهما مقتولين مع
...
-
عدد القتلى في غزة يقترب من -40 ألفاً- منذ بدء الحرب، ووزير إ
...
-
لإفساح المجال لوجوه جديدة في اليابان.. كيشيدا يعلن عزمه الت
...
-
زيلينسكي: قواتنا أسرت أكثر من 100 جندي روسي في كورسك صباح ال
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|