|
هل ادركتم ... ان الغد رهين من خطط له
محمد علي مزهر شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 07:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل ادركتم .. ان الغد رهين من خطط له
محمد علي مزهر شعبان حركة الجمهور في أي مجتمع من تلك التي تمور فيها فيها رادكالية الحركة والانتماء ، هي ليست حركات وليدة العفوية العشواء، بل تصدر ببواعث من مجمل احاسيسها بالواقع، اذ ان هذا الاحساس لم يولد ايضا حركة ارادية منتظمه عابرة للخصوصيه وان اجتمعت في دائرتها ما يومى اليه من اعداد . حركة الجمهور الاخيرة وان تراءت للحكومة على انها ليست بذات خطر، وان توسعت وانبسطت، الا ان تلك الحركة كانت كالبركان لم تثر العين بما يتحرك تحت الارض واجوافها من هيجان . السطح يبدو كما تنبأ الارصاد بان تلك البراكين هي في الارض الرخوة الان، ويبدو الانفجار وشيكا . لم يعرف ما جرى حتى لدى المستقريء للغيب، وعلى حين غرة اذ تشابكت الحلقات واختلفت النيات واضطربت الامور والصدور تموج بين عابر للخطوط الحمراء وبين من حدد مسار عدم تجاوزها، كسرت السدود وعبرت الحدود واضحت الدولة " كخيمة في حارة " الاباضايات" حيث اضحت الدولة كقصر من الرمال، تهاوى ركن حسبوه حصينا.مثل مجلس النواب لما اعدوا له من عدة وعدد كافية لصد غزو دولة ذات شأن . الحشود توسعت رقعة تواجدها، لا الوان فيها ولا اطياف سوى ما قيل انهم مندسون . إإتمروا بأمر قائد متبوع بكثرة الاتباع، حشود تناصره، وقد لمس ايهاب العز، دون ان يبدو عليه الغرور، لان في دخيلة نفسه رضى وقبول من جهة، وامتناع وعدم امتثال لمجاملة عابرة ، حيث أٌخلً بالموازين، وضرب عرضا ما اتفق عليه من عناوين . الساحة التي كانت مدعاة للاصلاح اغتالتها لافتات وانتماءات واصوات وجدت الفسحة لتمارس ما اختزل في الصدور من خبايا سوداء، انها اللحظة المناسبة اذ يختلط الحابل بالنابل.... صيحات ورعود، وحواس اوقدت بالغل والسن ترعد بالحقد، بخطاب ليس غريبا عن لغة الاعلام الثمانيني من القرن الماضي وما يطلقه اهل المنصات او من اتخذ الدوحة وعمان واربيل منصة للخطاب الطائفي، ذات الاتجاه الواحد في مكنون العداء نحو دولة جاره . حين ينظر الرائي الى اطراف التجمعات، يشاهد رجالا كأن زراديهم اوشكت على الانفجار وان اوردتهم لا تمتليء بالدماء بل بالعداء . لاقترب من المشهد اكثر رغم قصور قدرتي، ولكن لاعتمد قاعدة استخلاص النتائج من المقدمات . تجمعات بعشرات الالاف تعتمد القدسية للفرد ولقضيته، كأنك في امة أخذتها نشوة الهيام المطلق للشخص، دون الاعتبار ان المرء عرضة لخطا التصور والتقدير، او للضغط والتأثير، وانه ليس في عصمة من امره . جمهور من الضرورة ان يحسب خطوات الاعتصام، ويتسائل عن اسباب الانسحاب منه . ماذا تحقق، ما الغايات المتوخاة ما بعد الانسحاب وهل سيترك فراغا ومجال ومناورة عند الاخر في ان يقلب اوراق اللعبة ويجهز صفحات جديده، حين يجد ان العصف هدأت وتيرته وتغيرت بوصلته . بوادر المطالب ( الاصلاح) وقد انحسر في حكومة التكنو قراط وعبور الطائفية، ولكن لتحقيق هذا المفاد، يستوجب قراءة المشهد كاملا من حيث الاتفاق دون نفاق، ما طبيعة من يجلس في مجلس النواب وتشكيلته وبم تدار مفاصل القرار، ما طبيعة الاجماع . فحين يطالب فصيل بهكذا نوع من التغير، هل جهز كل الادوات والامكانات لتحقيقه، اما انها مطالب يجب تطبيقها بالطريقة التي حدثت، فماذا انتجت والى اين وصلت ؟ او ليس من الادراك بمكان قراءة كيف بدلت الكابينة الاولى بكابينة التكنوقراط التحاصصية بامتياز ؟ اوليس اعتصام النواب من حيث المطالب كان بعنوانه العام كان اقرب للافتات الجمهور عند الاسوار؟ فعلام تم الانسحاب حين تكون المطالب عند نقطة المقتربات؟ لندع ادعاء ان فلان يريد ان يسحب البساط من تحت اقدام فلان، لان البساط لازال اساسا عائما في الريح ولم يركد على منبسط من الارض . هي ذي المقدمات التي ادت الى هذه النتائج . قائد المسيرة اعتزل الامر حتى لتنقشع الغيوم، متى وكيف ؟ يبدو انها غيوم ثقيله لعلها تمطر مصائب وويلات . السجل التاريخي بطبيعة الحركات الجماهرية من خلال الانتفاضات والثورات رغم جزئية الحركة التي نحن بصددها مع تلك الحركات . فمثلا في العام 1978- 1979 ما حدث في ايران رغم انها في المعايير تختلف كونها ثورة ولكنها تقترب من حيث التحشد الشعبي المحتج، نجد ان المقدمات لها قد جندت بافكارونظرية مؤسسة القواعد، مؤطرة بسياق اعتمد التنظير والتحضير، فكان الصراع بين الجماهير ونظام الشاه . انها ليست معركة حربية زاحفة هائجة تنتهي بنتيجة خاسر ام رابح بل ثورة مستمره اعتمدت قواعد التنظيم في ترتيب منسق رتب له من ادرك ماذا سيجري فيما بعد . على العكس فيما جرى في العراق سواء في انتفاضة شعبان او ما جرى في نيسان الفائت... سويعات ليس الا واذا بتلك الجماهير تقبض الهواء، وحين تنفض الايدي من المسك الريح، بقى صدى وصوت من دس او اندس ام احتسبه جهلا انه في صراخ يرضي قائده، نزع عن الحركة بهاءها وايهابها . اذن هي تلك المقدمات التي تنجب الخواتيم ، والعاقبة مرئية معلومة مشوشة لم تضع اقدامها على عتبة المأمول . لنأخذ نموذج من تلك العواقب .... بعد احتلال مجلس النواب مباشرة يطل علينا الكاتب السعودي، منتشيا فرحا وهو لسان حال مملكة ال سعود حيث يقول (ان العراق رجع الى الحضن العربي ) لمجرد ان أطلق هتاف ( ايران بره بره ) هذه الطروحة التي اطربت مثل هذا الرجل الذى تغابى، نسيانه كل التعاكسات والتضادات والتاريخ الاسود الذي يصطدم فيه المتظاهرون الحقيقيون وليس المندسون، اصطداما حدً النقطه، لانهم يعرفون من هو قاتلهم ومن يبعث لهم المطايا المفخخة اللذين لفظتهم الانسانية، ويدركون الداعم لمجاميع واسماء خربت اوطانا ومحقت مدنا وشردت شعوبا ويدركون الاسماء وانتسابها ومواطن تفقيسها . فاسامة بن لادن ليس الاصفهاني بل السعودي،وايمن الظواهري ليس الطهراني بل المصري، وابو مصعب ليس القمي بل الزرقاوي الاردني وابو عمر ليس اليزدي بل المصري وابو بكر ليس التبريزي بل البغدادي الاسرائيلي ... وماذا فعلوا اولئك المجرمون، باسواق المتظاهرين ومدارسهم واطفالهم ونسائهم وشيبهم وشبابهم . وفي الدائرة المحتله " مجلس النواب " يقهقه ظافر العاني على اتساع شدقيه ويعلق ( انها اسعد لحظات حياته ) ويختبر لاعب السياسة في صراخ محموم ، بقول معسول ولكنه بالسم مفعم ومحمول "ايها السادة النواب (الجماهير على الاسوار تنتظر التصويت على الكابينه ) قصور القراءة ذهبت بأخيلة ممن يتربصون فرصة تنفيذ مطالبهم ،واعتقدوا بأنهم بيضة القبان، وكأنهم مسكوا الغد ، ولم يدركوا ان الغد رهين من خطط له وصنعه، حيث النقلة المؤجلة الى اكمال التصويت . واذا يفك الحصار بمتاهة قرار، حتى غشت الموقف غاشية اللعبة بين من اراد التحقيق وبين من ارادها لعبة تسويف . هوذا الصراع في دخيلة من اتفق وافترق، وفي هذا الحيز تختبر الانفس وكذلك تجرب الضمائر.
#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرقة .... ركلة التنانين ..... ومزقت العناوين
-
العبادي ... عقلية التكييف .. في قراءة الموقف
-
وثيقة الاحلام ..... خبز باب الاغا
-
فالح الخزعلي .. سيف عازم ولسان صدق صارم
-
اي تكنوقراط ... اذا غابت الضمائر
-
في انتظار الغرق .... ماءا ودماء
-
في انتظار الغرق .... ماء ودماء
-
سيادة الوزير ..... استقل او تقال
-
الفريسة
-
وداعا عام الاتراح والافراح
-
شكو ... ماكو ... حقا ماذا يجري ؟
-
قفوا مرة مع وطنكم ..... ساسة العراق
-
هذا مغنمكم من الوظائف .... سادة الاقليم
-
العبادي .. هرب من رمضاء الرفقة ... الى رمضاء الشفقة
-
داعش صناعتكم ....ألم يكفي تلون الحرباء ؟
-
علام هذا الضجيج ... لتدخل روسيا ؟
-
صناع الموت ... الغنيمة ... ألا تشبعون
-
خاله .... ميركل
-
هل العيب فينا ... أم بقطر ؟
-
ما بين حيدر زوير.. وفيصل القاسم.. نبيل وفاجر
المزيد.....
-
مصدر لـCNN: أمريكا تنقل صواريخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكران
...
-
إسرائيل: قواتنا ستبقى في جبل الشيخ بسوريا -إلى أجل غير مسمى-
...
-
تفاصيل اتصال بين وزيري خارجية أمريكا ومصر بعد تصريحات ترامب
...
-
ماذا يعني وقف المنح الفيدرالية والمساعدات الخارجية الأمريكية
...
-
هواوي تطلق هاتفا مجهزا بكاميرات ومواصفات مميزة
-
العمل من المنزل أو المكتب؟.. دراسة تكشف أيهما الأفضل لصحتك
-
سر انقراض إنسان نياندرتال قد يكون مخفيا في دمه!
-
خبيرة تغذية: نقص البروتين يؤدي إلى تكرر نزلات البرد
-
أنفاق الموت. قاعدة الجلادين وضباط الناتو السرية أصبحت قبورًا
...
-
سؤال واحد وسبع إجابات: كيف ستستجيب الدول لرسوم ترامب الجمركي
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|