أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لعنة الله














المزيد.....

لعنة الله


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 16:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعلمنا ونحن في مدارس الحكومة وفي مجالس الأهل والأقارب والتي يقال عنها ( المجالس مدارس) تعلمنا وتفقهنا بأن الله يلعن الناس, حتى أن الأهل كانوا وما زالوا يقولون للذين يغضبون منهم (روح الله يلعنك) أو (الله يلعن ...د....ك), وكل يوم نسمع من مكبرات الصوت كلمات مثل ( أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون...لعنة الله عليهم...لعنهم الله بالكتب السماوية), واللعن والسب والشتم في ديانتنا الاسلامي عندنا مثله مثل شرب الشاي والقهوة أو الدخان, اللعن عندنا في المجتمع الإسلامي عندنا عادة يومية يمارسها الناس كما يمارسون شم الأكسجين وكما يمارسوا شرب الماء أو المشروبات الباردة, فكلمة (الله يلعنه) أو كلمة (الله يلعنك) يقولها القائل بكل برودة أعصاب وكأنه طبيب جّراح بريطاني, الناس في مجتمعنا من السهل عليهم أن يلعنوك أو أن يلعنوني أو أن يلعنوا أمي وأبي وجدتي أو جدي, نسمع كلمة اللعن وكأننا نسمع كلمات الشكر والحُب والعرفان في المجتمعات المتقدمة, اللعن نسمعه في المجتمع العربي الإسلامي كل ساعة وكل دقيقة فمن الممكن أن تدخل الدكان أو متجرا لبيع الملابس وتسمع كلمة (الله يلعنه) أو كلمة (عليه لعنة الله), وهذا شيء طبيعي أن نستمع للعن في الشوارع والمقاهي لأننا اصلا نقرأ هذه الكلمة في القرآن, يعني إذا بالمساجد ودور تحفيظ القرآن والمدارس والجامعات نسمع كلمة اللعن! فكيف مثلا لا نستمع لها بالشوارع والطرقات الضيقة!!؟.
ولست أدري وهذه ثقافة مستقاة من القرآن كيف الله يلعن ويشتم ويسب؟ هذا لا يدخل العقل والمخ!!هل الله حقود وقلبه مريض؟ مستحيل, الناس أحرار بتصرفاتهم وإن كنت أنا مخطئ فالله يوم الدينونة هو من يحاسب الناس, ولكن أن نقول بأن الله يلعن البشر فهذا غير عقلاني, وإذا تعارض النقل مع العقل فالأولى أن نأخذ بالعقل ونترك النقل, وهنالك من لهم رأي بعكس هذا الرأي وهذا بحد ذاته اختلاف في وجهات النظر لا يستدعي من الله نفسه صاحب الجلالة أن يشتم ويسب.
تعلمنا تعاليم حقيرة ومغلوطة وفهمنا وحفظنا عادات سيئة لا ترقى إلى مستوى الإنسان المدني المتحضر المعاصر, تعلمنا صفات عن الله لا يمكن أن تكون هذه الصفات إلا في قلوب الحاقدين والمرضى نفسيا والكارهين للجمال وللحرية التي سقفها السماء, تعلمنا أن الله له أعداء وله خصومات مع الناس, تعلمنا أن الله يكره بعض الناس ويعشق البعض الآخر, تعلمنا أن الله عنصري وفئوي يرزق بعض الناس والبعض الآخر لا يرزقهم, تعلمنا أن الله يلعن ويشتم هو ونبيه وملائكته المرأة التي يدعوها زوجها للفراش وتأبى حين تكون متعبة من ظروف العمل أو المشاكل النفسية, غير أن الحقيقة والملاحظة والتجربة تقول غير ذلك, الملاحظات والدلائل والإشارات كلها تقول أن الله محبة وأن الله حنون وأن الله غفور رحيم يشرق شمسه كما قال الإنجيل على الأشرار والأخيار, يطعم القوي ويطعم الضعيف, ليس