أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - آينشتاين النبي ..... مفهوم العقل في العقل















المزيد.....


آينشتاين النبي ..... مفهوم العقل في العقل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 22:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


آينشتاين النبي ..... مفهوم العقل في العقل

سؤال كثير ما راود عقلي وأحاول التملص من الإجابة عليه بحجة أنه من وسوسة الشيطان وحديث النفس الذي لا فائدة منه، مضمونه جدا بسيط ولكنه يفتح على عقلي كل أبواب جهنم إذا كانت جهنم حقيقية وليست من ضمن تخاريف الوعي بها، لو كان أينشتاين هذا العالم الفذ ليس ضليعا بالفيزياء والعلوم الصرفة وبما يملك من عبقرية في تحريك نظام عقله السليم وفكر بالوجود بطريقة تفكير العرفاء والذين يبحثون عن حلول كلية في ما وراء الحجب، هل بمقدوره أن يكون نبيا؟، من المؤكد وبالجزم القاطع نعم بإمكانه أن يبلغ درجات عليا ومنطقية حقيقية في تصوراته لرؤية كونية تتعلق بالإنسان ومصيره وعالم ما قبل وبعد المصير، إنه العقل حين يكون نافذا للدخول في أدق التفصيلات وينتج أعلى مراحل التصور سيكون بلا شك عقل نبي.
كل الدراسات العلمية وبالذات المتخصصة في وظائف الدماغ والعصب الحسي ومنظومة النقل بينهما لا تجزم حقيقة في معرفة كيف يعمل العقل, ولا كيفية تولد المعرفة وأنتاجها ولكن بالعموم تشير إلى وجود أكثر من جهاز يشارك في العملية العقلية, ومن الضروري أن نؤكد أن معلوماتنا الجازمة عن العقل ونظامه العملي لا تتعدى التوقعات بالشواهد من خلال الملاحظة والتجربة، وأن البعض من المختصين لا يرون هناك رابط أكيد بين العقل والدماغ لأن نشير إلى نوع وشكل وطريقة العقلنة، فالدماغ هو جزء بيولوجي مهمته فقط نقل وترجمة وترميز المستشعرات الحسية ومن ثم خزنها وتصفيفها دون أن نحسم علميا كيفية التعقلن وإصدار الأحكام والتصرفات العقلية التي بمجموعها تسمى عقلا.
هنا مثلا تشار مشكلة في تحديد نوع العقل وتقسيماته العملية والعلمية وكيفية التعرف على درجاته ومتدرجاته كي يتم تصنيف الناس أو الأشخاص المحددين والذين يمكن تصنيفهم من العبقرية الفذة التي تعتبر أعلى درجات التعقل ونزولا إلى درجة ما دون العقل البسيط، البعض يخطأ حين يدمج الذكاء مع العقل أو الفهم اللماح مع العقل، العقل كفكرة مجردة قد يتجاوز حدود الإنسان نفسه وقد يكون له أمتداد وتأثر في شكلية الواقع والوجود، فهو نتاج مجموعة من العناصر منها ما هو إنساني كامل بمعنى أنه يمثل كامل الإنسان ومنها ما هو خارجي، فمثلا الأنبياء في الزمن الماضي بالضرورة المنطقية أنهم كانوا أفراد استثنائيون ولدوا في زمن ومكان وحال تتوفر لهم فيها فرصة التأمل العميق للوضع الإشكالي القائم والذي يتطلب عادة حلول ما فوق وبعد المألوف.
نتاجهم مرتبط في البحث عن حول عبقرية لا يجترحها إلا عقل نقي صافي يعمل بكامل طاقته التكوينية في خط وأتجاه واحد كشرط أولي، وعدم إنشغال هذا العقل بقضايا أخرى يمكنها أن تنافس قضية البحث عن حلول كلية أو تزاحم مشروع الرؤية، فيتحول بذلك العقل البشري الذي هو منظومة مركبة ومتشابكة من أجهزة حسية وشعورية وإدراكية وتحليلية وتقريرية تجتمع لتكون رؤية لموضوع ما، هذه المنظومة المتكاملة تحتاج لمنظم مسيطر ومتحكم قادر على أن يلعب دور الموازن الأساس لكل المنظومة، وأيضا يستطيع هذا الموازن من فرض كيفية تكوينية مشروطة بوضع بصمته على كل الناتج العقلي التصوري والسلوكي الإنساني للإستدلال من خلالها عليه، هذا العنصر اللا معلوم ولكنه في الوعي الصوري موجود ومعلوم ومحدد والذي هو بالطبع لا بد أن خارج المنظومة العقلية أصلا، ولكنه محيط بها "هو الرب" الذي يمكنه أن يبلور الرؤية ويعطيها صفة الشكل الذي يختاره هو وليس العقل ولا الإنسان المجرد.
