أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - المبادرة الفرنسية تكشف بؤس الدبلوماسية الفلسطينية















المزيد.....

المبادرة الفرنسية تكشف بؤس الدبلوماسية الفلسطينية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 14:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا ننكر أهمية العمل الدبلوماسي والشرعية الدولية حتى نحافظ على حيوية القضية الوطنية واستمرارها حاضرة في الوجدان الدولي وحتى لا يتم نسيانها في ظل الفوضى التي تعم المنطقة ، ولا نبخس من قيمة الجهود الدولية الحثيثة للرئيس أبو مازن للاشتغال على القضايا الكبرى كالدولة والقدس واللاجئين ، ولكن الدبلوماسية أداة وجزء من استراتيجية وطنية شمولية ، ولا توجد دولة في العالم أو حركة تحرر وطني تعاملت مع الدبلوماسية كإستراتيجية عمل وحيدة مُغيبة الأدوات الأخرى السياسية الأيديولوجية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ، فالدبلوماسية تنجح بقدر تفاعلها واعتمادها أوراق القوة الاخرى وخصوصا قوة ووحدة الشعب والتفافه حول قيادته ومقاومته للاحتلال .
النخبة السياسية الفلسطينية وخصوصا المفاوضون والمكلفون بالدبلوماسية يتصرفون مع الأمم المتحدة والشرعية الدولية بارتجالية وتجريبية ، فتارة يتجاهلونها نهائيا وتارة أخرى يرتمون في احضانها كالغريق الذي يتشبث بقشة ، دون استفادة من الماضي ومنجزاته والشعب وقدراته ، وهي نفس العقلية التي يتصرفون بها مع شعبهم ومع المؤسسات الوطنية ، وهو الأمر الذي لن يُنتج إلا مزيدا من الفشل .
يبدو أن الدبلوماسية الفلسطينية بعد فشل صيغة أوسلو في وقف الاستيطان ، وبعد أن أصبحت إمكانية قيام دولة فلسطينية في الضفة وغزة شبه مستحيلة ، انتقلت من فلسفة وإستراتيجية (الحياة مفاوضات) إلى فلسفة وإستراتيجية (محكمة الجنايات الدولية والشرعية الدولية حتى الممات) . حتى الهبة الحالية لم تغير شيئا من هذه الإستراتيجية حيث أقصى ما تقوم به السلطة والمنظمة للدفاع عن الشعب والأرض والمقدسات مجرد إحالة ملف الشهداء وما تقوم به إسرائيل من ممارسات إرهابية إلى محكمة الجنايات الدولية ! دون أن تفتح المحكمة حتى اليوم تحقيقا في أي من الملفات المُحالة لها .
المشكلة لا تكمن في التعامل مع الشرعية الدولية بكل تفرعاتها بل في ارتجالية هذا التعامل وغياب الرؤية الاستراتيجية والهدف . الشرعية الدولية تمنح الشعب الخاضع للاحتلال الحق بمقاومة الاحتلال وحق تقرير المصير وتوفر له منبرا لمخاطبة العالم الخ ،ولكن المشكلة في المراهنة عليهما ورهن مصير الشعب والقضية بقرارات قد تصدر منهما ، دون التفكير باستراتيجيات موازية وداعمة ، إستراتيجيات تبحث عن عناصر القوة عند الشعب ، وتضمن خط العودة لحالة التحرير الوطني في حالة فشل كل جهود التسوية السياسية .
ولنأخذ مثلا كيف تم التعامل مع الافكار الفرنسية وكيف بدأنا نخسر قبل أن تكتمل المبادرة الفرنسية وقبل ان يُعقد المؤتمر الدولي المنشود .
للأسف تصرفت الدبلوماسية الفلسطينية مع المبادرة الفرنسية بعقلية ونفسية المنهزم وكالغريق الذي يتشبت بقشة ، الأمر الذي جرأ بداية فرنسا نفسها للتراجع عن تعهدها بالاعتراف بدولة فلسطين في حالة فشل مبادرتها ، ثم شجع واشنطن ودول غربية للتحفظ على الأفكار الفرنسية ، أما إسرائيل وكعادتها فقد انتظرت حتى أعلن المتحدثون الرسميون الفلسطينيون عن تراجعهم عن مواقف سابقة ، خصوصا الذهاب لمجلس الأمن لإدانة الاستيطان وتفعيل إجراءات محكمة الجنايات واستعدادهم لتقديم بعض التنازلات ، بالإضافة إلى احتدام الخلافات الفلسطينية الداخلية حول المبادرة الخ ، انتظرت إسرائيل كل ذلك لتعلن رفض المبادرة الفرنسية .
نتفهم أن تتعامل القيادة الفلسطينية مع الافكار الفرنسية وأي افكار أخرى تُخرج عملية التسوية من الجمود وتُحررها من قيود والتزامات اتفاقية أوسلو ، ولكن كان الأمر يحتاج ، قبل أن تقديم تنازلات والتراجع عن قرارات سابقة كالذهاب لمجلس الأمن أو تفعيل إجراءات محكمة الجنايات ، التوقف عند القضايا التالية وتفحصها جيدا :
1- هل يوجد قرار نهائي للخروج من التزامات أوسلو ومن التسوية الأمريكية أم أن الأمر مجرد مناورة لتحسين ظروف وشروط العودة للمفاوضات مجددا ؟ .
2- استعداد من خلال توافق وطني ولو في إطار منظمة التحرير حول الأفكار الفرنسية ومجمل العملية السياسية ، والتنسيق والتفاهم مع الشعب والأحزاب الفلسطينية من خلال فتح نقاش مع كل فعاليات المجتمع .
3- النظر فيما إذا كان نفس الفريق المفاوِض الذي تمت تجربته لأكثر من 24 سنة وتقتصر خبرته على المفاوضات الثنائية والذي يؤمن (أن الحياة مفاوضات) مؤهلا للاستمرار في موقعه والتعامل مع الشرعية الدولية وقيادة المرحلة القادمة .
4- فهم وإدراك لحقيقة الأفكار الفرنسية وقدرة فرنسا على أن تطرح وتفرض مبادرة ورؤية سياسية تتعارض مع الرؤية الأمريكية .
5- غياب استراتيجية بديلة أو وضوح في خط الرجعة في حالة فشل المبادرة الفرنسية .
لا نعتقد أن أصحاب القرار في السلطة والمنظمة جاهلين حقيقة محدودية قدرة وصلاحيات محكمة الجنايات الدولية على معاقبة القادة الصهاينة ووقف العدوان الصهيوني حالا ومستقبلا ، أو يجهلون أن الشرعية الدولية خاضعة لموازين القوى الدولية ولسطوة القرار الأمريكي ، أو يجهلون محدودية قدرة فرنسا على طرح مبادرة جديدة ، ولكن مشكلتهم أنهم يعتقدون أن الدبلوماسية والمفاوضات تعتمد فقط على الجهود والقدرات الشخصية ، وأنهم لا يحتاجون للشعب بل حتى لا يحتاجون للخبراء والمتخصصين من أبناء الشعب ، وفي حالة استعانتهم بالخبراء يختارونهم من الأجانب أو فلسطينيين منقطعين الصلة بالشعب وبما يجري على الأرض من أحداث .
المفاوضون الفلسطينيون لم يتعلموا شيئا خلال 24 سنة من التفاوض مع إسرائيل وواشنطن ، حيث تسرعوا بتقديم تنازلات أو التلويح بتقديمها فيما لم تعلن إسرائيل موقفا واضحا من المبادرة في البداية ، وفي اللحظة المناسبة تم رفض المبادرة ، مما أربك القيادة الفلسطينية . نفس الأمر بالنسبة لعدم تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتنفيذ قرارات المجلس المركزي للمنظمة بالنسبة للتنسيق الأمني وحتى عدم التفاعل مع الهبة الشعبية يندرج في نفس السياق ، حيث كان التردد والتأجيل ضمن مراهنة على المبادرة الفرنسية والرغبة في عدم إغضاب باريس وواشنطن . والآن و بعد رفض إسرائيل للمبادرة الفرنسية فماذا نحن فاعلون ؟ .

