أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عواطف عبداللطيف - في وطني يغتالون حمامات السلام














المزيد.....


في وطني يغتالون حمامات السلام


عواطف عبداللطيف
أديبة


الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 07:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عند عودتها من عملها في استراحة الظهيرة عرجت على صندوق البريد
واخذت تقلب في الرسائل الواردة وتوقفت عيناها على احدى الرسائل ويديها
ترتجفان وهي مطرقة وبحذر شديد فتحت الرسالة الموجهه الى والدها لترى
ما في داخلها واذا بها رسالة من دائرة الهجرة تقول فيها ان سنة 2005 قاربت
على الانتهاء وان سنة 2006على الابواب وبما انك ستبلغ الخامسة والستين
خلالها فيسرنا ان نبلغك بأن تقوم قبل شهرمن يوم مولدك بتقديم طلب تحريري
للحصول على كافة الاستحقاقات التي يتطلبها من يصل الى هذا العمر المعاشية
والصحية والحياتية لتعيش براحة وأمان وان تحصل على البطاقة الخاصة بذلك
طوت الرسالة وعيونها شاخصة الى امام وهي تتذكر كلما حدث فقبل اقل من ثلاث
سنوات طلبت من الحكومة في البلد الذي تعيش فيه ان يوافقوا لها على السماح لوالديها
لزيارتها والعيش معها خوما عليهم مما يحصل يوميا في العراق بعد سقوط النظام
وحصلت على الموافقة قبل سنتين وفعلا قدموا لزيارتها ولم تسعها الارض من الفرحة
وهي تراهم معها في أمان ولكن والدها لم يسنطع البقاء سوى شهر واحد ونصف
وقرر العودة الى العراق لوجود ابنه هناك وهو يخاف عليه وهو لا يملك سوى
هذين الولدين ولحبه للعراق وعمله واهله واصدقائه وحاول الاصدقاء والمقربين
اقناعه بالعدول عن قرار العودة ولكنه رفض وعاد الى العراق وبعد شهرين من
عودته واذا بمن يطرق الباب ليلا وعند قيامه بفتح الباب ولأنقطاع التيار الكهربائي
في حينه لم يستطع معرفة معالمهم او هويتهم وهم يؤدوون السلام وهو يستقبلهم بكل
ترحاب واذا بهذين الشابين يمطروه وزوجته بوابل من الرصاص ليصاب فقط ويبقى
الاهل والجيران والأصدقاء ينقلونه من مستشفى الى اخر لأنقاذه ولكن لعدم توفر اي
من الخدمات الصحية ولخوف الأطباء من الوصول ليلا الى المستشفيات فارق الحياة
ولا احد من مصدق وليغادر ابنه العراق واطفاله ووالدته خوفا ورعبا مما حدث بعد
رحيله وتهديدهم العائلة ولتقيد القضية ضد مجهول وليعانوا من مرارة العيش بالغربة
تاركين البيت والوطن والعمل بعد ان خسروا أعز شئ
ماذا تقول للحكومة التي تعيش فيها
هل ان بلدي هو الذي اغتال والدي
هل ان شعبه هو الذي قتل والدي
هل لأنه مخلص وأبى ان يفارقه
هل لأنه ابن عائلة وطنية
هل لأنه صادق ومستقيم ومثقف وكفوء
هل لأنه زوج مخلص واب حنون وابن بار وصديق وفي وانسان محترم
هل لأنه وطني فقد سالت دموعة عندما رفع علم اميركا في ساحة الفردوس
هل لأنه اراد ان يعيش بحرية
هل لأنه بقي متمسك ببلده وانتمائه وروابطه وكيانه
هل لأنه بقي محافظا على كرامته

ولكنها عندما افاقت من الذكريات التي وخزت قلبها شوقا وحنينا ومرارة
قررت ان تبعث لهم برسالة لتقول لهم
ان في وطني هنالك من يغتال حمامات السلام بدون رحمة



#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة شوق
- لم رحلت
- ليكن صوتك عاليا ضد الأرهاب
- ملاحظات امام السيد وزير الخارجية
- أئتلافات وتسميات رنانة وحملات انخابية وطعونات
- صرخة زوجة من القلب
- بأي حال عدت ياعيد
- متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- الى اعضاء الجمعية الوطنية مع التحية


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عواطف عبداللطيف - في وطني يغتالون حمامات السلام