أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا ناصر الدين - الخوف وحش مفترس















المزيد.....

الخوف وحش مفترس


دينا ناصر الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 13:47
المحور: الادب والفن
    


الخوف وحش شرس يذل الأعناق -أنيابه حادة جدا يمزق كل ما يتمكن منه - لونه أعتم من ظلام بليلة لا يضيء فيها قمر - وجسده يملؤ أعيننا رهبة فلا نكاد نرى سواه حينما يتمكن منا-- وإذا أصبحنا بين فكيه فلن تأخذه بنا رحمة وسيفترس فينا كل ما تلمسه يداه وتراه عيناه - قوي يجرنا نحو الموت ويقتل فينا الإحساس بالحياة قبل أن تفارقنا الروح -فنصبح بحياة دون طعم أو لون حتى نفقد الرغبة بالبقاء - وهو من أكبر أعداء الإنسان وأكثرهم شراسة .
وللخوف أشكال وأحجام كثيرة وهو نوعين = خوف طبيعي إلى حد ما يشعر به كل الناس وقد يكون نافعا في كثير من المواقف التي تبعث إلى الحذر والإنتباه ومنه خوف محمود ذلك الذي يأخذنا للخوف من الله في جمال محبته -ويبعث بنا إلى تهذيب النفس والعبودية والاستسلام لله -وجمال طاعته . وأما الخوف السلبي فله أشكال و منها الخوف من الموت والمرض والمستقبل والفشل و وكل ما يشابهه من خوف يحمل خطرا يهدد الإنسان -وأما النوع الثاني فهو خوف غير طبيعي إنما فاق الحد حتى أصبح متكرر ومستمر يسبب للإنسان الفزع فيؤدي إلى تغيرات فسيولوجية تهيء الجسم لمواجهة الخطر أو الهروب منه -و يؤثر الخوف بشكل كبير على حياة الإنسان فيصبح معيقا لحيات وراحته ونومه ومنه ما يشكّل خطرا على حياة الإنسان ومنه ما لا يشكل خطرا حقيقيا إنما هو كالخوف من الليل بلا مبرر هو خطر غير حقيقي وخوف مرضي يحتاج الى علاج
وإن مسببات الخوف كثيرة من أهمها فقدان الإحساس بالحب والانتماء والأمان والاحساس بالخطر والوحدة وكذلك فإن دور التربية والثقافة لها الدور الكبير في تنشئة الطفل على أن يكون قويا أمام الخوف أو ضعيفا وأن قصص كثيرة قد تؤثر بالطفل بشكل سلبي فتجعل منه هشا امام شبح الخوف ويبقى الخوف مسيطرا عليه حتى يكبر كقصص الجن والاشباح و مشاهدته مناظر العنف والقتل والوحشية و ما الى ذلك مما يرعب الطفل من العتمة والمجهول وكثير من الامور الاخرى الغامضة -والى جانب ذلك فان لقصص الماضي والتجارب الحياتية دور في احداث الخوف فتترك تلك التجارب اثرا سلبيا في الانسان و يبقى معه ويتحول الى خوف دائم من شيء ما حدث له في السابق ويخشى ان يتكرر -ولا بد ان نذكر بان الخوف وباء معدي في كثير من الاحيان فان الطفل يتاثر بمشاعر امه اذا ما ابدت خوفا من شيء ما كالحشرات فانه ربما يتعلم منها الخوف وكذلك الخوف على اطفالنا بشكل مبالغ فيه يعلمهم ان يخافوا على انفسهم فهم يقرأون تعابير وجوهنا جيدا حينما نخاف ويتعلمون الخوف والقوة فلنتحكم بتصرفاتنا امام ابناءنا ونسيطر على تلك المشاعر السلبية امامهم ونظهر لهم القوة والمواجهة لنعلمهم التحدي .
وان كبت الخوف للتخلص منه مشكلة حقيقية تجعله يكبر باعماقنا اكثر وسوف نتعثر به في خطواتنا وهو بدوره سيجلب لنا امراض داخلية يصعب التخلص منها -فيصرخ بداخلنا الوجع بصوت عال ونتجاهله فيسبب لنا كثيرا من الالم الذي يلفنا بالخطر -ويجعل صباحنا حزن ومساؤنا يأس وايامنا آهات - ويسود القلق والتوتر والأرق والذعر بداخلنا إذا استسلمنا له -فيسرق باحتراف كل أحلامنا وطموحاتنا ويرحل بها بعيدا ويسلب منا كل شيء جميل ويتركنا بصمت مؤلم ترج باطرافنا وتتعرق أجسادنا وتتخابط دقات قلوبنا بصوت عال يصرخ بكل الألم فينهك قوانا ويرهق أرواحنا ويجف الحلق فينا ونفقد الشهية -ويتركنا منهكين بصداع قوي وهو يضحك بخبث .
