أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - قصص ساخرة - (القسم الأول)















المزيد.....

قصص ساخرة - (القسم الأول)


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 22:17
المحور: كتابات ساخرة
    


قصص ساخرة - (القسم الأول)

نبيل عودة

1 - منتصرون ومهزومون

التقى نازي ويهودي في بار، كان اليهودي جالسا بعيدا عن زبائن البار، في زاوية منعزلة، يحتسي الويسكي ويقرأ كتابا ولا يلتفت لما يجري بين الزبائن في البار، عبثا حاول النازي أن يجر اليهودي إلى حوار ، ان يخرجه من تركيزه بالقراءة واحتساء الويسكي بمتعة ظاهرة. لكن اليهودي رسم ابتسامة على شفتيه وحافظ على صمته وهدوء أعصابه رغم مواصلة النازي استفزازه.
كان النازي يزداد غضبا لأنه لم ينجح بجعل اليهودي يسقط ابتسامته ويترك كتابه، أو يتفوه بكلمة ضيق ليكيل له الصاع صاعين.
فكر النازي كيف يستفز اليهودي؟... ووجدها!!
قال النازي للبارمان بصوت مرتفع يسمعه جميع زبائن البار وخاصة اليهودي:
- وزع على جميع الموجودين كؤوس ويسكي على حسابي ولا تقدم كأسا لذاك الشخص.
وأشار إلى اليهودي، لكن اليهودي ظل يبتسم وغارقا في كتابه وكأسه الذي يملأه البارمان كلما فرغ وحتى بدون ان يطلب اليهودي ذلك.
بعد أن شكره جميع الزبائن على كرمه وعلى نخوته وتضييفه لهم، التفت النازي للبارمان مرة أخرى وقال بنفس الصوت الصاخب: وزع من جديد على حسابي كؤوس ويسكي للجميع ما عدا لذلك اليهودي الذي يبتسم بدون سبب.
وأشار إلى اليهودي، لكن اليهودي ظل يبتسم.. بل تزداد ابتسامته وضوحا وامتدادا. هذا الأمر لم يعجب النازي. اقترب من البارمان وسأله:
- قل لي من ذاك اليهودي الذي يواصل الابتسام رغم إني أهنته ولم ادعوه لشرب الويسكي على حسابي؟
- أوه عزيزي انه صاحب هذا البار!!
*****

2 - كيف تُشغّل الدولة كلها؟

اختلف رجال السياسة في ندوة دولية حول أنجح أشكال السلطة في العصر الراهن. المندوب الإسرائيلي، كعادته، قال ان إسرائيل جمعت تجارب الشعوب كلها ، صهرتها وأنتجت منها شكلا جديدا اسمه "يهودية الدولة"، بينما سائر الدول الغربية الحضارية والديمقراطية لا تجرؤ على إطلاق صفتها الدينية على دولها. عندما حاول مندوبي الدول الأوروبية الاعتراض على تلك التسمية بسبب مضمونها العنصري الذي يتجاهل وجود أقلية قومية عربية كبيرة في اسرائيل ، أعلن المندوب الإسرائيلي انه في اسرائيل توجد قومية واحدة هي اليهودية واقليات طائفية لها حقوقها الطائفية مثل الزواج والطلاقز.. اعترض المندوب الفرنسي وأيده المندوب البريطاني بان عدم الاعتراف بالعرب كقومية هو اخلال بالمفاهيم الديمقراطية.. غضب المندوب الاسرائيلي واتهم المؤتمر بانه أصبح منصة للاساميين.
المندوب الأمريكي ادعى ان إسرائيل كالعادة تتقدم بخطوات عن سائر الأنظمة، وحتى في الطب نجدها متقدمة عن الدول الأوروبية بفضل الدعم الأمريكي لضمان تفوقها النوعي.
شعر المندوب الإسرائيلي بالراحة وغرق في كرسيه مبتسما .
قال المندوب البريطاني، صحيح ان إسرائيل تقدمت كثيرا ولكننا سبقناها بالطب. مثلا، نحن في بريطانيا في الطليعة، وهو مجال يعتبر هام جدا في تقييم تطور الدولة الحديثة، نأخذ كلية من شخص ونزرعها بجسم شخص آخر، وبعد أسبوعين نجد ان الشخصين تعافيا ويبحثان عن عمل.
المندوب الفرنسي انتقد اتهام فرنسا باللاسامية، قال ان التقدم الطبي في فرنسا أفضل كثيرا من التقدم المماثل في إسرائيل وبريطانيا سوية، والطب الفرنسي لا يميز بين يهودي وفرنسي او عربي. النموذج البارز هو ان أطبائنا قادرون على أخذ رئة من شخص وزرعها بشخص آخر، وان الشخص برئة جديدة سيكون بعد شهر أمام مكتب العمل للحصول على عمل جديد.
المندوب البلجيكي ضحك حتى كاد يقلب على ظهره لو لم يوازن نفسه بمساعدة مندوب جنوب أفريقيا. قال: نحن سبقنا الجميع، نجري عملية نقل قلب من شخص إلى آخر، الشخص بالقلب الجديد مستعد ان يلعب كرة قدم بعد شهر ونصف من العملية؟ إذن نحن سبقنا الجميع في تقدمنا، والمندوب الإسرائيلي مجرد يثرثر ولدينا إثباتات أنهم يسرقون تكنولوجيا طبية من أسواقنا.
أصر المندوب الإسرائيلي ان يضيف حول الطب معلومة هامة حول التقدم الطبي في دولة اليهود، قال إنكم لم ولن تصلوا إطلاقا لما انجزناه في مستشفياتنا. لدينا حلولا ثورية نستغني بها عن سكين الجراحة. مثلا نأخذ شخصا بلا مخ، نوظفه فورا في مكتب رئيس الحكومة، بعد أسبوع تنشغل الدولة كلها البحث عن طريق للخروج من المأزق الذي سببه ذلك الموظف الذي بلا مخ!!
******

