أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - إنهم يتوسعون... إننا ننحسر














المزيد.....

إنهم يتوسعون... إننا ننحسر


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 17:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


قديما كان اسمها "واد المية" نسبة الى الواد الذي فصل سكانها عن بعضهم حين سكنوا على طرفيه ولذا كان للواد ضفتين شرقية وغربية وظلت البيوت المقامة على الطرفين تحمل اسم الواد ببساطة الطبيعة فسميت "واد المية" بعد ان كانت قديما تسمى "رأس العين" حيث أقيمت البيوت الاولى في القرية, حكومة الانتداب البريطاني غيرت اسم القرية الى "برطعة" لشؤون السجلات وهو الاسم الذي استقرت عليه فيما بعد هذا الواد ضم على ضفتيه أبناء عائلة واحدة ظلوا معا يعيشون هناك كاسرة واحدة حتى الرابع من نيسان عام 1949م حين تمكنت قوات الاحتلال من اعتبار واد المية الفاصل بين طرفي القرية حدودا لها فأقامت الحواجز وفصلت شطري القرية ليحمل كل منها اسم الجهة فصارت "برطعة الغربية" تخضع للاحتلال وظلت "برطعة الشرقية" عربية الى ان جاءت هزيمة عام 1967م ليعاد توحيدها شكلا تحت إدارة الاحتلال كاملة ورغم ان الحواجز العسكرية المانعة بين القريتين قد أزيلت إلا ان واد المية ظل منطقة حرام لا يقترب منها احد وظل الحاجز الطبيعي بين القريتين باعتبارها حدا فاصلا بينهما ولم يجرؤ احد من سكان الطرفين الاقتراب من ارض الواد ومجلسي القريتين ظلا بعيدين عن أي مسئولية عن هذا الواد المهمل فهو لا يقع تحت مسئولية أيا منهم رسميا والأنظمة والقوانين المعمول بها هنا وهناك مختلفة كليا ولا احد من المجلسين معني او مسموح له بصرف أمواله على منطقة لا يدري مصيرها وظل جيش الاحتلال يمنع رسميا أي اقتراب من حرم الواد.
الى ان جاء بناء جدار الفصل العنصري الذي دمر حوالي 2000 شجرة زيتون وامتد لمسافة 2 كم بعرض 50 متر أصبحت ضمن حرم الجدار وتم مصادرتها من أهلها الى جانب حرمان العديدين ممن هم خارج الجدار من الوصول الى أراضيهم داخله وعاش سكان برطعة الشرقية مأساة جديدة فهم باتوا يقعون بين خطين أمنيين الجدار الذي يمنعهم من التواصل مع باقي الأراضي المحتلة عام 1967م والخط الأخضر او واد المية الذي يعتبر فاصلا لهم عن الأراضي المحتلة عام 1948م ويمنع عليهم تجاوزه رسميا بدون تصاريح لذلك, قوات الاحتلال عمدت في شهر 7/2014 الى تدمير وهدم سائر المباني المقامة في حرم واد المية بهدف تخطيط الخط الأخضر وتأكيد الفصل بين شقي القرية, وجود الجدار فرض واقع جديد في القرية التي سهل انعدام الحواجز الأمنية بينها وبين شقها الغربي من وصول المتسوقين من الجهة الغربية إليها حيث الأسعار ارحم من الشق الغربي مما دفع بعديد التجار بفتح محلات تجارية لهم في القرية وازدهرت أسواقها التجارية بشكل لافت وكبير جعلت كبار التجار الفلسطينيين لا يستغنون عن إقامة فروع لمصالحهم هناك.
الزائر لبرطعة اليوم لا يستطيع التفريق بالحدود بين شرقي القرية وغربيها إلا بالنظام والنظافة ومظاهر التنظيم الظاهرة جديا في الشق الغربي والغائبة كليا في الشق الشرقي حيث يستغل المواطنين والتجار هناك كل سم في الارض لصالح استخدامه وسيلة للاسترزاق دون اعتبار لنظام او تنظيم او مظهر او خلافه وبالكاد يمكنك اليوم التعرف على مكان واد المية مما يعني ان جيش الاحتلال يغض الطرف عن ذلك.