[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميناء غزة : مشروع جاد أم ورقة ضغط وابتزاز ؟
- السلطة والمعارضة في النظام السياسي الفلسطيني
- حول جدلية السلطة والمعارضة
- حالة فوضى وليس مجرد انقسام سياسي
- ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟
- حركة فتح أمام منعطف مصيري
- الإرهاب : من تفجيرات الملك داوود إلى تفجيرات بروكسل
- شبهات حول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحرا ...
- مراجعات حركة حماس بين التكتيك والإستراتيجية
- البديل الوطني لاتفاقية أوسلو وتوابعها
- التضليل في خطاب (الحرب على غزة)
- الخوف على السلطة من السلطة
- المصالحة وعلاقتها بالانقسام والتسوية السياسية
- السياسة ما بين (فن الممكن) وفن (مراكمة الإنجازات)
- الحاجة لمصالحة تاريخية بين المثقفين والسلطة
- استشكالات الهوية والانتماء في الخطاب السياسي العربي الراهن
- الفلسطينيون بين جلد الذات وتضخيمها
- حق الدفاع عن النفس ليس حكرا على إسرائيل
- الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية
- الأزمة في سوريا تكشف بعض خفايا (الربيع العربي)


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - المبادرة الفرنسية تكشف بؤس الدبلوماسية الفلسطينية