أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام المنفي - - عذرا - لستم خير أمة أخرجت للناس . . . حسام المنفي .














المزيد.....


- عذرا - لستم خير أمة أخرجت للناس . . . حسام المنفي .


حسام المنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 04:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم أن الشعوب و المجتمعات العربية والإسلامية تعج بكثير من الأمراض و الأفات المجتمعية المدمرة مثل الجهل ، الأمية ، الفقر ، انعدام الأخلاق ، العنصرية ورفض الأخر المختلف ، النفاق ، التعصب الديني ، الإستبداد السياسي ، التحرش الجنسي ، الوضع المزري للمرأة العربية والمسلمة....إلخ ، ورغم أن هذه المجتمعات تعاني من مظاهر التخلف التي تبدو واضحة جدا في مجالات عدة مثل العلوم الطبيعية ، الإقتصاد ، الإدارة ، السياسة ، الثقافة ، الفنون ، الأخلاق ( وأرجو أن تضع تحت كلمة أخلاق خطوط كثيرة ). ورغم أننا أصبحنا من أوائل الأمم المصدرة للعنف والقتل والإرهاب ، إلا أننا مازلنا نسمع هذه الجملة التي تبدو ساذجة إلى أقصى درجة إذا ما وضعت تحت مجهر النقد وهي " نحن خير أمة أخرجت للناس " . ولا أعرف على أي أساس من الحقيقة تستند مثل هذه الأفكار الفيروسية التي تعمل على تسطيح عقل المسلم وتغييب وعيه ، والغريب في الأمر أننا يوميا نسمع مثل هذه الكلمات الساذجة دون أن يقف مرددوها ولو لحظة واحدة مع أنفسهم متسائلين ، لماذا نحن خير أمة أخرجت للناس ؟ ، ما الذي قدمناه للبشرية حتى تسول لنا أنفسنا وندعي مثل هذا الإدعاء الخطير؟ ، ما هو حجم اسهاماتنا في تشييد دعائم الحضارة الحديثة ؟ . ولكن للأسف الشديد نحن لم نعتاد على طرح الأسئلة ، بل اعتدنا على تلقي الأجوبة دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث والإضطلاع والتفكير .
وربما يقول أحدكم : أنت محق بالنسبة إذا نظرنا إلى الواقع الذي تعيشه المجتمعات العربية والإسلامية ، وأنه بحق واقع مزري و مخجل إلى أقصى درجة ، وأننا فعلا نرى مظاهر التخلف تحف الأمة الإسلامية بل تتخللها من الداخل ، ولكن أنت تتكلم عن الحاضروتبدو محق في رأيك ، ولكن ربما أغضضت طرفك عن تلك العصور التي كانت للمسلمين والعرب فيها حضارة عظيمة وشامخة ؟ . وأنا في الحقيقة لم أبخس الحضارة الأسلامية القديمة حقها وما قدمته في مجالات الفلسفة والتصوف و اللاهوت (علم الكلام) وعلوم الطبيعة والفنون ... إلخ ولكن في اعتقادي (وربما أكون مخطأ) أن التراث الإسلامي لا يقارن مطلقا بنظيره اليوناني ( مثلا ) فالحضارة اليونانية قدمت للبشرية في مجالات العلوم والفلسفة والفن والأدب والأخلاق ... إلخ أضعاف ما قدمته الحضارة الإسلامية من حيث الكم والكيف معا ، فبأي حق إذا ندعي أننا خير أمة أخرجت للناس . يقول برتراند رسل " وليس منا من لا يعلم ما أداه اليونان في الفن والأدب ، لكن ما أدوه في النطاق العقلي الخالص أشد غرابة مما أدوه في الفن والأدب على عظمته ، فهم الذين اخترعوا الرياضة والعلم والفلسفة اختراعا ، وهم أول من كتب التاريخ متميزا عن مجرد سرد الأخبار ، وهم الذين أرسوا الفكر حرا في طبيعة العالم ونهاية الحياة ، دون أن يغلوا أنفسهم بقيود العقائد الموروثة ، وكان ما صنعوه في ذلك من الروعة بحيث ظل الناس حتى عصور حديثة جدا يكتفون إزاء العبقرية اليونانية بفتح أفواههم دهشة وبالحديث عن تلك العبقرية كما يتحدثون عن ألغاز السحر " تاريخ الفلسفة الغربية . الكتاب الأول ص31 " هذا عن الحضارة اليونانية التي تبعد عن الحضارة الإسلامية ألف عام تقريبا . ولكن ماذا عن الحضارة المصرية القديمة التي أعتز وأفتخر بها كثيرا كوني مصريا ؟ رغم أن الحضارة المصرية القديمة ازدهرت وولت منذ عصور سحيقة إلا أنها خلفت لنا مذاهب أخلاقية غاية في الروعة ، تدل على أن المصريين القدماء كانوا يتمتعون بحس خلقي رفيع المستوى . وفي اعتقادي أننا جميعا لا نختلف قط على أن المصريين القدماء كانت لديهم حضارة عريقة ما زالت تبهرنا وتدهشنا حتى هذه اللحظة ، وإليك بعض شذرات من مذهب الحكيم " بتاح حتب " حيث تعتبر حكم " بتاح حتب " أقدم نصوص موجودة في العالم كله للتعبير عن السلوك المستقيم.
" لا تكونن متكبرا بسبب معرفتك ، فشاور الجاهل والعاقل لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها وليس هناك عالم بلغ في فنه حد الكمال ، وإن الكلام الحسن أكثر اختفاء من الحجر الأخضر الكريم ، ومع ذلك فإنه يوجد مع الإماء اللاتي يعملن في إدارة حجر الطاحون "
" إن المستمع هو الذي يحبه الإله ، أما الذي لا يستمع فإنه هو الذي يبغضه الإله "
" إذا كنت رجلا ناجحا ، وطد حياتك المنزلية ، وأحب زوجتك في البيت كما يجب ، واجعل قلبها فرحا ما دمت حيا ، فهي حقل مثمر لسيدها "
" إن الرجل الذي اتخذ العدالة معيارا له وصار وفقا لجادتها يكون ثابت المكانة " . ( جيمس هنري بريستد . فجر الضمير ص149و150و151 ) .
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول لك ، إن الفكرة الخبيثة تعمل على تدمير العقل مثلها كمثل الفيروسات الضارة التي تعمل على إفساد البدن ، فلا تقبل أو ترفض أية فكرة قبل أن تضعها تحت مجهر النقد والشك والبحث . وهذه الفكرة أو هذا المبدأ ينسحب أيضا على مقالي هذا فقبل أن تتقبله أو ترفضه ابحث واضطلع وفكر ، فهذا المقال بمثابة دعوة للتفكير . ولن أقول لك كما قال أحد أئمة الإسلام " رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب " بل أقول لك " رأيي خطأ يحتمل الصواب ، ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ " .



