أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العشوائيات السكانية .... القنبلة التي تهدد الأمن الأجتماعي














المزيد.....


العشوائيات السكانية .... القنبلة التي تهدد الأمن الأجتماعي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 01:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك ظواهر أجتماعية بيئية وسياسية تظهر بين فترة وأخرى مرتبطة أما بالتحولات السياسية والأقتصادية أو نتيجة لظاهرة أخرى، هي الفلتان الأمني والسياسي، فكلما كانت يد الدولة تضعف في مواجهة خرق القانون أو تتساهل في نشوء الظاهرة لأنها عاجزة عن أيجاد البديل نشهد زحف سكاني كثيف بأتجاه فرض الأمر الواقع, من هذه الظواهر التي تكررت في تاريخ العراق المعاصر هي ظاهرة العشوائيات السكنية ونشؤها التدريجي ثم المكثف في فترات محددة من التاريخ السياسي للعراق, والغالب في الظاهرة أنها كانت تنشر عادة في أطراف المدن الكبيرة مثل بغداد ومراكز المحافظات الكبيرة والتي تشهد نزوج وهجرة سكانية إليها لأنها تمثل نوع من الأمل للبعض في تحسين وتحسن الوضع الأقتصادي.
لكن بعد أحداث 2003 وما تلاه نرى أن نمط الظاهرة يتغير من حيث خيارات المكان والكيفية التي تتوزع فيها، فقد نشأت هذه المرة في داخل المدينة وفي أطرافها القريبة (الأحياء المأهولة) وأحيانا تتجاوز وتتعارض مع التصميم الأساس للمدينة بأعتبار أن التصميم الأساس قانون نافذ لا يمكن مخالفته ولا تعديله إلا بإجراءات أضافية, والأغرب أن أصحاب وساكني هذه العشوائيات يشكلون اليوم ما يشبه القوة المتمردة على قوانين الدولة وعلى حقوق ملاكي الأرض ممن لهم حق قانوني على ممتلكاتهم يتمثل في الالتجاء للقوة وأحيانا للسلاح بدعم بعض الأحزاب المتنفذة, والغريب أيضا أن السلطة والقانون الآن عاجزين تماما أو لا يملكون الحرية في تطبيق القانون وقرارات القضاء، لأن البعض من الأحزاب السياسية والتي لديها أجنحة عسكرية تتغلغل داخل أواسط هذه المحميات بحجة حمايتهم من القانون ومن الدولة مما شكل لهم بيئة حاضنة طبيعية.
هذا الحال الشاذ يمثل نوع حقيقي من أنواع التهديد الأجتماعي للسلم الأهلي وأنتهاكا للقانون ولحق المواطنين في غياب رؤية وطنية حقيقية وعلمية لمعالجة تدور الوضع الأقتصادي والمعيشي والسماح للمليشيات المسلحة أن تعمل بحرية للفتك بالدولة، كما أنه يمثل القاعدة التي ينطلق منها الخلل بين ثقافة المدينة التي تبنى على قيم العلاقات الناشئة عن العمل والوظيفة والتحرر من سطوة القبيلة والقرية، فيما يحمل الوافد كل أشكال التناقضات والتنازع بين قيم مضطربة ومتوارثة على أنها تمثل خيار مناسب لمجتمع صغير ومنغلق ينعكس سلبا على طريقة تعامل النازح مع جيرانه الجدد وبيئته المستحدثة.
هنا نحن لا نلوم المواطن ولا نلقي عليه الذنب في إحداث الخلل البنيوي الغير طبيعي للمدينة ونسيجها الحضاري والأجتماعي، الإشكالية سببها خلل في التفكير الاستراتيجي والتكتيكي للدولة وأجهزتها من خلال عدم أهتمامها بالقرية وبتوفير وسائل الأنتاج التي تجعل من الفلاح والمزارع أكثر إلتصاق بأرضه لأنها تمثل البيئة الأمنة له من جميع النواحي، إضافة إلى عدم توفير البيئة الخدمية ووسائل العيش الكريم في المجتمعات الأصلية للنازح الذي من حقه الوطني أن يتمتع بنفس الخدمات التي توفر لأبن المدينة، فكلاهما مواطن وله نفس الحقوق كما عليه نفس الواجب.
كما أن النظام السياسي الحال ومن قبله كل الأنظمة المدنية قامت على ظاهرة تتمثل في سيطرة عناصر قبلية على مفاصل مهمة في الدولة، هذه العناصر وفي شعور نفسي بأنهم غرباء أو يشعرون بالغربة في أجواء المدينة يعمدون على تهجير البعض من أقاربهم وعوائلهم إلى مفاصل مهمة في جوانب المدينة في محاولة للشعور بالعزة والقوة، يصاحب عادة مجيء هذه العناصر باصطحاب مجموعات خدمية أخرى أو هجرة مجموعات قريبة منهم في محاولة منهم لتحسين مواقعهم الأقتصادية والأجتماعية، ما لبثت هذه العناصر بعد أن أستقر بها الوضع في المدينة أن ترسم واقعها الذي عاشته في الريف أو القرى البعيدة في محاولة إحياء ذلك الواقع وبإصرار عجيب على قرينة المدينة، حتى تحولت المدن الكبرى أثر هذه الممارسات الثقافية إلى قرى مترامية الأطراف تحكمها العشائر والسنن القبلية بدل القانون وواقع وطبيعة نظام العمل وكيفية توزيع السلطة وتمركزها بيد الموظفين المدنيين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبانجي الليبرالي بزي السلفيين
- العقل في دائرة الروح
- أكاذيب حول موقف الإسلام من المرأة _ الإمامة مثالا.
- الناس على دين ملوكها.
- حكاية الأربعاء
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير ...
- الفوضى الضرورية والفوضى الخلاقة
- نقد التاريخية قراءة نقدية في فكر عبد الكريم سروش ح1
- نقد التاريخية قراءة نقدية في فكر عبد الكريم سروش ح2
- من يطلق رصاصة الرحمة على نظام المحاصصة
- الحياد في قضايا المصير
- المتوقع والمأمول من حراك البرلمان العراقي
- الحرية الطبيعية ومفهوم الوعي بها
- اللعب على المكشوف
- قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير
- وأد النساء في عالم لا يعرف التمييز
- السياديني وظاهرة توظيف المقدس
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العشوائيات السكانية .... القنبلة التي تهدد الأمن الأجتماعي