3 - خسرت نصف البحر

سئمت كل الأقاويل
اقول او لا اقول ؟
حقبة التاريخ الأولى انتهت منذ نطقت .
من يرشدني لشاعرتي التي اطلت من خلف نافذة فجر مشرق؟
خرجت لألقاها..
لكن الريح حملتها بعيدا..
ها انا ابحث عنها حتى اليوم
اجتزت كل البحار..
سألت كل العرافين
فقدت آخر خيط
فقفلت عائدا..
وصلت قبل ايام
شرطي الحدود قال ان جواز مروري انتهت صلاحيته
سألني:أين كنت؟
اجبت بلا تردد:
كنت في رحلة الى بحر هائج
اضعت هناك ثلاث موجات
وخسرت نصف البحر
وضاعت حبيبتي
ما تبقى لي
هما فوق كتفي .
ورسالة منها جاءت بها الموجة التاسعة
كتبت :
من لا تميته الحرب
في بلادي
يموت
بحوادث الطرق!!
فارسلت جوابا فوريا :
ومن لا يتشوه يوم الميلاد
يتشوه يوم الحرب!!
وما زلت انتظر فتح الحاجز..
******

4 - "طول العمر" لسعاد...

مرضت سعاد وتدهورت حالتها الصحية بسرعة بعد أجراء عملية استئصال لورم خبيث في الاثني عشر.
قال لها الجراح أن وضعها محرج ، اذ ان المرض انتشر حتى الكبد وهو لا يظن انها ستحيا أكثر من ستة أشهر.
صعقت للخبر ، بكت بحرقة وهي تصرخ :
- ستة أشهر فقط ؟
- أنا آسف... قمنا بكل ما يلزم... الأمر ليس بيدنا الآن.
- لكني أحب الحياة... واريد أن أعيش دهرا كاملا... أكره الموت وانا لم أصل حتى لمنتصف العمر? كيف يحصل لي مثل هذا الأمر المرعب.. لا بد من وجود حل يطيل عمري?..
بعد تفكير قال الطبيب"
- انا حزين جدا لحالتك .. اريد لك الحياة والسعادة.. حاولت كل الطرق الطبية المعروفة ، استشرت اخصائيين من مختلف مستشفيات العالم .. للأسف لم اجد طريقة طبية يمكن ان تشفيك من المرض الخبيث بعد ان انتشر ..
- الا توجد حلول اخرى غير طبية؟
استغرق الطبيب بتفكير عميق قبل ان يقول بصوت خافت:
- يوجد حل..
ارتاحت سعاد لقول الطبيب وشعرت ببعض التفاؤل ، عندما طال صمت الطبيب عن طرح الحل المفرح وغير الطبي حثته قائلة:
- ما هو الحل دكتور.. ؟
- ان تتزوجي من شاعر.
- شاعر ...؟! وكيف سيساعدني زواجي من شاعر..؟ هل للشاعر حل لمرضي لا يعرفه الطب ؟!
- آه هذا سؤال جيد... سأشرح لك..
طال صمته مرة أخرى. ضايقها تمهله في الكلام وهي تنتظر كلماته على أحر من الجمر.
- أني أنصت... اشرح لي ؟
- الشعراء مخلوقات مغرورة... كثيرة الغلبة والطلبات... مزاجيون متقلبون... يعيشون في وهم انهم من طينة بشرية عليا... وما عداهم مخلوقات دنيا... خاصة اذا كانوا من "عرب الداخل". يدعون انهم مع الناس وهم منعزلون عن الناس وانهم الوارث لشعراء المقاومة ، الشاعر منهم يريد من المرأة المتزوجة به ان تكون وفق تقلب مزاجه .. ستسمعين شعر زوجك ليلا ونهارا