#حسام_المنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (6)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية - الإرادة الخيرة - عند إيمانويل كانت
- أمرت أن أقاتل الناس
- التنوير
- توماس جيفرسون ونقد الموروث الديني
- دفاعا عن إسلام البحيري
- محمد عبده . رائد الإصلاح الديني في الفكر العربي الحديث
- - الشك -
- ديكارت يشك في الوجود
- نقد التراث الديني .
- مفهوم الفلسفة عند ستولنيتز .
- كل ما أعرفه إني لا أعرف شيئاً .
- لا سلطان على العقل إلا العقل نفسه
- ديالكتيك الفكر الإسلامي
- المدرسة الملطية . أول المدارس الفلسفية عند الإغريق . -مجموعة ...
- أنكسيمندروس [610 - 547] ق.م
- طاليس الملطي . أول الفلاسفة الإغريق
- مدخل الفلسفة اليونانية القديمة . عصر ما قبل سقراط .
- الإضطهاد الديني . وإغتيال الكلمة
- انتكاسة عقل
- جيوردانو برونو . والمحرقة


المزيد.....




- شيخ الأزهر يعلق على الحالة الصحية لبابا الفاتيكان
- فوز التحالف المسيحي المحافظ في الانتخابات الألمانية، وفق تق ...
- الفاتيكان: البابا فرانسيس لا يزال في حالة حرجة جدا
- بيان: بابا الفاتيكان مرهق جدا ويعاني من بداية فشل كلوي
- نتنياهو يحذر دمشق: على الإدارة الجديدة سحب قواتها من جنوب سو ...
- يهود ألمانيا يعربون عن صدمتهم حيال النجاح الذي حققه -البديل- ...
- الشعوب الإسلامية والعربية تعاهد باستكمال نهج الشهيد نصر الله ...
- ++الانتخابات الألمانية ـ تقدم التحالف المسيحي وفق التقديرات ...
- لماذا يخشى المسلمون النقد التاريخي؟
- ++ الانتخابات الألمانية ـ تقدم التحالف المسيحي وفق استطلاعات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام المنفي - - عذرا - لستم خير أمة أخرجت للناس . . . حسام المنفي .