في العودة للسؤال بماذا يفرق آينشتاين إذن عن غيره من الأنبياء مثلا وهو الذي عاش ذات التجربة وبنفس الآليات والمنهج وبنفيس القدرة التحكمية الوازنة للنظام العقلي، أفتراضا لو أن الرجل هذا كان قد سخر عقله والمعطيات التي هو عليها في بلورة الصورة الأحتمالية للعالم الوجودي وكأنه يبحث عن أسرار وخفايا الوجود، من المؤكد سوف يعيش حالة الرب الباعث والنبي المبعوث وأتى بدين يمكن أن يكون مع مواصفات العصر الذي عاش فيه أو انتمى له دينا يتجاوز إشكاليات ما قبل النبوة الحداثية.
هذه النتائج لا بد أن تقودنا إلى سلسلة من الأسئلة وإن أثارها الكثيرون من قبلنا من مفكرين وفلاسفة وحتى رجال دين، هذه الأسئلة تتمحور حول ثلاث نقاط مهمة هي على التوالي:.
• هل هناك فعلا قضية حقيقية تربط الله مع بعض الناس ليختر لهم أن يكونوا سفراء له بالوجود؟، وهل من الضرورة بعد أن أودع في عقولنا هذه الإمكانية النادرة للمعرفة أن يبعث سفير عنه والعقل هو سيد المعرفة وصانعها؟
• إذا كان الله يختار البعض وفق حدود ومقاسات ومعيارية عالية جدا من التفهم والتفطن ويعده وفقا لذلك قبل أن يرسله سفيرا للناس، السؤال هنا ما قيمة الإنسان السوبر المعد أستثنائيا خارج المعتاد الطبيعي ليكون مقدسا بالرسالة أو السفارة وعلينا إتباعه؟، هذا التكليف والتصوير خاطئ وظالم في نفس الوقت، تصنع نموذج سوبر ومن ثم تزوده بالمعرفة العليا وتمنحني عقلا قاصر وتطلب مني أن أكون نسخه أخرى من ذاك أو على الأقل قريب منها أو تعاقبني.
• السؤال الثالث ما حجة النبي غير صورة المنتج العقلي الذي صنعه الرب في داخل المنظومة العقلية؟، بمعنى أن النبي يكلم الناس من خلال الرب الذي يوازن له المنظومة العقلية والتي يعي وجوده ولكنه لا يحيط به إحساسا ولا ولقعا فيعزي كل ذلك لقوة فوق المتوقع والمعقول، ثم يمنحها صفة الاله لأنه لا يعرف غير أن هناك قوى أو كائن أو شعور بوجوده لكنه ضبابي ومبهم وأحيانا فوق الخفي.
الأجوبة على هذه الأسئلة وغيرها لا يمكن الاطمئنان لها بأنها حسمت الموضوع سلبا أو إيجابا على نحو ما أو على فكرة ذات أبعاد واقعية تصمد أمام خوف الإنسان من المجهول، القضية إذن أكثر تعقيدا في نتائج القبول بالجواب أو من الأصل الأفتراضي عندما نثير ونستفهم ونحرك العقل بالسؤال وأنتظار الجواب، الحقيقة أن الإنسان بالقوة الطبيعية ورث الخوف من الغيب كأحد الصفات الأنتقالية الخاضعة بدورها للتأثر بالبيئة والمعرفة، وأيضا ورث عوالم القلق الداخلي من أن يكون على خطأ أو على صواب وخاصة حين يفقد الدليل الحاسم لها، هذه النقطة هي مرتكز التعكز التي كثيرا ما ركز عليها أصحاب النبؤات والرؤى الفكرية الخاصة بالدين أو التدين، كما ركزوا على أهمية مداعبة الميول الإيجابية عند الإنسان وخاصة في زرع مفهوم الحلم بالجنة والعودة إلى السعادة الأبدية اللا متناهية.
العجيب في الأمر بالرغم من تأريخية الدين والأديان وأبدية العقل الإنساني وتطوره بشكل عام وليس كأفراد اكتسبوا صفات العبقرية بظروف ممايزة خاصة، إلا أن السؤال الأول لم يجد إجابته بعد ولم يعط أي دين أو نبي ولو خطوط عامه عنه كي نفهمه أو على الأقل نحاول أن نتفهمه وهو السؤال الحائر دوما، أين الله في وجوده؟ وأين وجوده في عقل الإنسان العبقري الذي جاء بهذه المفردة ودعانا للتصديق بها ونحن صدقنا وأمنا وتدينا بها ولكن دون جواب، لو أن عالما متخصصا أقام اليوم نظرية على نقطة مفصلية وثم جاء بكل البراهين اليقينية التي تؤكد صحة النتائج التي توصل لها وبموجب قوانين العلم الصرفة دون أن يثبت جوهر النظرية ومرتكزها الأساسي السؤال هنا هل تقبل النظرية بالنتائج دون المنطق مثلا؟
الجواب نعم نقبل بها ولكن نبقى نطالب العلم ليس بالإثبات العام للنظرية بل التحقق من المنطق الأساسي الذي بنيت عليه كل البراهين والنتائج، النبي وكل الرسل يقولون أنهم تكلموا مع الله بواسطة الوحي عدا من تكلم معه بالمباشر، هذا الوسيط الذي نقل رسالة السفارة له هل هو الأخر متميز بنفس صفات الله من حيث عدم القدرة على تحديده وتصوره ورؤيته الحقيقية، المنطق يقول ما يمكن أن يثبت عندك بموجب قانون ممكن أن بثبت لغيرك في نفس الظروف والحالات، الوحي الذي رأه النبي كشخص متمثل بصورة ما لم يستخدم النبي في عملية الرؤيا خوارق الطبيعة الإنسانية مثلا قد يكون رأه بعيون أو بوسائل رؤية لا تتوفر لكل الناس، بل النبي يصرح أنه بشر مثلنا له ما لنا وعنده ما عندنا، إذن ما العلة التي تمنعنا نحن أن نرى الوحي أو على الأقل الأشخاص الذين يمتلكون العبقرية والعقل اللا واقعي بمعنى خارج المألوف الطبيعي كي نصدق بالتالي أن هناك واسطة بين موجود في عالم أخر مختلف وبين وجودنا نحن المحسوم والمجسم.
قد يكون الأمر ليس ذي بال عند البعض الذي يعتقد بصحية الحالة كمجمل مع وجود نتائج إيجابية تساهم في وضع موازين أخلاقية لإعادة التوازن المضطرب بين الإنسان والإنسان، هذا النتاج الإيجابي يلغي أهمية البحث في تفاصيل لا علاقة لها بحياة الإنسان وعلاقته مع الرب أو الله أو القوة العابرة لعقل والمتجاوزة له، إذن ما الضير مثلا أن يكون آينشتاين نبيا مع إمكانية أن يحقق نتائج أكثر تناسبا وقدرة على فتح أبواب الحياة والسعادة مجددا أمام الناس طالما أن التفاصيل لا تعني بقدر أهمية النتائج.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل السياسي في العراق بين المهنية والتلقائية
- العشوائيات السكانية .... القنبلة التي تهدد الأمن الأجتماعي
- القبانجي الليبرالي بزي السلفيين
- العقل في دائرة الروح
- أكاذيب حول موقف الإسلام من المرأة _ الإمامة مثالا.
- الناس على دين ملوكها.
- حكاية الأربعاء
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير ...
- الفوضى الضرورية والفوضى الخلاقة
- نقد التاريخية قراءة نقدية في فكر عبد الكريم سروش ح1
- نقد التاريخية قراءة نقدية في فكر عبد الكريم سروش ح2
- من يطلق رصاصة الرحمة على نظام المحاصصة
- الحياد في قضايا المصير
- المتوقع والمأمول من حراك البرلمان العراقي
- الحرية الطبيعية ومفهوم الوعي بها
- اللعب على المكشوف
- قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير
- وأد النساء في عالم لا يعرف التمييز
- السياديني وظاهرة توظيف المقدس


المزيد.....




- شون -ديدي- كومز يواجه ضحيتين أخريين في لائحة اتهامه
- ترامب يتحدث عن السبب في حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
- رئيس الوزراء العراقي يعلن القبض على قتلة المرجع الديني محمد ...
- معبر رفح: متى تخرج أول دفعة من الجرحى من غزة ومن سيدير المعب ...
- أول ظهور لتوأم باندا نادر في حديقة حيوان في برلين يثير إعجاب ...
- هل خطط المحافظين في ألمانيا بشأن الهجرة قانونية؟
- هل -يستعين- ميرتس بأصوات البديل مجددا؟
- استعدادات لفتح معبر رفح ونتنياهو يهدد باستئناف القتال مع حما ...
- إسرائيل تنفذ ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان وتقول إنها م ...
- -الويب تون-.. قصص مصورة نشأت في كوريا الجنوبية وتتطلع لغزو ا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - آينشتاين النبي ..... مفهوم العقل في العقل