حتى تتمنين الطرش.. والويل اذا لم تقولي له ان هذا الشعر الرائع لم يسبق لك ان استمعت الى مثله في يوم من الأيام.. ربما في يوم القيامة ، عندما يسأله الله عن حسناته وسيئاته سيقول انها كلها حسنات لأنه شاعر كبير ، وان السيئة الوحيدة التي ارتكبها هو زواجه منك ... وان هذه السيئة تغفر عادة للرجال منذ غفر الله لآدم بعد ان أغرته زوجته حواء لأكل التفاحة من شجرة المعرفة ، وهو يتوقع ان يقول له الله بما انك أعظم الشعراء ، تعال اجلس بمكاني فأنت أهل لأن تحل محلي.
بعد برهة صمت فيها الطبيب متجهما وصمتت هي متفاجئة من الحل ، استمر يقول:
- الويل لك عزيزتي اذا كان يكتب قصيدة وتأخر فنجان القهوة .. او جاء سكر القهوة ليس كما يشتهي.. سيتهمك بتخريب القصيدة وانك عميلة للصهيونية، الاستعمار والرجعية العربية.. ويصنفك مع مدمري برجي التوأمين في نيويورك. واذا نشر قصيدة وانتُقدت بحدة ستتهمين بأنك قليلة الايحاء وفاقدة للذوق الشعري مثل نُقاده . واذا مدحها الناقد الحداثي الذي لا يفقه ما هي الحداثة ستنالين باقة ورد لتضعيها .. انتبهي ، بجانب سريره .
- لكني لم أفهم بعد كيف سيشفيني هذا من مرضي.. كيف سيجعلني أعيش دهرا..؟
- أه هذا سؤال مهم.. الشاعر كما شرحت لك سيجعل حياتك جهنم.
- ماذا مع مرضي وموتي المرتقب بعد ستة أشهر .. كيف سأشفى منه؟
- وصلنا لجوهر الموضوع.. لن تتغلبي على مرضك .. ستموتين بعد ستة أشهر.. ولكن ستة أشهر مع شاعر ستشعرين انها دهر كامل .. وربما تتمنين الموت قبل نهايتهم.

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصدع السياسي: استجابة شرطية لواقع فاسد ومأزوم ...
- حتى نوقف العنف في بلداتنا العربية...!!
- بيان لجبهة الناصرة حول ملصقات اول ايار
- العاهرة البتول...!!
- طهروا انفسكم من الزؤان
- طريق الانتحار مفروشة بأوهامكم يا رجالات جبهة الناصرة
- فكرة افنان القاسم الرائدة لمؤتمر عربي عالمي
- حكايات نصراوية
- قصص فلسفية – الحلقة السادسة
- قصص فلسفية – الحلقة الخامسة
- قصص فلسفية – الحلقة الرابعة
- عيد البشارة عيد كل النصراويين
- علي سلام شريك بالمؤامرة الصهيونية..!!
- حجج صبيانية وراء التصويت ضد ميزانية بلدية الناصرة
- قصص فلسفية - الحلقة الثالثة
- من يخدم قرار إضراب يوم الأرض?
- قصص فلسفية – الحلقة الثانية
- إذاعة الشمس والإعلام العربي في كتاب للمعهد الإسرائيلي للديمق ...
- صفحات من تراثنا الفلسطيني
- وداعا للفنان، الرسام والمسرحي سهيل ابو نوارة


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - قصص ساخرة - (القسم الأول)