ليس علينا ان نستسلم يوما فالتحدي هو طريق يخرجنا من بين فكي الخوف واذا ما نظرنا الى السماء فسوف نستمد نورا من نور الله نرى فيه كل شيء بوضوح اكبر وتزول تلك الظلمة التي احاطنا بها وحش الخوف لينتصر علينا وسوف يمنحنا ايمان قلوبنا بان الحياة والممات بيد الله قوة عظيمة ---وطاقة لا تنفذ --ويهدينا صبرا يخفف من اوجاعنا حينما ندخل معركة التحدي لنهزم الخوف وننتزعه من قلوبنا --فنبدا بتغيير الافكار السلبية التي تسيطر علينا واستبدالها بايجابية ومن هناك نبدا وستكون اول خطواتنا ثقيلة جدا - تحمل معها ألم كبير في الوقوف امام وحش كاسر يتطلب منا الصمود والتحمل وتكرار المحاولة وعزيمة قوية تاخذ بنا الى الحياة الجميلة التي تخلو من الخوف .
يجب ان نعرف ونحدد مخاوفنا ونكون صادقين مع انفسنا كي نحدد موقع عدونا ونبدا باعداد الخطة مع تحضير خطط بديلة نعود اليها في كل مرة ينهكنا الفشل فنعود لمنطقة امان نبدا بها من جديد حتى ننجح وربما ننجح من الخطوات الاولى فلا يجب ان نيأس - ولا يجب ان ننسى بأننا نحن الطبيب الامهر لانفسنا وقد يعيننا احيانا بعض الاطباءوعالمي النفس بشيء من نصيحة وارشاد اذا ما استطعنا ان نواجه انفسنا لوحدنا ولكنني اؤمن ان الانسان هو الطبيب الاول لنفسه ودون الارادة الذاتية لن يجدي شيء .
يجب ان نفعل تلك الاشياء التي نخافها -يجب ان نقترب منها ونواجهها ونحتمل الالم الذي تسبببه لنا حتى نتخلص منها بعد ذلك -ونكرر -ونقترب - ونتألم- ونعود- فناخذ قسطا من الراحة -ونسترخي -ونستجمع قوانا وافكارنا -ثم نحمل عزيمتنا مجددا ونحاول من جديد حتى ننجح- نعم سنكون اقوياء جدا لاننا نحاول ونتحمل الالم --وسنطرد تلك الافكار السلبية التي يجلبها لنا الخوف وسنفكر بشيء واحد فقط هو كيف سننجح ونرى في مخيلتنا تلك الصورة قبل ان نصلها ونتخيل باننا تخطينا الخوف - ستربكنا تلك الاعراض التي سوف يلحقنا بها الخوف وستزداد دقات قلوبنا ونتوتر ونشعر بشيء مؤلم ونخرج من المحاولة مرهقين وقد نصاب بصداع ولكن لن ننسى ان تلك الاعراض ستزول في كل مرة وتخف مع المحاولة المكررة لاننا سوف نعتاد عليها وهي لن تقتلنا كما سيفعل الخوف اذا ما استمر -واحب أن أذكر هنا مقولة لنجيب محفوظ تحكي أن الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة وأن تلك العبارة تعني ان علينا ان نقاوم لنعيش فالخوف هو الموت الحقيقي بما يعني حياة بلا حياة.
سوف نكون من هؤلاء العظماء الذين تحدوا الخوف بأنفسهم وكتبت عنهم السطور وسنكون عظماء في أعين أنفسنا -وسنتعلم كيف نكون كذلك -وكيف نفعل ذلك - نعم سوف نقرأ -و نتعلم -وننفذ -وسوف نسمع تجارب الاخرين الإيجابية ونأخذ ارشادات العقلاء والعلماء ونستمد الود والامان من احضان المحبين والمقربين --وان لم يتوفر لنا كل ذلك الخوف فلن ننسى ان نور الله سيضيء لنا الطريق نحو غد اجمل واكثر اشراقا .



#دينا_ناصر_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد
- لا تعبث بمشاعر امرأة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا ناصر الدين - الخوف وحش مفترس