أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - شارع المتنبي يتكلم سياسة














المزيد.....

شارع المتنبي يتكلم سياسة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5162 - 2016 / 5 / 14 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شارع المتنبي يتكلم سياسة

بقلم اسعد عبد الله عبد علي

اتفقت مع صديقي الكاتب حيدر حسين سويري, للانطلاق نحو شارع المتنبي, فالجمعة هو موعد البغداديين في شارع المتنبي, مع إنه كان يوما حارا, لكن كان يجب فك حصار الروتين الأسبوعي, برحلة خارج نطاق الملل, وصلنا مبكرين جدا, فيبدو أن الحر قد منع الكثيرون, من مغادرة البيوت, حيث فضلوا الخلود للراحة, بدل الوقوع تحت حرارة شمس أيار.
توقف صديقي "سويري" عند ساحة الميدان, حيث تتحول الساحة يوم الجمعة لسوق, فيأتي الناس ليبيعوا ما لا يحتاجوه في بيوتهم, لغرض كسب مبالغ تعينهم في توفير حاجات بيوتهم, فهذا يبيع كتب قديمة, وذاك معالق, وأخر يبيع أحذية مستعملة, كل همهم الحصول على مبلغ, يرجعون به لبيوتهم, كي يستطيعوا شراء الخضار لأسرهم, فهل يفهم الساسة "النبلاء جدا جدا", حجم ما فعلوه من جريمة بحق الشعب, بلد يكاد يدمر, بفعل الإدارة الفاشلة له.
كانت لي حركة كبيرة في شارع المتنبي, لكن ثلاث محطات استوقفتني, وهي خارج برنامج الندوات والنقاش, لما وجدته من أهمية وقيمة عظيمة لها.

المحطة الأولى : "الفلافل".
كان العمل الأول المهم, الذي يجب أن أنجزه, هو أن أسرع لمحل الفلافل, الواقع في شارع الرشيد, كي أتصبر بلفة الفلافل, لباقي نهار المتنبي, فالجوع لا يرحم, والفلافل تتناسب مع رصيدي المالي, فنحن من ذوي الدخول المحدودة, بحسب قانون الرواتب الظالم, الذي أسسه النظام الديمقراطي, والذي يجيز للبرلماني استلام 40 مليون دينار, عن جهد تافه, لا يساوي خمسون ألف دينار بميزان العدل, وبالمقابل فرض القانون الظالم لي ستمائة إلف دينار, فانظر للبون الشاسع, أننا في بلد الشياطين, وليس السياسيين.
وأخيرا وصلت, لمحل الفلافل, حيث يقدم فلافل من عالم أخر, تغنيك عن أشهى المأكولات, ففي حضرت الملكة ((الفلافل)), من المستحيل أن تفكر بشيء أخر, مثل الكباب أو الشوارمة أو حتى "الباجة", فان للفلافل هيبة شديدة, ولن يفهمها ألعبادي أو خضير الخزاعي او حتى المطلك, لأنهم سجناء حصونهم النتنة.

المحطة الثانية :"أفكار الشاب جاسم" .
الشاب جاسم جاء بفكرة كبيرة, غابت حتى عن وزارة الثقافة " الوزارة البائسة جدا", حيث قرر هو أصدقائه, جلب مجموعة كبيرة من الكتب, بشتى صنوف المعرفة, وعرضها للتداول والتبادل وليس للبيع, حيث رفع لافته باللهجة العراقية ( اخذ كتاب, وخلي كتاب), أي يمكن لأي شاب أن يأخذ أي كتاب يعجبه, بشرط أن يضع مكانه كتاب, أي أنها عملية تبادل مجانية للكتب, أنها فكرة كبيرة, والأجمل انه سعى لتنفيذها مع أصدقائه, لمساعدة من يصعب عليه الحصول على كتاب, حتى إنني استبدلت رواية المرسال لماركيز بمجموعة قصصية لعلي جابر, هكذا أفكار يجب أن تكبر, ويشجع عليها الشاب جاسم, وان تحتضنه المؤسسات, لان جاسم يفكر, بعكس الخبراء والمستشارين في وزارة الثقافة.
فكرة أعظم من وزارة بكاملها, لأنها تنفع الناس, وتسهل عليهم الحصول على الكتب, والكتاب هو طريقنا لعبور أزماتنا.