له أعداء أو ثارات قبلية ولا ينصر قبيلة على قبيلة أخرى, تعلمنا من الحياة والإنجيل أن الله يطعم الحشرات والدواب, البقر والحمير والتيوس فكيف لا يطعم أبناءه وكل الذين ليشتهوا أن يلمسوا الثقوب التي في يدي ابنه الوحيد بالجوهر وبالروح القدس, الله متعاطف معنا نحن البشر صاحب وجه حنون وليس عبوسا, الله محبة لا يلعن ولا يشتم ولا يسب ولا ينتقم من أعدائه لأنه أصلا وأصلا وأصلا ليس له أعداء بتاتا, يعطي الكبير ويعطي الصغير, وليس شرطا أن يعطينا المال, فمن الناس من أعطاهم الصحة وطول العمر وأخذ منهم المال والجاه والسلطان, وهنالك من أعطاه المال والجاه والسلطان وأخذ منه الصحة, وهنالك من أعطاه الجاه والسلطان والصحة ولكنه أخذ منه راحة النفس والبال, فكم من أصحاب الملايين الذين انتحروا بسبب سوء الصحة النفسية, الله يا جماعة الخير يعطي الناس بحسب غناه بالمجد وذلك ليس على الله بكثير, الله لا تفوته فائته, الله لا ينسى أحد من فضله, نحن نصلي له ونطلب منه ولا نطلب من الناس وهو الذي ييسر الناس للناس حسب رغبته, الله غني معه المال والجاه والسعادة والسلطان والحزن ومعه الفرح, يعطينا شيئا ويأخذ بمقابل ذلك مننا أشياء أخرى ويعطيها لغيرنا, والمفروض أن نقتنع بهذا الإله الذي يشرق بشمسه على الأشرار والأخيار والصالحين والطغاة والعادلين والمفسدين, الله يعطي الأولاد لنا ويعطي المال لغيرنا أو الجاه والسلطان ولا يعطيهم الخِلفةَ والإنجاب, الله لا يلعن ولا يسب ولا يشتم ولا يحقد على أحد, الله ليس كائنا بشريا له أعداء بل يعطي بحسب غناه بالمجد والذين ليسوا مسيحيين نجدهم مسلمين والذين نجدهم بوذيين نجد أن الله يعطيهم حتى الملاحدة يعطيهم لأنه وحده من يعلم بقلوب الناس وما يفعله الناس, فما الفائدة من رجل ثري وغني المال يصلي ويصوم ويدخل المسجد أو الكنيسة وبنفس الوقت لا يطعم أخاه الجائع ويلعن ويسب وهو معتقد بأن الله يلعن ويسب معه ويشتم الناس, فهل الله سبّابٌ وشتّامٌ؟.
تعلمنا أن الله يلعن أبا جهل ويلعن أمية ويلعن كل من ليس على دين محمد أو الدين الإسلامي, ويلعن المرأة التي ترفض مضاجعة زوجها, يلعنها هو وملائكته وهذا غير مقبول عقليا ولا يصدر إلا عن الذين لا يتسع صدرهم لسماع الرأي والرأي الآخر.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والواقع
- اليوم عيد ميلادي أنا الشهيد الحي
- الذين باعوني بمقابل وبدون مقابل
- أين خبأ محمد وأبو بكر الجمل في قصة غار ثور؟
- نعمة الله 2
- أعداء الله
- تقديس الحروب وإخفاء فظائعها
- التفرقة العنصرية في الدول العربية
- سيكون لكم في هذا العالم ضيق
- القديس آندراوس صاحب المروءة
- اعتراف بالخطية
- كل عام والمجتمع المسيحي بخير
- رجال الدين ليسوا نصابين
- يعبدون الله ويكذبوا عليه وعلى المستهلك
- مكافحة الإسلام,ردا على مقالة الزميل: نبيل العدوان, بعنوان:تر ...
- جنون حديث
- عيد الحب 2
- جنّي يعشق امرأة عربية وجنية تتزوج من رجل عربي
- قصيدة إلى الشاعر العربي الكبير: حيدر محمود.
- المسلمون على النت وعلى أرض الواقع


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لعنة الله