إسرائيل ستستغل الفرص القادمة بدءا من الأوضاع السائدة في العالم العربي وانشغال العالم بملهاة داعش الامريكية والتوافق التركي الاسرائيلي والمبادرة الفرنسية ومغادرة اوباما الغياب الرسمي المبرر دوما للرئاسة الامريكية وانشغالنا بتفهيم وتفهم القادم الجديد للبيت الأبيض وفي هذه الأثناء تقوم إسرائيل بجريمتها الأخطر بتمزيق الضفة الغربية كليا بضم الكتل الاستيطانية ونقل ما يمكنها من مواطني القدس الى مناطق السلطة الفلسطينية لتضرب كل العصافير بالحجارة الذي بيدها والجدار جاهز الذي قد يلتهم برطعة ويلتهم بيت حنينا والتلة الفرنسية ويتنازل عن كفرعقب التي لم يكن عدد سكانها من المقدسيين في العام 2000 يتجاوز 2000 مواطن ليصل اليوم الى ما يقارب 60 ألف مواطن مقدسي يحملون الهويات الزرقاء بينما يبلغ اليوم تعداد العيزرية 17 ألف نسمة والعيزرية كانت مساحتها تبلغ 60 ألف دونم تقلصت بفعل الاستيطان الى 11 ألف دونم والمعنى واضح هنا الاحتلال سيتخلص من حوالي 80 ألف مواطن مقدسي مع قليل من الارض ليضم إليه 70 ألف فلسطيني مع معظم أراضي الضفة الغربية بعد ان فعل ذلك في كل القدس.
مصادر الاحتلال تتحدث هذه الأيام عن مشروع جديد لضم الضفة الغربية ويوضح البعض منهم ان ذلك يمكن ان يكون تدريجيا بحيث يمكن ضم مناطق ج أولا وهي تشكل حوالي 60% من أراضي الضفة الغربية ويستوطن فيها حسب تلك المصادر 400 ألف مستوطن مقالب 70 ألف مواطن فلسطيني ويوضحون ان ذلك سيشمل منطقة ادوميم اكبر موقع استيطاني حول القدس بما يضمن سد استيطاني كبير حول القدس وتفريغ مباشر للمقدسيين وتجريدهم من مواطنتهم عبر التنازل عن مناطق مثل قلنديا والعيزرية وكفر عقب, وفي هذا السياق تأتي المبادرة الفرنسية لذر الرماد في العيون مع الاعلان الرسمي عن استعداد فرنسا لإجراء تعديلات عليها تشمل القبول بضم الجولان وتطبيق القانون الاسرائيلي على المستوطنات وهو ما يسهل على الاحتلال تنفيذ مآربه بالضم العلني وهنا تكمن مأساة أننا نوافق على كل ما يتم إلقاءه لنا من الغرب شريطة ان تعلن إسرائيل رفضها له فتبدأ محاولات الغرب لاسترضائها لتقبل بعد ان نكون نحن قد قبلنا حتى دون ان نعرف والمأساة تتواصل يتوسعون وننحسر يرفضون ونقبل يسكتون ونحتج وعلى الارض خراب واحتلال يتمدد, تلك هي الحقيقة الوحيدة على الارض.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئاسة الأمريكية وحكاية إبريق الزيت
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (6)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (5)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (4)
- بيرزيت... درس للجميع من الجميع
- الإفساد سلاح أعداء الشعوب الأخطر
- فلسطينيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (3)
- طريقنا الوحيدة إلى الأمام
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (2)
- حتى لا نبحث بين الركام
- تاريخ مشوه... يقين بعيد
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية
- الوطنية الفلسطينية... الى اين؟
- أيها الحاخام... غادر بلادنا إذن
- العرب وغياب الإبداع
- مقاطعة الاحتلال... إرادة لا قرار
- حنان الحروب الفعل قبل الكلمة
- سيدي الرئيس... احمي ظهرنا... ظهرك
- عمر النايف يعود إلى جنين


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - إنهم يتوسعون... إننا ننحسر