|
الشرق الأوسط .. مستعمرات حديثة
صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)
الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 18:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في القرن التاسع عشر والقرن العشرين كانت دول الشرق الأوسط مستعمرات للغرب .. كانت من ضمن السبل المعوجة للحصول على المواد الخام اللازمة للنهضة الصناعية الحديثة في أوروبا .. هذا الاستعمار كان واضحاً بموجب استخدام القوة وفرض الوصاية على تلك الدول بجيوشهم الاستعمارية .... نستطيع الآن أن ندرك أن هذا الاستعمار قد عاد على تلك الدول ببعض المنفعة .. أي أنه فتح نافذة الحضارة على دول الشرق الأوسط التي أغلقت بفعل الخلافة العثمانية المظلمة ... لكن الاستعمار يبقى استعمار .. يبقى سلب للموارد .. سلب للحريات .. وإرساء القمع والظلم .. أين كانت حجمية المنفعة العائدة نتيجة طبيعية لسعي المستعمرين على استجلاب مظاهر حضارتهم إلى دول مستعمارتهم لتساعدهم على استكمال استعمارهم فهم مستعمرين لحرية أوطاننا .. ناهبين خيراتنا ... في عام 2008 وفي أزمة الغرب الاقتصادية الطاحنة التي بموجبها تطيح بكل أنظمتهم الاقتصادية وبالتالي السياسية أزعم أنهم رأوا أن الحل في اعادة الاستعمار .. في سلب موارد تلك الدول الغنية التي يحكمها حكام أغبياء وشعوب من منعدمي الثقافة والتفكير يستطيعوا التلاعب بعقولهم بكل سهولة ... في هذا الطرح الشخصي لا أريد أن أتطرق إلى فحو ثورات الربيع العربي المشكوك فيه .. أعرف أن الوضع كان مؤسف .. أعلم أن حكامنا كانوا أغبياء .. متسلطين وقمعيين .. أثور مع الثائرين وأنشد أنشودة ثورتي في وجه حكامها لا في وجه الوطن .. أسخط على آفة حكام مصر لا على مصريتي .. أؤمن أن التغير لابد وأن يحدث مهما كان المحرك .. لكن كل ماهنالك أنني أشير إلى فيديو وثائقي قد رأيته يتحدث عن دور الاستخبارات الأمريكية في الاستفادة من بعض غباء الحكام في دول أمريكا اللاتينية والتي كانت تتجه بقوة لتنضم إلى الاشتراكية في النصف الثاني من القرن العشرين .. استطاع بعض عملاء الاستخبارات في ذلك الوقت في دعم روح بعض الفئات ضد تلك الأنظمة والتي كانت في طور نجاح .. الأفكار التي تنتقل كالنار في الهشيم أدت إلى اندلاع ثورات عديدة في تلك المنطقة .. سقطت الأنظمة الاشتراكية .. وكان التوجه الجديد داعم للرأسمالية .. لم يتضح أثره الطفيف إلى في القرن الحادي والعشرين .. نجحت أمريكا في ذلك الوقت في التخلص من الدول الاشتراكية التي تحيط برأسماليتها .. ودعمت أنظمتهم الجديدة بالمعونات المالية تارة وببعض القوة تارة أخرى .. لا نستثني سوى كوبا وثائرها جيفارا .... الأن نرى هذا بوضوح أو بمعنى أدق أرى هذا نتيجة لرؤيتني الشخصية بوضوح .. أن الغرب ليحافظوا على استقرار رفاهية أوطانهم لجأوا إلى فكرة السلب والنهب من أوطاننا .. ليس كما في القديم بجيوشهم .. بل بدعم واضح لثورات الشباب الذين بالفعل ثاروا مخلصين لأوطانهم ضد غباء حكامهم وديكتاتوريتهم .. لكن ماأراه الآن هو ما أكد لي صحة التاريخ بتدخل الاستخبارات الامريكية في اشعال ثورات جارتها اللاتينية .. الآن نرى المحاصصة بين أمريكا وروسيا والغرب وتركيا على سوريا النازفة .. محاصصة أمريكية أيرانية بين امتلاك برنامج نووي وتقسيم العراق ... محاصصة واضحة جداً لمن يريد أن يرى في ليبيا دولة البترول في اطار اجتماعات الغرب لحل مشاكلها والتي هم بكل وضوح من تورطوا في حربهم على ليبيا – لا اتكلم على حكام بل على أوطان نازفة - .. وها هو آخر اجتماعتهم في فيينا لبحث الوضع الليبي... ماهذا الفُجر حين يقرر الغرب مصير ليبيا – البترولية - .. ماهذا الفُجر حينما يمنعوا حفتر وجيش ليبيا الوطني من امتلك الأسلحة في مواجهة الجماعات المسلحة التي دعمتها بل وحاربت جانبها في ربيع الدماء ... اليوم أرى أن إعادة الاستعمار لفرض الوصاية ولسلب الخيرات بات أسهل في ظل غباء الشعوب المحتلة في عقولهم وغباء الحكام المحتلين في أرواحهم بشيطان السلطة الأبدية ... لضمان استقرار رفاهية الغرب بعد كارثة 2008 كان لازاماً عليهم وضع أيديهم على كنوز الشرق الغير مستغلة .. وكان استخدام فكر التطرف السائد في عقول البعض من أوطاننا .. واستخدام تلك الجماعات التكفيرية الحالمة بخلافة على منهاج أسلافهم .. هي الوسيلة التي تضمن فرض استعمار في ثوب جديد على موارد أوطاننا .... الكل وقع في الفخ ... مصر كانت على وشك .. الآن تحاول الصمود .. الآن الغرب يحاول أن يعيدنا إلى مسار فوضته باستخدام عقول البعض الساكنة في صرح الغباء ... لا داعي إلى السخرية على فكرة المؤامرة .. كل ماعليك أن تعيد قراءة التاريخ لتفهم .... لكن لا أحد يفهم لأن لا أحد يقرأ ... وهنا ختامي بمقولة الألماني هيجل " أننا نتعلم من التاريخ درساً مهما وهو أن أحداً لم يتعلم من التاريخ " ...
#صموئيل_ميشيل_نسيم (هاشتاغ)
Samuel_Michel_Nessiem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موسيقاي
-
الله واختياراتنا
-
إن عُرف السبب بطل العجب ؟!
-
أنا الكافر
-
لماذا الفداء باختصار (2)
-
لماذا الفداء باختصار (3)
-
سبت النور
-
لماذا الفداء باختصار (1)
-
مزايدات تيرانية
-
سورة القاتلون
-
أحاديث الموت
-
لا هرب (3)
-
لا هرب (2)
-
لا هرب (1)
-
مليكتي
-
عناق شافي
-
أيها الواعظ .. وداعاً
-
أيها الواعظ .. إلى اللقاء
-
الإله الفاني
-
لقاء عند بحر طبرية
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|