علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 21:12
المحور:
الادب والفن
جزيرة في الفلبين
علوان حسين
القصائد التي أكتبها ليس من بنات خواطري
نورسة لطيفة تأتي الى شرفتي كل صباح
أرمي لها ماجنيته في نهاراتي
وأنا ألتقط الثمار من الأشجار
تـُلَقنّني أشعارها خفية ً عن الآخرين .
التي تحرر صفحة أدب في موقع المثقف
علمت بالسر على طريقتها الخاصة
أعادت لي قصيدتين اشتبهت بأنهما ليستا لي
لمحت خلفهما طيف نورسة ٍ
كانت تصغي لصوت الموج
فلم تحفل بالبحر يتمزق ويهتاج وهو يمتلىء بي
البعض لا تهمه الوردة
المهم أن يشم عطرها
وأنا أسهر الليل كله مرتجفا ً
كوردة مقطوعة من غصنها .
لم تعد كتابة الشعر مغوية
أفكر بالسفر الى الفلبين
أزور صديقي صلاح فائق
ربما يهديني جزيرة أعيش فيها وحيدا ً
السماء هناك خضراء
والقمر على الشرفات والشبابيك
يطوف مثل إله ٍ عاشق
والنساء يخبئن النجوم بين أثداهن
وحين يضطجعن تضاء السماء
من النور المنعكس في أجسادهن
والهواء ينث عطر الأنوثة
في الطرقات قد تعثر على غيمة ٍ
أو امرأة ٍ مبللة ٍ بحلم ليلة البارحة
صرت أشمئز من أشياء وناس كنت أحبهم من قبل
ماغي مثلا ً تلك العاهرة الصغيرة
التي كانت تزورني بعد منتصف الليل لتدخن الماروانا
تتجول عارية ً كأنها في حلم
والقديسة آشلي التي استدانت مني خمسين دولارا ً
لتشعل شمعة ً في كنيسة ٍ لا يزورها أحد
وذلك الخطاط الذي يكتب شعرا ً فصيخا ً
نما كرشه وتوسع
كمقبرة ٍ ازدهرت في حرب
سرق مني مبلغ سبعمائة دولار بأسم صداقة ٍ مزيفة
يعيش في إيري على مايرميه له الصيادون من أسماك ٍ نافقة .
أشمئز من السير في الطرقات من غير هدف
من الدموع التي أذرفها دونما سبب ٍ واضح
من الوطن المعلق في الذاكرة
المحروم من النعمة والأبناء .
أشمئز من حياة ٍ لا تفتح أبوابها لي
من رؤية الضباع وهي تنهش لحم فريستها
وهي لما تزل تنازع الحياة
لأنها تذكّرني بسياسيين نهشوا لحم بلاد ٍ تنازع الموت
تحت صرير أنيابهم الشرسة .
شاعر من العراق يعيش في بورتلاند - مين
[email protected]
#علوان_حسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