المحطة الثالثة: "الحاج المسن, بائع عصير ألنومي بصرة"
قرب بوابة القشلة, يتواجد عجوز سبعيني, بعربته الخشبية, حيث يبيع عصير (نومي بصرة), وقد اهتم بالعربة حيث جعل الزهور تغطي مقدمتها, كتعبير للتحضر, ورسالة لدور العمل الشريف في حياتنا, ومع تعب السنين الظاهر عليه, لكنه يجتهد كي يكسب الرزق الحلال, حتى أصبح علامة مهمة لشارع المتنبي, هذا الرجل الشريف.
بالمقابل نجد برلمانيين اغلب أوقاتهم عطلة, ويتجاهلون عن قصد أقرار القوانين الهامة, وينصب جهدهم في تشريع قوانين تضمن لهم استمرار رغد عيشهم, أو تشريع قوانين سخيفة كقانون الطيور المهاجرة, انظر للبون الشاسع بين العجوز بائع العصير الشريف, الذي لا يأكل إلا من كد يده, وبرلمانيون ببدلات رسمية, وسيارات دفع رباعي, وحاشية وخدم وحمايات, وهم يكسبون المال الكثير, مقابل الدمار الذي نجحوا في تقديمه للوطن.
في ميزان العدل والإنسانية, هذا العجوز أعظم من قادة الكتل, واشرف من وزراء الفشل, وارفع قيمة من كل شخوص البرلمان.

انتهى برنامج شارع المتنبي, وعدنا أنا وصديقي "سويري", عسى أن تتكرر الرحلة قريبا.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دون كيخوته يظهر من جديد
- قناة الشرقية وإثارة الفتنة بين فصائل الحشد الشعبي
- من مزايدات صدام إلى مزايدات 2016
- العمال في العراق, واستمرار ضياع الحقوق
- الدولة العراقية تحارب الفقراء
- النجف تحت تهديد تنظيم داعش
- سعادة المدير العام, الساقط سابقا
- منهج الأمام علي في الإصلاح
- ما بين سياسة الأمام علي, وسياسة الكتل الحالية
- مسرحية البرلمان مع كوب شاي بالحليب
- مبردة مصطفى والبرجوازية السياسية
- العلل الخمسة لعودة القوات الأمريكية للعراق
- سليم واللعب على الحبلين
- العلاقة المحرمة بين داعش والبنوك الأردنية
- الاحتمالات السبعة للانسحاب الروسي
- الطريق إلى الباب المعظم
- فوضى عراقية ستنتج مصيبة
- السعودية, الخطر الحقيقي على المنطقة
- أين الأصلاحيون من قافلة وكلاء الوزارات ؟
- أحداث خان ضاري الأخيرة, مؤشرات خطيرة


المزيد.....




- -حزب الله- يصدر بيانا عن حصيلة لقتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي ...
- انفجارات ضخمة في بيروت بعد صدور أمر إخلاء من قبل الجيش الإسر ...
- طائرة عسكرية تعيد 97 شخصًا من لبنان إلى كوريا الجنوبية
- أوكرانيا تُسقط طائرة حربية وروسيا تدعي سيطرتها على قرية في م ...
- مواجهات عنيفة في وسط الهند: مقتل 31 مسلحا ماويا في اشتباكات ...
- فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص ...
- ترامب يعود إلى بنسلفانيا حيث تعرض لأول محاولة اغتيال
- غارات إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية ...
- عشرات القتلى والجرحى وقصف غير مسبوق.. تحديث الوضع الميداني ف ...
- كاميرا RT ترصد معاناة ذوي الإعاقة داخل خيام النزوح والمستشفي ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - شارع المتنبي يتكلم سياسة