صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 20:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
[ وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ]
المائدة 46
يقول القرآن والمسلمون انهم يعترفون بالانجيل كتابا مقدسا هو هدى و نور , ولكنهم يقولون بنفس الوقت انه محرف ، لا يعرفون اي انجيل هو الصحيح و اي انجيل محرف ولا يملكون الدليل ، ويعترفون ويوقرون عيس المسيح ابن مريم العذراء . و يعتبرونه نبيا مرسلا من الله ، لكن القرأن يصفه بعبد الله و رسوله ، وانه بشر لا يختلف عن اي انسان بطبيعته البشرية . وليس فيه لاهوت الله بل ولد بمعجزة و انجز اعمالا ذات قدرات خارقة معجزية بأذن الله و تاييده بروح القدس . لا يكتمل ايمان المسلم الا بالاعتراف بالمسيح نبيا و رسولا و يؤمنون بالانجيل لفظا فقط الذي قال عنه القرآن فيه هدى ونور . ولكنهم يتخبطون بين الاعتراف و النكران .
يطلق القرآن و المسلمون على يسوع المسيح اسم عيسى، المحوّر من الكلمة اليونانية المتداولة سابقا وهي ايسوس ، وبعد حذف حرف السين الخاتمة اليونانية لمعظم الاسماء اليونانية اصبح الاسم ايسى واطلق عليه كاتب القرآن اسم عيسى .
لكن الاسم العبري الصحيح لعيسى والمثبت بالانجيل هو يسوع و تعني المخلص . وقد اطلق الملاك جبرائيل عليه اسم آخر و هو عمانوئيل و يعني ( الله معنا ) . وهذا الاسم يدل على ان يسوع هو الله معنا ظاهرٌ و متجليا بالجسد البشري ، وهذه شهادة من السماء .
ينكر المسلمون طبيعة المسيح اللاهوتية و ينكر القرآن بشكل غامض صلب المسيح و موته وقيامته ، ويعتبرون ان من صُلبَ هو شخص آخر مجهول الهوية تحايل الله على اليهود عندما مكروا فمكر هو ايضا بالقاء شبهة المسيح عليه بطريقة ماكرة لأنه خير الماكرين ، دون ان يوضح كاتب القرآن من هو هذا الشخص المصلوب وكيف يصفون الله بالمكر و الخداع اسوة باليهود الماكرين . ( مكروا ومكر الله و الله خير الماكرين ) .
يعترف القرآن ان المسيح ولد من فتاة عذراء بمعجزة فريدة لم تحصل في تاريخ البشرية و ليس له اب بشري ، فمن هو ابوه الروحي اذا ؟ اليس هو الله ؟ لكن هذا لا يعني ان لله ولد من صاحبة ، فهذا كلام لا يعقله اي عاقل .
ويعترف القرآن ان المسيح روح الله وكلمته القاها الى مريم ، ويقولون ان المسيح مخلوق بينما كلمة الله ازلية ، وهذا تناقض واضح . ، فكلمة الله كان مع الله في السماء متحدا بالروح و الذات الالهية بكيان واحد ، والله ليس ثالث ثلاثة كما يدعي كاتب القرآن خطأ. و الثالوث هو كيان الله الواحد الغير قابل للتجزاءة و الانفصال . ويتجلى هذا الثالوث في الانسان فهو روح و نفس وجسد ثلاث صفات في ذات واحدة . ومع كل التفسيرات التي قدمها المسيحيون ، لازال الكثير من المسلمين يتبعون قرآنهم في التشكيك والانكار من غير تشغيل لملكة العقل التي اعطانا اياها الخالق للتمييز و التفكير . ينكرون الوهية المسيح و طبيعته اللاهوتية الكاملة المتحدة بناسوته البشري الكامل ... (انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه) . يريدون ان يكون قرآن المسلمين حجة على المسيحيين وان يتبع المسيحيون الانجيل الذي لابد ان يحوي نصا يدل على تبشير المسيح بنبي اسمه أحمد . وان كان بعكس ذلك فهو محرف بنظرهم .
يسوع المسيح كان على الارض انسانا يأكل و يشرب و ينام ويتألم ، و لكنه منزه عن اي خطيئة بشرية . و له قدرة الله في اجتراح المعجزات لاثبات لاهوته امام الناس ، فمن اليهود من اقتنع وآمن و منهم من آنكر ولم يصدق واعتبروه مجدفا بادعاءه بنوة الله .
جاء في انجيل يوحنا عن المسيح انه ، " في البدء كان الكلمة ، وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله ... و الكلمة صار جسدا وحل بيننا " . فالمسيح هو الله في السماء و هو ابن الله بالروح والجسد على الارض . و ليس الله الروح ، هو يسوع المسيح الانسان كما قال القرآن : ( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم )
ان يسوع المسيح - الانسان - هو الله الظاهر بالجسد كما يقول الانجيل .
يستمر المسلمون بالتشكيك و التسائل ، ولهذا نحن سنجيب عن تلك الاسئلة ونحلل الشبهات عن طريق الأسئلة ، و نجيب عنها كما علمنا الانجيل و ليس حسب رغبة كاتب القرآن ، نريد ان نشرح للمسلمين انجيلنا كما هو و ليس كما يريدون هم .
