التجربة في رواية -المرآة مسيرة شمس- هديل الحساوي

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5162 - 2016 / 5 / 14 - 00:42
المحور: الادب والفن
    

التجربة في رواية
"المرآة مسيرة شمس"
هديل الحساوي
يقال: "ليس شرط أنت تكتب عن كل شيء"، وهنا المقصود الكتابة عن الأعمال المتألقة، أو عن أعمال من تربطنا بهم علاقة ما، لكن وجدت بأن في هذا الكلام حقيقة ناقصة، وهي ما دورنا نحن القراء حول النصوص المتواضعة؟ هل نتركها بدون تعليق؟، أم من واجب الكاتب علينا أن ننبهه إلى الهفوات التي وقع بها؟، فالكتابة عمل شاق وصعب، فما بالنا بالكتابة الروائية!.
هذا ما دفعني للكتبة حول رواية "المرآة" نص متواضع، ولبس لي أي معرفة بالكاتبة، لا من قريب أو بعيد، كل ما في الأمر أنني حصلت على الرواية من خلال سلسلة عالم المعرفة التي وزعت الرواية كملحق مجاني، في العدد 432، يناير 2016، ولا أنكر بأن صورة الغلاف جذابة، وهذا سبب ثاني للاهتمام بالرواية.
لن اتكلم عن كل ما جاء في الرواية وسأقتصر الحديث عن "فينوس" فقط ربة الجمال عند الرومان، جاء في الروية :
"يا فينوس الحبيبة
... انزلي لماء
انزفي
ارسمي لوحة خضراء من سنابل القمح
ارسمي لوحة من سنابل القمح
ارسمي لوحة حمراء من سنابل القمح
أغرقيني ... أمطري
أحرقيني
اقتليني
برقا ..رعدا" ص24، بهذا المقطع يتأكد لنا ضعف المعرفة عند الراوية بالأسطورة الرومانية، فهي ربة الجمال والحب وليس الحرب، فالراوية اختلطت عليها المعرفة بين الربة "عشتار" أو "أنانا" ربة الحرب والخصب في الهلال الخصيب، وبين الرومان الذي أخذوا من الأسطورة الهلالية جانب الحب والجمال فقط، وتجاهلوا/اهملوا جانب الحرب والخراب من صفاتها، فمن صفات عشتار عن الهلالين:
"عشتار الأم سيدة الكون عنه قائله
"هلم إلي يا جلجامش وكن عشيقي
امنحني بذرة من جسدك
دعني أصبح زوجتك وتكون زوجا لي" بشور ص 215

النص السابق من ملحمة جلجامش يبين لنا صفات الربة "عشتار" فهي سيدة الكون، يبحث عن الحب، وتنشر المتعة بين البشر.
لكنها عندما تثورا وتغضب تكون بهذه القسوة والبطش: "
"" اخلق لي نارا تأكل جلجميش
إن أنت أبيت أحطم باب الجحيم
اكسر المزلاج، تتدفق جموع الموتى
تطغى على الأحياء، أسلط الموتى على الأحياء" فريحة ص 40،

فالكاتبة من خلال ما سبق يتأكد لنا بأنها لا تمتلك المعرفة صحيحة عن طبيعة الأسطورة التي استخدمتها في روايتها، ولم تعرف التفرقة بين الربة "عشتار" ربة الحب والحرب و"فينوس" ربة الحب والجمال.
هناك العديد من الحكايات اقحمت في الرواية بدون أي داعي، وهذا ما جعلها كحشوات زائد، متخمة تضر أكثر مما تفيد، أعتقد كان هناك تسرع في نشر هذا الرواية وكان من الممكن أن تخرج بشكل أفضل مما هي عليه.

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات