أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وردة بية - ميراث المرأة .. العدالة المغيبة؟














المزيد.....

ميراث المرأة .. العدالة المغيبة؟


وردة بية

الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 14:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لفت انتباهي أخيرا مقال تداولته وسائل اعلام عنوانه:" كيف تفاعل السياسيون في تونس مع "المساواة بالميراث "؟، التقرير حمل صورا رفعت فيها لافتات تحمل عبارة "أنا امرأة ونصف، مش نص امرأة"..
محتوى المقال باختصار يتحدث عن مبادرة تشريعية طرحها نائب تناول فيها موضوع المساواة بين المرأة والرجل في الميراث، وذلك اثر تعالي أصوات مطالبة بتفعيل دستور ما بعد الثورة، الذي يقر بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص ، ليكون الميراث أول افتتاحيتها..
أثار هذا الحدث في داخلي تساؤلا حول سر دفاع رجل عن المساواة في ميراث المرأة ، ومن منبر هيئة برلمانية، كما طاف في تصوري احتمال أن يكون للنائب زوجة حرمت من ميراثها "الكنز"، اذ لا يعقل أن أتصوره وريث ثروة طائلة ، وهو يرافع ليتقاسم ثروته مع أخواته البنات..! الطرح بعيد عن الواقع ، وغارق في الشخصنة ..
قد يقول قائل أن هذا الموضوع حسمه العرف والدين والتاريخ، ولماذا يُطرح أساسا ، في ظروف صعبة ومعقدة ، قد تكون على حساب قضايا أخرى أهم وأعمق ، مثل موضوع المصالحة الوطنية ، وقضايا تحسين الوضع المعيشي والأمني ، خصوصا اذا ما علمنا أن السواد الأعظم من شعوبنا نساءا قبل الرجال ، مناهضون للمساواة بشدة وشراسة.
أعتقد أن الأسس التي نشأ عليها المجتمع القبلي منذ عقود..ليس من السهل أن تتغير بطرح موضوع على قبة البرلمان ، لأن الوضع معقد باعتبار الموضوع من الثوابت العرفية والشرعية والمجتمعية .
والسبب ليس جديدا ، وانما يعود بنا الى الماضي السحيق.
فنظام الميراث عند اليهود مثلا كان يقضي بحرمان الإناث ، إلا عند فقد الذكور، فلا ترث البنت إلا في حال انعدام الابن :
"أيما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه إلى ابنته" . سفر العدد إصحاح 27 : 1-11، ويرجع سبب ذلك إلى النية في عدم إخراج الثروة خارج نطاق القبيلة، وفضل العهد القديم الابن البكر وخصه بنصيب اثنين من الوارثين الذكور لم يترك حرية اختيار الزوج للبنت التي ترث اباها، وهذا يتضح من قصة بنات "صلفحاد" الخمس اللاتي يرجع نسبهن إلى سبط "منسى بن يوسف" عليه السلام ، فقد مات أبوهن أثناء التيه في البرية، فطالبن "موسى "عليه السلام أن يعطيهن نصيب ابيهن في أرض كنعان، فرجع "موسى" إلى الرب ليحكم، فأمر الرب أن يؤول إليهن نصيب أبيهن ، وعندما بلغن سن الزواج أمر موسى بألا يتزوجن خارج سبط "منسي" حرصًا على بقاء الميراث .
وعند الأمم الشرقية القديمة ، فقد كان الميراث عندهم يقوم على إحلال الابن الأكبر محل أبيه، فإن لم يكن موجوداً فالأخوة ثم الأعمام. وتميز نظام الميراث عندهم بحرمان النساء والأطفال من الميراث . بعكس المصريين القدماء، الذين كانوا يتقاسمون الميراث ذكورا واناثا.
في المسيحية لا يوجد نص يشير الى قضية الميراث باستثناء ما نقل عن المسيح أنه عندما جاءه رجل يطلب منه قائلاً:" قل لأخي أن يقاسمني الميراث فقال له: من أقامني عليكم قاضيا أو مقسما انظروا وتحذروا من الطمع "، فالمسيحية لم تأت بشرائع وقوانين بل جاءت بمبادئ عامة روحية وإنسانية ..
العرب في الجاهلية ، لم يكن لهم نظام ارث خاص بهم ،وإنما ساروا على نهج الأمم الشرقية، فالميراث عندهم خاص بالذكور القادرين على حمل السلاح والذود دون النساء و الأطفال.
السؤال الذي يتبادل الى الأذهان هو : لماذا تساوت وجهات النظر جميعها تقريبا في تبجيل الذكور عن الاناث، هل هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، خصوصا اذا ماربطناها بالواقع الذي يجد فيه الوالدان نفسيهما مدفوعان بقوة الغريزة لمنح ارزاقهما وهما أحياء لأبنائهما الذكور أولا ، مع ترك نصيب للبنات؟؟.أم أن الذي تولى أمر التقسيم كان من الدقة والعدالة ما يستحيل على البشر أن يهتدوا إليها ، علميا ومنطقيا؟؟
الإسلام أجاب على هذا التساؤل عندما نظر إلى الحاجة، فأعطى الأكثر احتياجا نصيباً أكبر من الأقل احتياجا فكان حظ الابن مثل حظ الانثيين ، لأن الابن مقبل على الحياة يقدم مهر زوجته ، وينفق على أسرته ، وهو أكثر احتياجا من أخته التي ستصير زوجة تقبض مهرها ، ويرعاها وينفق عليها زوجها . ورغم هذا، يؤكد رجال الدين بوجود أكثر من 30 حالة يكون فيها نصيب المرأة في الاسلام مثل نصيب الرجل، أو أكثر ، مقابل وجود أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف ما يرث الرجل.
الحقيقة المُرة التي تعيشها المرأة العربية والمسلمة في واقع بلاد الاسلام ، تتجاوز بكثير حكم الأعراف والدين والقوانين، فهي لا تورث أساسا ، وان ورثت يطلب منها في أحيان كثيرة ، أن تتنازل عن ورثها لأخيها ، أو يجدون لها حججا واهية للاعتداء على نصيبها ، وفي الغالب تلجأ الى العدالة لنيل حقها من الميراث الشرعي بعد أن تُستنزف ماليا ومعنويا ، والمصيبة أن كل هذا يحدث تحت مرأى ومسمع رجال الدين الصامتين..!
لنقول في النهاية ، طالبوا بالصرامة في تطبيق حقوق المرأة في الميراث على الطريقة الاسلامية أولا، وانظروا الى النتائج قبل أن تطالبوا بحقوق يرفضها المجتمع ، نساؤه قبل رجاله...







#وردة_بية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا سوء فهم أم قطيع..؟
- الجزائر خارج فروض الطاعة ..؟
- وجهة جديدة أم ابتزاز..؟!
- تساؤلات حول فكر ابن باديس..!؟
- وثائق بنما.. ماذا بعد؟؟
- بين الهوية والعصبية خيط رفيع
- الجزائر .. والتحديات الكبرى
- كرامة المرأة أولا
- عكاشة شو
- حرب باراغماتية بنكهة صهيونية .. !!
- هيكل .. -صار لازم أمشي-
- دستورنا لا يُقرأ ولا يُطبق الا...
- ليس بالفايسبوك يُقًيمُ الانسان
- قطاع الثقافة .. والحلقة المفقودة
- فكروا في البديل قبل أن تنقرضوا
- ثورية الوفاء للوطن ..!
- يوم كنا .. كلنا عرب؟!
- تكلم حتى أراك
- جمهورية -الميادين- العربية
- قوم لا يقتنعون الا بما يريدون..!


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وردة بية - ميراث المرأة .. العدالة المغيبة؟