-;- المسلم يسأل : ان كان المسيح هو الله الظاهر بالجسد قد سكن منطقة الجليل في فلسطين ، فهل ينتمي الله لبلد معين ؟
-;-- المسيحي يجيب : يسوع المسيح انسان كامل و اله كامل متحدا بالجسد ، فالانسان الذي ولد في بيت لحم من مريم العذراء في جنوب فلسطين لابد ان يكون له مسكن و موطن ، الله الروح في السماء لا يسكن في بيوت انما في القلوب النظيفة المؤمنة انما الله الظاهر بالطبيعة البشرية - يسوع المسيح الانسان- ينتمي لبلد معين بكل تأكيد .
-;- المسلم يسأل: حسب انجيل متى 27-46 : آخر ما قاله المسيح على الصليب هو :" الهي الهي لماذا تركتني " لو كان المسيح اله.. لماذا يستعين بالله وهو يودع الحياة؟
-;- المسيحي يجيب : لو قرا المسلم مزمور داؤد رقم 22 في كتاب العهد القديم سيجد ان هذه العبارة نفسها قالها النبي داؤود سابقا :" الهي الهي لماذا تركتني " و المسيح قالها ليذكّر اليهود ان النبي داؤد الذي يحبوه و يؤمنوا به قد سبق و تنبأ بقدومه اليهم مسيحا فاديا ومخلصا. و لكن اليهود لم يعرفوه وخذلوه ولم يؤمن الكثير منهم به بتحريض من احبارهم رغم ما اراهم من معجزات وتعاليم سامية . فالمسيح لم يطلب مساعدة الله على الصليب حيث تنبأ بموته و صلبه مسبقا ، انما اراد بكلامه هذا تذكير اليهود بتحقق نبؤءة داؤود عنه لأنه هو المسيح الحجر الذي صار راس الزاوية والذي رفضه البناؤون. و العبارة التي قالها المسيح على الصليب لم تكن موجهة الى الله بل لليهود .
-;- المسلم يسأل : ان كان المسيح مات فعلا على الصليب ، لماذا بقى جسده ميتا بالقبر ثلاثة ايام ، ولم يرفعه الله مباشرة قبل الصلب او الموت . وان كان المسيح هو الله فمن كان يدير الكون عند موته ؟
-;- المسيحي يجيب : حتى يكتمل الفداء و الخلاص لابد من سفك دم المسيح الطاهر
ويكون هو الذبح العظيم ليكون كفارة عن بني البشر، وحتى يؤمن اليهود بمخلصهم بأن يسوع المسيح هو ابن الله و هو النبي الذي تنبأ موسى بمجيئه اليهم ، قام من الموت بالروح و الجسد ، و خالط تلاميذه عدة مرات بعد القيامة و أكل و شرب معهم ليثبت لهم انه ليس شبحا بل روحا وجسدا ، وسجد له تلميذه توما قائلا له : "ربي والهي" ، ولم يعترض المسيح على سجوده او وصفه بالاله والرب . مات المسيح بالجسد ثلاثة ايام لكن لاهوته اي روح الله لا يموت وهو من يدير الكون من الازل و الى الابد . و لاحاجة الى ان يمكر الله على الناس ويرفعه و يصلب رجل برئ بدله كما ادعى قرآن محمد .
-;- المسلم يسأل : هل الاله يسفك دمه ليفتدي البشر ؟
-;- المسيحي يرد : الدم المسفوك و الانسان المصلوب هو لجسد المسيح لأنه ابن الانسان مات بصفته البشرية . ولاهوته وروحه لا يموت ابدا . والروح ليس فيه دم
-;- المسلم يسأل : هل يقع الله وهو بهيئة المسيح لسلطان الشيطان ليجربه بعد صيامه اربعين يوما ؟
-;- المسيحي يرد : لم يستطع الشيطان ان يتسلط على المسيح الانسان قط ، بل حاول ان يجربه و يغويه بثلاث محاولات ، لكن خاب ضنه ، وردعه المسيح بكلمات من الكتاب المقدس لا يجروء ان يقولها الا من كان له سلطان الله ، ثم طرده الى غير رجعة ، ولم يجروء الشيطان الاقتراب منه ثانية .
-;- في انجيل مرقس 12 -29 قال السيد المسيح : " ان اول كل الوصايا ... الرب الهنا واحد " ... الا تدل كلمة الهنا ان المسيح ينتمي للبشر ؟
-;- نعم يسوع هو ابن الانسان او ابن البشر بالجسد وابن الله بالروح . ينتمي للبشر من جهة الام وينتمي الى الله بالروح والكلمة ، فأن قال للناس انا الله سيرجموه ويقولون انه مجنون ، لكنه افهمهم ذلك من غير ان يقولها صراحة وسجد له الكثيرون .
اكتفي بها القدر من الاسئلة و الاجوبة حتى لا يطول المقال كثيرا ، و ارجوا ان اكون قد اسمعت من به صمم .
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